موقف الزاوية الدرقاوية من الأمير الخطابي وحربه ضد الإسبان
هوية بريس – د. عبد العلي الودغيري
كنت قبل هذا قد وقفتُ على رسالة للمجاهد ابن عبد الكريم الخطابي يتحدث فيها بمرارة عن موقف الزاوية الدرقاوية في بني زروال من حركته الجهادية ورفضه مساعدته.
ووقفتُ اليوم في كتاب الظل الوريف في محاربة الريف (ص:44-45) على جانب من هذه القصة كما يرويها مؤلف الكتاب الشيخ أحمد سكيرج، وملخصها أن المجاهد محمد بن عبد الكريم حاول الذهاب بنفسه إلى قبيلة بني زروال لملاقاة شيخ الزاوية الدرقاوية آنذاك الشريف عبد الرحمان الدرقاوي لطلب مساندته في حربه على الإسبان ولو بحصة من الزرع والحبوب يستعينون بها، ولكنه حيل بينه وبين الوصول إلى الشيخ الدرقاوي لأسباب ذكرها المؤلف، فرجع من حيث أتى. ثم فكر بعد ذلك في إرسال وفد خاص مكوَّن من ثلاثة أشخاص بينهم المجاهد الفقيه بولحية. الذي اجتمع بالشيخ عبد الرحمان الدرقاوي وفاتحه في الأمر، فلم يجد منه أي مساعدة.
قال المؤلف: (فتوجه الفقيه المذكور وحده واجتمع به في زاويته، وتفاوض معه فيما قدم لأجله، فلم يجد فيه قابلية لذلك، وامتنع من مساعدته. ورجع الفقيه بولحية إلى محل نزوله بتوزكارت من قبيلة بني زوال وتفاوض مع من معه في امتناع من ذُكِر، وتحققوا بأنه كتب إلى صنهاجة السرائر يأمرهم بضرب المجاهدين، ويمنعونهم من المرور بترابهم، وتكلم مع بني زروال بأن كل من خالط المجاهدين ودفع لهم ولو خبزة فإنه يُعاقَب على ذلك، فانحبس الناس عن الاجتماع بالمجاهدين بسببه. وهاجت الأفكار عليهم حتى أدى الأمرُ إلى البارود).
وهذا الذي حكاه المؤلف وكان معاصرًا لحرب الريف، عن هذه البلبلة التي وقعت بين الناس نتيجة الأوامر التي أصدرها الدرقاوي، أعادت ذاكرتي إلى فترة الصغَر، فوجدتُ ذلك مطابقًا لما كان يرويه والدي رحمه الله لضيوفه مرات عديدة عن الصدام الذي حصل بين فئة من بني زروال والقبائل المجاورة كانت ترغب في الانخراط في الجهاد واستغربت موقف الدرقاوي، وقد التحق عدد منها بجبهة ابن عبد الكريم وشارك ببندقيته، وفئة أخرى قررت الخضوع لأمر شيخ الزاوية صاحب النفوذ الكبير على المنطقة في ذلك الوقت.
وكان والدي رحمه الله من الأطفال الذين جاء بهم أهاليهم من أماكن متفرقة من المغرب لحفظ القرآن وتلقي العلم في قرية بوبريح التي كانت شهرتُها تطبِّق الآفاق، بعد أن كان عدد من علماء القرويين وطلبتها قد هاجروا من فاس إليها لأسباب مختلفة، فكان شاهد عيان على هذه الواقعة، وعلى أمور أخرى تخص موقف الدرقاويين من الفرنسيّين على وجه الخصوص، كان الوالدُ لا يفتر عن سردها على مسامع رفقائه وضيوفه في جلسات الشاي الممتعة، وأنا طفل صغير أنصت لما يدور في تلك الجلسات بلذة ولهفة منقطعة النظير.
هل هذا يعني ان كل حكايتكم تنطبق على المملكة المغربية كلها من شمالها الى جنوبها !؟
ياسيدي إن من له إطلاع بسيط في التاريخ يعلم أن كل الطرق الصوفية كانت إما تأيد المستعمر بشكل علني أو تدعو إلى الاستسلام له لأنه قدر مكتوب يجب الرضى به وعدم مدافعته ولا أعرف طريقة صوفية خرجة عن هذا الأمر إلا ماكان من الطريقة السنوسية في ليبيا