في موقف قد يكون له ما بعده استقبلت موسكو وفدا من عصابات البوليساريو يوم أمس الأربعاء 20 أكتوبر الجاري، وذلك في ظل استمرار غموض العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وروسيا.
واستقبل وفد من جبهة البوليساريو الإنفصالية من طرف مبعوث الرئيس الروسي في الشرق الأوسط وأفريقيا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.
ويأتي هذا الاستقبال أسبوعا واحدا قبل الاجتماع المرتقب لمجلس الأمن الدولي لبحث قرار جديد حول الصحراء والمصادقة عليه.
ويبرز بيان وزارة الخارجية الروسية مناقشة اللقاء آفاق البحث عن حل للنزاع، ثم الإجراءات والظروف الخاصة بالمصادقة المرتقبة لمجلس الأمن على قرار تمديد مهام قوات المينورسو في الصحراء.
ويقول البيان إن الجانب الروسي على موقفه الثابت المؤيد للبحث عن حل سياسي لهذه المشكلة الطويلة زمنيا. ويؤكد على ضررة قبول لأطراف المعترف بها دوليا: المغرب وجبهة البوليساريو بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. ويضيف أن اللقاء تطرق إلى الإجراءات المعرقلة للتأثير على وضع الصحراء. و”ضرورة مواصلة الجهود المنسقة للمجتمع الدولي بهدف تحقيق حل عادل ومستدام، بما في ذلك مهمة إقامة تعاون فعال في مكافحة التحديات والتهديدات المشتركة”.
وفي هذا السياق، تم الإعراب عن تأييد أنشطة المبعوث الشخصي المعين حديثا للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، ستافان دي ميستورا.
ويأتي البيان بهذه النبرة ليؤكد قلق أو على الأقل التحفظ المغربي من الموقف الروسي من خلال عبارتين واردتين فيه، الأولى وهي “الأطراف المعترف بها دوليا: المغرب وجبهة البوليساريو”. وكانت موسكو لا تشدد على هذه النقطة، ولكنها يبدو أنها تتماشى والموقف الجزائري الذي أعلنه مؤخرا الدبلوماسي المكلف بملف الصحراء عمار بلاني بعدم المشاركة مستقبلا في طاولة المفاوضات المتعددة الأطراف، ليبقى الأمر مقتصرا فقط على المغرب وجبهة البوليساريو.
وجاء الموقف الجزائري بعد تصريحات سفير المغرب في الأمم المتحدة عمر هلال بأن حضور الجزائر في طاولة المفاوضات يعد دليلا على أنها طرف في النزاع.
أما العبارة الثانية الواردة في البيان فهي الإشارة الرافضة للإجراءات المضادة لتغيير وضع الصحراء، وهو موقف روسي ينتقد فيه سواء المغرب أو حلفاءه الذين يرغبون في جعل الحكم الذاتي للصحراويين تحت سيادة المغرب هو الحل الوحيد القابل للنقاش.
وتأتي هذه التطورات في ظل برودة تمر فيها العلاقات بين المغرب وروسيا. ويجري الحديث عن قلق المغرب من اقتراب مليشيات فاغنر، الذراع غير المباشر للسياسة الخارجية الروسية في مناطق النزاعات، ومنها منطقة الساحل في مالي ونسبيا الصحراء، ثم وجود خبراء عسكريين روس في الجزائر، وتبني موسكو لهجة متشددة في نزاع الصحراء خلال الشهور الأخيرة.