نازية الكيان الصهيوني..
هوية بريس- محمد زاوي
ليس هناك صورة أوضح لمعرفة طبيعة الكيان الصهيوني غير تلك التي اتضحت اول أمس بقصف مستشفى المعمداني بقطاع غزة، فهذه الصورة تعكس طبيعة هذا الكيان مما لا يدع مجالا للشك.
إن هذا الكيان الذي أقام وجوده في الوطن العربي على أسطورة “الهولوكوست”، التي لم يعدَم فيها اليهود بهذا الإطلاق، بل يسارهم الذي كان يهدد احتكار الرأسمال النازي؛ إن هذا الكيان يجسد النازية في أبشع صورها، بل هو أبرز نازية جديدة يفرزها عالم مضطرب تلفظ فيه الأحادية القطبية الإمبريالية أنفاسها الأخيرة.
إن الكيان لا يتصرف كدولة، ليس لأنه لا يريد، ولكن لأنه فاقد لعناصرها، والتي من أبرزها عنصر “الشعب”. هو مجرد جغرافيا انتقالية تطلب الاستقرار بتوفير بعض المصالح لجماعات هاجرت أو هجِّرت من أوطانها الأصلية، لولا ذلك لما حافظت هذه الجماعات على انتماءاتها القديمية، ولما نشب النزاع في الشارع بين اليهود الأرمينيين والأذربيجانيين أيام حرب “كاراباخ”، ولا بين اليهود الروس والأوكرانيين عقب العملية الخاصة لروسيا ضد النازية الجديدة في أوكرانيا.
التناقض في الكيان اليوم بين طرفين، طرف يميني متطرف وآخر يميل إلى السلام والقبول بالشرعية الدولية.. موضوعيا تلتقي مصلحة الطرف اليميني المتطرف والرأسمال الصناعي العسكري في و-م-أ. إذن، لا غرابة في ما يقع من مجازر شنيعة هي تعبير عن مصلحة الطرف الأمريكي الأكثر رجعية في اندلاع الحروب، وبالتالي تصدير السلاح وإرباك التقدم الطبيعي للاقتصاد وتأخير النظام الدولي الجديد!
إنها الورقة الأخيرة يلعبها نظام الهيمنة العالمية في ساحات شتى، المشرق العربي من بينها؛ وبكيفيات شتى، العنف والحرب و”النازية الجديدة” أبرزها. وليس الكيان في هذا كله إلا أداة وظيفية كما كان منذ نشأته، وسيلة لتصريف سياسة الطرف السائد والحاكم في الغرب الإمبريالي. فلما كان هذا الطرف يطلب “النازية” في سياق جد حساس ربما سيعصف بمصالحه الجيوسياسية في العالم، كانت مأساة “مستشفى المعمداني” بقطاع غزة.
إنها معركة قومية إسلامية، ولكنها تحتاج إلى وعي بكل أبعادها وشروطها.. وأول الوعي استحضار طبيعة الكيان الوظيفية، وأنه فرع لأصل هو النظام العالمي الأحادي القطبية، ورأسماله المتوحش المحتضر الذي يشرف على الانهيار.. بشاعة العنف مؤشر على ذلك، هتلر في ثوب جديد يجعلنا نتذكر شروط الحرب العالمية الثانية!