ناقد سينمائي يدق ناقوس الخطر: برامجنا التلفزية الصباحية تهدد الهوية اللغوية للمغاربة

هوية بريس-متابعات
وجّه الناقد السينمائي مصطفى الطالب انتقادًا لاذعًا لما وصفه بـ”المهزلة اللغوية” التي تطبع البرامج التلفزية الصباحية المعروضة على القنوات الوطنية، خصوصًا القناة الأولى و”دوزيم”، معتبرًا أن الخلط بين اللغة العربية والفرنسية – أو ما يُعرف بالعرنسية – يسيء للذوق العام ويشكل خطرًا علميًا وثقافيًا على الأجيال الصاعدة.
وفي منشور له، عبّر الطالب عن أسفه لعودة الحديث عن هذه الظاهرة التي سبق له أن تناولها منذ سنوات في إطار ندوة علمية حول السياسة اللغوية بالمغرب، مؤكدًا أن ما يُعرض اليوم من برامج صباحية، سواء في مجالات الطب، أو الصحة النفسية، أو الطبخ، أو حتى التوجيه الأسري، يطبعها “عجز لغوي وفكري صارخ”، وفق تعبيره.
الطالب شدّد على أن “العرنسية” أصبحت لغة سائدة في الإعلام المغربي الموجه للعموم، خاصة في الفترات الصباحية، وأن هذا الاستخدام المفرط وغير المبرر لها يزرع في الأذهان ما وصفه بـ”الخلط اللساني والهووي”، مضيفًا: “لا نرى مثل هذا الخلط اللغوي في القنوات الأجنبية التي تحترم لغة قومها ومشاهديها”.
وأشار المتحدث إلى وجود تناقض صارخ بين ما يُدرّس في الجامعات والمعاهد العليا المغربية من تقنيات التواصل، وبين ما يُبث في الإعلام العمومي، متسائلًا عما إذا كان المشرفون على هذه البرامج “واعين فعلًا بخطورة ما يقدمونه على المتلقين”.
كما انتقد غياب الالتزام بـدفتر التحملات وقانون الاتصال السمعي البصري، اللذين ينصان بوضوح على وجوب استعمال العربية أو الأمازيغية أو اللهجات المغربية في البرامج الموجهة للجمهور المغربي، حفاظًا على الطابع اللغوي والثقافي الوطني.
وختم مصطفى الطالب نداءه بمناشدة “عقلاء وحكماء القطب العمومي” التدخل لوقف ما أسماه بـ”المسخرة اللغوية”، معتبرًا أن إدراج مصطلحات تقنية بلغة أجنبية أمر مشروع، لكن تحويل البرامج بالكامل إلى “عرنسية” أمر “فظيع على السمع والعقل والذوق”.



