نبذة عن الشيخ أسامة الرفاعي مفتي سوريا الجديد

هوية بريس – علي حنين
الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي هو عالم وفقيه شافعي بارز، يشغل حاليًا منصب المفتي العام للجمهورية العربية السورية ورئيس مجلس الإفتاء الأعلى.
وُلد عام 1944 في دمشق، ونشأ في بيئة علمية ودعوية، حيث كان والده، الشيخ عبد الكريم الرفاعي، من أبرز علماء دمشق ومؤسس “جماعة زيد” الصوفية.
في عام 2021، انتخبته المعارضة السورية مفتيًا للجمهورية، كما ترأس المجلس الإسلامي السوري ورابطة علماء الشام، ليصبح أحد الرموز الدينية المؤثرة في المشهد السوري.
🔹 المولد والنشأة
ينحدر الشيخ أسامة الرفاعي من عائلة دمشقية ذات أصول حموية، اشتهرت بالعلم والتَّديُّن.
تلقى تعليمه الأولي في دمشق، ونشأ في كَنَف والده الذي كان له تأثير كبير على تكوينه العلمي والدعوي.
🔹 المسيرة العلمية والدعوية
التحق الشيخ أسامة بجامعة دمشق، حيث حصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها عام 1971.
وتتلمذ على أيدي كبار علماء الشام، مثل الشيخ خالد الجيباوي، عبد الغني الدقر، أحمد الشامي، محمود زيدان، وسعيد الأفغاني.
بعد تخرجه، تولى الخطابة في جامع عبد الكريم الرفاعي في كفر سوسة بدمشق، حيث برز بأسلوبه المؤثر الذي مزج بين الخطابة التقليدية والتبسيط الفقهي.
كما لعب دورًا بارزًا في إدارة “جماعة زيد”، التي أسسها والده، وركزت على نشر التصوف السني وتعزيز القيم الاسلامية والاجتماعية.
🔹 مواقفه السياسية ودوره في الثورة السورية
في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، تصاعد تأثير الشيخ أسامة في الأوساط الدينية، مما جعله تحت رقابة النظام السوري.
ومع ازدياد الضغوط، اضطر إلى مغادرة سوريا عام 1981 متجهًا إلى المملكة العربية السعودية. لكنه عاد إلى دمشق عام 1993 بعد وساطات متعددة، ليستأنف نشاطه الدعوي.
مع انطلاق الثورة السورية عام 2011، وقف الشيخ الرفاعي في صفوفها، حيث انتقد النظام السوري من على منابر المساجد، ودعا إلى الإصلاح ووقف القمع.
في 27 غشت 2011، وخلال صلاة التهجد في جامع عبد الكريم الرفاعي، تعرض المسجد لهجوم من قوات الأمن السورية، حيث تعرض الشيخ أسامة للضرب المبرح على رأسه ويده، مما استدعى نقله إلى المستشفى للعلاج.
بعد تلك الحادثة، مُنع الشيخ من الخطابة وتلقى تهديدات بالقتل، ما دفعه إلى مغادرة سوريا نحو القاهرة، ثم الاستقرار في إسطنبول بتركيا.
هناك، واصل الشيخ نشاطه، حيث أُعلن عن إعادة إحياء “رابطة علماء الشام” تحت رئاسته، وفي أبريل 2014، تم تأسيس “المجلس الإسلامي السوري” بقيادته، ليصبح أحد الأصوات البارزة في معارضة النظام السوري.
ونتيجة لمواقفه، أصدر النظام السوري قرارات بمصادرة أمواله وممتلكاته، كما قام بتغيير اسم “جامع عبد الكريم الرفاعي” إلى “جامع تنظيم كفر سوسة الكبير”، ثم لاحقًا إلى “جامع عباد الرحمن”.
🔹 علاقاته مع الشخصيات الدينية والسياسية
حافظ الشيخ أسامة الرفاعي على علاقات وثيقة مع علماء ودعاة بارزين في العالم الإسلامي، وكان له دور فعال في التواصل مع شخصيات سياسية لدعم قضايا الشعب السوري، مع التأكيد على استقلالية المؤسسة الدينية.
ورغم انخراطه في قضايا الأمة، لم يرتبط الشيخ بأي تيار سياسي أو أيديولوجي معين، حيث يُعرف عنه تبنيه للمنهج الوسطي، ورفضه للجماعات المتشددة مثل داعش والقاعدة، محذرًا من انحرافها عن الإسلام الصحيح.
🔹 مؤلفاته وإسهاماته العلمية
ألّف الشيخ أسامة الرفاعي عددًا من الكتب والمقالات في مجالات الفقه، تفسير القرآن، والتربية الروحية، حيث ركز على تقديم رؤية دينية تجمع بين التمسك بالشريعة والانفتاح على متغيرات العصر.
🔹 تعيينه مفتيًا عامًا لسوريا
بعد سقوط نظام بشار الأسد في دجنبر 2024، تولى الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع في 28 مارس 2025 تعيين الشيخ أسامة الرفاعي مفتيًا عامًا للجمهورية العربية السورية ورئيسًا لمجلس الإفتاء الأعلى، ليكون أول مفتٍ يتم تعيينه بعد تغيير النظام، مما يمثل مرحلة جديدة للمؤسسة الدينية في سوريا.



