نبذة مختصرة عن كتاب اللمع في أسباب ورود الحديث للإمام السيوطي
هوية بريس – سلوى غويزي
مقدمة :
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
اما بعد:
يستحسن قبل الحديث عن كتاب أسباب ورود الحديث أو اللمع في أسباب ورود الحديث أن نعرف بصاحبه جلال الدين السيوطي وهو عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد سابق الدين بن الخضيري الأسيوطي نسبةً إلى مدينة أسيوط في صعيد مصر ،وهو من الشخصيات الفريدة التي أسهمت بدور كبير في خدمة التراث الإسلامي لا سيما في التفسير والحديث ،ولد في القاهرة سنة 849هـ ونشأ فيها، رحل إلى الشام واليمن والحجاز والمغرب والهند، ثم عاد إلى مصر واستقر فيها، تولى العديد من المناصب، وعندما بلغ الأربعين من عمره إعتزل داخل منزله، وعكف على التصنيف، وتوفي سنة 911هـ في القاهرة.
نشأ السيوطي يتيماً، حيث توفي والده وهو في السادسة من عمره، واتجه إلى حفظ القرآن وأتمه قبل أن يتم الثامنة من عمره، كما حفظ بعض الكتب؛ مثل: العمدة، وألفية ابن مالك، ومناهج الفقه والأصول، مما ساهم في زيادة سعة إدراكه ومعرفته، وكان محل رعاية وعناية من العديد من العلماء من رفاق أبيه، حيث كان والده من العلماء الصالحين ذوي المكانة العالية والرفيعة، وكان العديد من أبناء الوجهاء والعلماء يتلقون العلم على يديه.
تأثر السيوطي بنخبة من كبار العلماء الذين نبغوا في علوم الدين واللغة والأدب بجميع فروعها، وبدأ بطلب العلم سنة 864هـ، ودرس الفقه والنحو والفرائض، وقبل أن يمضي عامين أجيز بتدريس اللغة العربية، وألف كتابه الأول: شرح الاستعاذة والبسملة وهو في السابعة عشرة من عمره، وجلس السيوطي مع 150 شيخاً، وكان منهجه في الجلوس إلى المشايخ أن يختار شيخاً واحداً يجلس إليه، وإذا توفي انتقل إلى غيره. كان محيي الدين الكافيجي عمدة شيوخه، حيث لازمه لمدة أربع عشرة سنة، وأخذ عنه التفسير، والأصول، والمعاني، والعربية، ومعظم علمه، كما كان يلقبه بأستاذ الوجود، ومن شيوخه أيضاً: شرف الدين المناوي الذي أخذ عنه القرآن والفقه، وتقي الدين الشبلي الذي أخذ عنه الحديث، كما تلقى العلم على يد شيوخ من النساء أمثال آية بنت جار الله بن صالح، وأم الفضل بنت محمد المقدسي.
وقد ألف جلال الدين السيوطي الكثير من الكتب والرسائل، وذكر ابن إياس في تاريخ مصر أن مصنفاته بلغت ستمائة مصنف من مختلف الأطياف والمواضيع، ومن أبرز مؤلفاته: الإتقان في علوم القرآن، وإسعاف المبطأ برجال الموطأ، والمزهر في علوم اللغة وأنواعها.
دراسة في عنوان الكتاب :(أسباب ورود الحديث أو اللمع في أسباب الحديث)
يمكن تعريف مصطلح “أسباب ورود الحديث” باعتبارين:
الأول: تعريفه باعتبار أجزائه التي تركب منها وهي “أسباب”، و“ورود”، و“الحديث”، والثاني: تعريفه باعتبار أنه لقب على نوع معين من علوم الحديث.
أولاً: تعريف أسباب ورود الحديث لغة باعتبار أجزائه:
أسباب: جمع سَبَب والسَّبَبُ: الحَبْلُ، وكل شيء يُتَوَصَّلُ به إلى غيره.
وقال الزبيدي: (السَّبَبُ: كُلُّ ما يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى غَيْرِه. وفي بَعْضِ نُسَخِ الصَّحَاحِ: كُلُّ شَيءٍ يُتَوَسَّلُ به إِلَى شَيْءٍ غَيْرِه).
والورود: الورود والموارد بمعنى المناهل أو الماء الذي يورد.
ثانيا: تعريف “أسباب ورود الحديث” اصطلاحا:
سبب ورود الحديث: هو ما ذكر الحديث بشأنه وقت وقوعه.
فقولنا (بشأنه) أي: لأجله وبسببه، وقد يكون هذا الأمر حادثة وقعت أو سؤالاً طرح، أو نحو ذلك.
وقولنا (وقت وقوعه) خرج به ما ذكر في بعض الأحاديث من الأخبار عما وقع في الزمن الماضي، كقصص الأنبياء ونحوها.
وهو بهذا يتشابه إلى حد كبير مع (أسباب النزول) في علوم القرآن الكريم، قال السيوطي (911هـ): “إن من أنواع علوم الحديث: معرفة أسبابه، كأسباب نزول القرآن”.
وقال الحسيني (1120هـ): “اعلم أن أسباب ورود الحديث كأسباب نزول القرآن”.
واعتناء العلماء بأسباب نزول القرآن، وأسباب ورود الحديث يجلي عناية العلماء من السلف والخلف بهاذين المصدرين الأصليين: الكتاب والسنة.
عرض إجمالي لكتاب “أسباب ورود الحديث أو اللمع في أسباب الحديث”
نظرا لأهمية الحديث النبوي الشريف وعلومه, باعتباره هو المصدر الثاني للشريعة المحمدية ويمثل دستورا إلهيا لهذه الأمة ، فقد تبارى المصنفون من علماء المسلمين وتسابقوا إلى تصنيف كتب تعنى بتفهيم الحديث النبوي وتوضيحه في خطوة يرجى منها تقريب ما غمض وتسهيل ما صعب ، وتفصيل ما قد أجمل ، فمنهم من كتب في الشروح ، و آخرون جنحوا لاستخراج الأحكام واستنباطها، وبين هذا وذاك دلفت إلى ساحه علوم الحديث النبوي طائفه رجت أن تتخصص في بعض علوم الحديث النبوي، فجزأت علومه وبسطتها مما أخرج لنا كنوزا ثمينة، وعلوما مفيدة ، ومن هذه الطائفة كانت فئة قليلة تهتم بتبين أسباب الورود للأحاديث النبوية .
و يعد كتاب “اللمع في أسباب ورود الحديث ،أو أسباب ورود الحديث” للحافظ جلال الدين السيوطي ،والذي قام بتحقيقه الدكتور يحي اسماعيل من الكتب المهمة في علوم الحديث ، وذلك لأنه أول كتاب مستقل يتناول هذه القضية بالدراسة والبحث ،وأن معرفة أسباب ورود الحديث أمر في غاية الأهمية، بعدما عرف للقران أسباب نزوله .وهذا الكتاب الذي هو موضوع البحث في هذه المقالة الوجيزة، سندكر أبرز ما ذكر فيه:
أولا: معنى سبب ورود الحديث، وفائدته وأنواعه:
سبقت الإشارة إلى معنى سبب ورود الحديث في دراستنا لعنوان الكتاب ، أما فائدته فتتجلى في تحديد المراد من النص وذلك على النحو التالي :
تخصيص العام: عرف الأصوليون التخصيص بأنه: قصر العام على بعض أفراده والقابل لحكم يثبت لمتعدد، وذلك مثل حديث :(نهيه صلى الله عليه وسلم عن كرى المزارع) . لو لم نعثر على سببه لأخذ الحديث صفة العموم ولحرج به الناس
أخرج أحمد عن عروة بن الزبير قال: (قال زيد بن ثابت يغفر الله لرافع بن خديج، أنا والله أعلم بالحديث، إنما أتى رجلان قد اقتتلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “إن كان هذا شأنكم فلا تكرو المزارع ).(أحمد في المسند )
تقيد المطلق: عرف الأصوليون المطلق بأنه : ما دل على الماهية بلا قيد، وذلك مثل حديث: (من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا)رواه مسلم
فإن السنة مع وصفها بالحسنة والسيئة ماتزال مطلقة، تتناول ماله أصل في دين الله ، وما لا أصل فيه، فيأتي سبب الورود ويبين أن المراد بالسنة هنا ما له أصل في دين الله .
تفصيل المجمل: عرف الأصوليون المجمل مالم تتضح دلالته، وذلك مثل الحديث أخرجه البخاري ومسلم من حديث أنس قال: (أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة) فإن بمنطوقه لا يتفق مع ما عليه جمهور العلماء من تربيع التكبير، وتثنية الإقامة.
لكن لما جاء السبب الذي أخرجه أبو داود في سننه وأحمد في مسنده من حديث عبد الله بن زيد قال: (لَمَّا أَجْمَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنْ يَضْرِبَ بِالنَّاقُوسِ وَهُوَ لَهُ كَارِهٌ؛ لِمُوَافَقَتِهِ النَّصَارَى، طَافَ بِي مِن اللَّيْلِ طَائِفٌ وَأَنَا نَائِمٌ: رَجُلٌ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ أَخْضَرَانِ، وَفِي يَدِهِ نَاقُوسٌ يَحْمِلُهُ. قَالَ: فَقُلْتُ: يَا عَبْدَاللَّهِ، أَتَبِيعُ النَّاقُوسَ؟ قَالَ: وَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَدْعُو بِهِ إلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: أَفَلَا أَدُلُّك عَلَى خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟ فَقُلْت: بَلَى، فقَالَ: تَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ. قَالَ: ثُمَّ اسْتَأْخَرَ غَيْرَ بَعِيدٍ وقَالَ: ثُمَّ تَقُولُ إذَا أَقَمْتَ الصَّلَاةَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَدْ قَامَت الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَت الصَّلَاةُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ). فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَيْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إنَّ هَذِهِ الرُّؤْيَا حَقٌّ إنْ شَاءَ اللَّهُ فقم مع بلال فالق عليه ما رأيت فليؤذن به فانه اندى صوتا منك).
لما جاء هذا السبب وضع الإجمال الواقع في الحديث، والأصل الذي بني عليه الجمهور رأيهم في تربيع التكبير، وتثنية الاقامة.
تحديد أمر النسخ وبيان الناسخ من المنسوخ: والنسخ هو رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي أخر ، وذلك مثل حديث:( أفطر الحاجم والمحجوم) ، وحديث: (احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو صائم محرم) ، وقوله: (لا يفطر من قاء ولا من احتلم ولا من تحجم) . فإنها بظواهرها تدل على النسخ.
لكن :أي الحديثين ينسخ أخاه!
إن هناك من العلماء من يرى أن الأول هو الناسخ فقط ، وهناك من يرى أن الناسخ هو الثاني .
والأخذ بالسبب الوارد على ما فيه من مجهول هو علاج الأمر.
أخرج البيهقي في شعب الإيمان من طريق غياث بن كلوب الكوفي عن مطرف بن سمرة بن جندب عن أبيه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل بين يدي حجام، وذلك في رمضان وهما يغتابان رجلا فقال: (أفطر الحاجم والمحجوم).
فقد أزال السبب المذكور القول بالنسخ فضلا عن أنه لم يبقى تعارضا بين هذه الاحاديث.
بيان علة الحكم: وذلك كما في حديث: ( نهيه صلى الله عليه وسلم عن الشرب من فم السقا). وسببه ، حيث جاء فيه: (أن رجلا شرب من فم السقا فانساب في بطنه جان فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اختناث الأسقية) .
توضيح المشكل: مثال ذلك: قوله صلى الله عليه وسلم : (من نوقش الحساب يوم القيامة عذب) . وسببه ماروته عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من حوسب يوم القيامة عذب) . فقالت :أليس قد قال الله عز وجل : (فسوف يحاسب حسابا يسيرا) . فقال: (ليس ذاك الحساب، إنما ذاك العرض، من نوقش الحساب عذب) .
أقسام ورود الحديث:
يتبين بمتابعة أسباب ورود الحديث أنها تنقسم إلى الأنواع الأتية:
النوع الأول: يكون آية قرآنية.
وذلك بأن تتنزل آية من الآيات تحمل صيغة العموم ويراد منها الخصوص كما في قوله تعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)
فقد فهم بعض الصحابة من هذه الآية أن المراد من الظلم الجور ومجاوزة الحد. لذلك جاءوا شاكين للنبي صلى الله عليه وسلم فاعلمهم بأن المراد من الآية الشرك.
أو تنزل مشكلة وتحتاج إلى إيضاح. وذلك كما في حديث عائشة المتقدم.
النوع الثاني: يكون حديثا.
وذلك بأن يقول النبي صلى الله عليه وسلم حديثا فيشكل فهمه على بعض الصحابة فينطق النبي صلى الله عليه وسلم بحديث آخر يزيل هذا الإشكال. وأوضح مثال لذلك ما أخرجه الحاكم من حديث أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن لله تعالى ملائكة في الأرض تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من الخير والشر)
فالحديث بهذا اللفظ مشكل. اذ كيف تنطق الملائكة في الأرض بما في المرء من خير أو شر. فجاء السبب في رواية أخرى موضحا هذا الإشكال.
النوع الثالث: أن يكون أمرا متعلقا بالسامعين من الصحابة.
وذلك كأمر الرشيد الذي جاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وقال له: إني نذرتُ للهِ إن فتحَ اللهُ عليكَ مكةَ أن أُصلِّيَ في بيتِ المقدسِ. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (هاهنا أفضل) . ثم قال: (والذي نفسي بيده لو صليت ها هنا اجزأ عنك) . ثم قال : (صلاة في هذا المسجد أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه من المساجد) .
علاقة سبب ورود الحديث بسبب نزول القرآن :
يستطيع الناظر في موضوع سبب ورود الحديث، وكذلك سبب نزول القرآن أن يلمح علاقة تشابه بينهما. وذلك في النواحي الأتية:
في الفائدة:
فكلا منهما يعين على فهم المراد، والجمع أو الترجيح عند التعارض.
في تعدد السبب:
حيث يكون للآية أكثر من سبب، ومثل ذلك يأتي في الحديث.
في الأنواع:
كأن تأتي الآية القرآنية سببا للحديث أو يأتي الحديث سببا للآية. وكأن يأتي الحديث بأمر يتعلق بالسامعين من الصحابة، أو تأتي الآية القرآنية كذلك.
تاريخ سبب ورود الحديث وأشهر الكتب المصنفة فيه :
يتبين في الآثار الواردة عن السلف، من لدن عصر الصحابة حتى يومنا هذا، أن هذا العلم قديم.
أما متى بدأ التصنيف فيه، فهذا أمر تظن به المصادر علينا الا في القليل النادر ،اذ قد أشار أحمد بن مصطفى صاحب مفتاح السعادة إلى أن هناك مصنفات في هذا الفن لكنه لم يرها.
غير أن السيوطي ذكر، نقلا عن الذهبي وابن حجر بعض مصنفات في هذا الموضوع وهي:
- مصنف لأبي حفص العكبري المتوفى سنة 399. ولم يعرف عنه حتى الأن سوى اسمه .
- مصنف أبي حامد عبد الجليل الجو باري. ولم يعرف عنه حتى الأن سوى اسمه.
- ثم اللمع في أسباب ورود الحديث لسيوطي.
- والبيان والتعريف في أسباب ورود الحديث الشريف . لأبي حمزة الدمشقي.
يتلخص التعريف بالكتاب وبيان منهج مصنفه فيه في النقاط التالية:
موضوعه:
أما موضوع الكتاب فهو ذكر الأساليب التي من أجلها حدث النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث.
أبوابه ومباحثه:
أما أبوابه ومباحثه فهي:
- 1. مقدمة في أهمية أسباب ورود الحديث وأنواعه وتاريخه وأشهر المصنفات فيه.
2.ثم باب الطهارة: وعدد أحاديثه ثمانية أحاديث.
3.ثم باب الجنازة: وعدد أحاديثه خمسة أحاديث.
4.ثم باب الصيام: وعدد أحاديثه خمسة أحاديث.
5.ثم باب الحج: وعدد أحاديثه ثلاثة أحاديث.
6.ثم باب البيع: وعدد أحاديثه ثمانية أحاديث.
7.ثم باب النكاح: وعدد أحاديثه ثلاثة أحاديث.
8.ثم باب الجنايات: وعدد أحاديثه خمسة أحاديث.
9.ثم باب الأضحية: وعدد أحاديثه حديث واحد.
10.ثم باب الأطعمة: وعدد أحاديثه ثلاثة أحاديث.
11.ثم باب الأدب: وعدد أحاديثه إتنان وأربعون حديثا.
هكذا بهذا الترتيب يورد كل حديث أو أكثر في المسألة، ويردفه بسبب أو أكثر.
منهج المصنف فيه:
وأما منهج المصنف فيه ، فإنه لم يشر إليه في مقدمته. ولو أشار لكشف لنا عن كثير من مراده.
وبعد النظر في الكتاب استخلصت هذا المنهج. ويقوم على الأسس التالية:
- 1. يرد في كل باب من الأبواب المتقدمة عددا من الأحاديث المتصلة به ذاكرا الحديث أولا، ثم سببه بعد ذلك . بأن يقول: حديث. ثم يسوقه، وبعد الفراغ منه يقول: سبب ثم يسوقه و هكذا.
- 2. يورد الحديث وسببه بطريق التعليق، أي حذف الإسناد كله والاختصار على الصحابي.
- 3. يذكر للحديث أحيانا أكثر من سبب وحين يذكر السبب يصدره بقوله : (سبب)بصيغة التنكير، إيذانا بأن الأمر ليس مقصورا على هذا السبب بل يجوز أن يتعداه إلى غيره.
- 4. يعتمد في ذكر الحديث وسببه على كتب السنة المعتمدة من الجوامع والمساند والمعاجم والأجزاء ونحوها وأيضا بعض كتب التاريخ.
5.في ذكره للأحاديث التي اتخذها موضوعا لبيان أسبابها يكتفي في الغالب بإيراد حديث واحد منها وأحيانا يورد لها أكثر من حديث من أكثر من طريق ومرجع.
مصادر الكتاب وأهميتها:
وأما مصادره، فقد بلغت بعد الاستقراء والتتبع خمسة وثلاثين مصدرا، نذكر منها عشرة وهي:
- البخاري: و قد نقل منه في ستة وثلاثين موضعا.
- مسلم: وقد نقل منه في ثلاثة وثمانين موضعا.
- أبو داود: وقد نقل منه في ثلاثين موضعا .
- الترمذي: وقد نقل منه في ستة وعشرين موضعا.
- النسائي: وقد نقل منه في أربعة عشر موضعا.
- ابن ماجة: وقد نقل منه في أربعة عشر موضعا.
- مالك: وقد نقل منه في ثلاثة مواضع.
- مسند الشافعي: وقد نقل منه في ثلاثة مواضع.
- أحمد في المسند: وقد نقل منه في مائة وخمسة وعشرين موضعا.
- ابن خزيمة: وقد نقل منه في موضع واحد.