المراهنة بين الجواز والحرمة وضوابطها الشرعية

01 سبتمبر 2025 19:03
الأستاذ نبيل العسال يشرح الأحكام الشرعية للمراهنة وصورها المعاصرة في ضوء الفقه الإسلامي

هوية بريس – متابعات

أكد الأستاذ نبيل العسال، الخبير والمستشار المالي، أن الأصل في المراهنة أنها من الميسر المحرم بنص القرآن الكريم، حيث قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 90].

ويضيف أن الاستثناء المشروع هو ما ورد النص بجوازه، كالمراهنة فيما يعين على نصرة الدين أو إعداد القوة، مثل المسابقة في الرمي أو سباقات الخيل والإبل، لقول النبي ﷺ: «لا سَبَقَ إلا في نَصلٍ أو خُفٍّ أو حافِر» (رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه).

ضوابط المراهنة الجائزة

يحدد العسال ثلاثة شروط أساسية لصحة المراهنة المشروعة:

  • أن تكون في أمر نافع مشروع، كالتدريب على القوة أو تنمية المهارات النافعة.

  • أن يكون العوض المالي من طرف خارجي أو من أحد الطرفين فقط دون إلزام الآخر.

  • أن تخلو من الغرر والجهالة والظلم.

المراهنة المحرمة وصورها المعاصرة

يشير الخبير المالي إلى أن المراهنة في صورة “المخاطرة” ـ كالتراهن على نزول المطر أو حصول أمر مجهول ـ محرمة بالإجماع، لأنها من القمار. ومن أبرز صورها المعاصرة:

  • المراهنات الرياضية على مباريات كرة القدم أو الملاكمة.

  • المراهنات الإلكترونية كالكازينوهات عبر الإنترنت أو العملات المشفرة بنظام “ربح أو خسارة سريع”.

  • المراهنات التجارية، كاتفاق التجار على دفع المال لمن يحقق مبيعات أعلى.

  • اليانصيب واللوتو.

  • التحديات عبر الإنترنت أو بين الأصدقاء حيث يتحمل الخاسر التكاليف.

ويشدد العسال على أن كل هذه الأنواع تدخل ضمن أكل أموال الناس بالباطل.

المسابقات بين الجواز والحرمة

يُبين العسال أن المسابقة بغير عوض جائزة في كل ما هو مباح، بينما المسابقة بعوض لا تصح إلا فيما ورد النص به كالخيل والإبل والرمي. أما ما لا فائدة فيه، مثل مصارعة الكلاب أو سباق الطيور للتسلية، فهو محرّم سواء بعوض أو بدون عوض.

كما يوضح أن بعض الصور المعاصرة تحتاج إلى تفصيل:

  • مسابقات التطبيقات والرسائل إذا كانت الجوائز من رسوم المشتركين → ميسر محرّم.

  • إذا كانت الجوائز من طرف راعٍ خارجي برسوم رمزية → جائزة.

  • التحديات الرياضية بتمويل من المتسابقين أنفسهم → محرّمة.

  • أما إذا كانت الجائزة من جهة راعية → جائزة.

المال المحرّم والآثار السلبية

يشدد العسال على أن كل مال يُكسب من المراهنة المحرمة هو مال حرام، يجب التخلص منه في وجوه البر دون نية الصدقة أو الأجر، ولا زكاة فيه.

ويعدّد الآثار السلبية للمراهنة والقمار:

  • إثارة الخصومات والعداوات.

  • التعصب والعناد.

  • فساد الأخلاق وانتشار السبّ والشتم.

  • إضاعة الوقت والجهد.

  • قطع العلاقات بسبب المال.

مستشهدًا بقوله تعالى:
﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾ [المائدة: 91].

يخلص الأستاذ نبيل العسال إلى أن كل مراهنة يدخل فيها دفع مال من الطرفين فهي ميسر محرّم، بينما الجائز منها يقتصر على ما ورد به الشرع أو ما كان بعوض خارجي وفي أمور نافعة.

ويؤكد أن المسلم ينبغي أن يتجنب صور القمار والمخاطرة كلها، وأن يرجع إلى أهل العلم قبل الإقدام على أي صورة مشبوهة من المراهنات.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
10°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة