نتنياهو يطالب الوزراء والنواب بعدم التحدّث في الإعلام… وكل الأطراف تسعى لعدم الانزلاق لحرب واسعة
هوية بريس – متابعات
استهدفت صواريخ ومسيّرات “حزب الله” اللبناني، صباح هذا اليوم، مقرات الموساد والشاباك ووحدة الاستخبارات العسكرية المركزية (8200) في شمال تل أبيب، وذلك وفق الرواية الإسرائيلية المعلنة.
وحسب رواية الاحتلال هذه، كانت إسرائيل قد بادرت لضربة استباقية، عند الخامسة من صباح اليوم، بعدما شخصت قيام “حزب الله” بعملية تجهيز لإطلاق صواريخ نحو شمال ومركز إسرائيل.
في المقابل؛ قال “حزب الله” إنه أنهى المرحلة الأولى من الرد على اغتيال فؤاد شكر في بيروت، متجاهلاً رواية إسرائيل عن الضربة الاستباقية التي تم فيها استهداف آلاف منصات الصواريخ، وفق رواية إسرائيل المعلنة، والتي من المتوقع أن يتطرق لها ويدحضها الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصر الله في خطابه، هذا المساء.
ومنذ ساعات صباح اليوم، يشكو رؤساء الحكم المحلي الإسرائيلي في شمال البلاد من توقيت “الضربة الاستباقية”. ويتساءل هؤلاء لماذا لم تبادر إسرائيل لمثل هذه الضربة من قبل، خاصة أن الجليل يتعرض لقصف يومي منذ شهور.
ويوجّه هؤلاء أصابع الاتهام لرئيس حكومة الاحتلال نتنياهو بإهمال مستوطني الجليل، وأنه عندما تتعرض “دولة تل أبيب” لتهديد تُسارع إسرائيل لشن ضربات استباقية.
في سياق النقاشات الداخلية يتضح أن هناك من يتساءل عن عودة الأوضاع المتفجرة في شمال البلاد إلى ما كانت عليه، دون حسم المواجهة، ودون التمكين من عودة النازحين الإسرائيليين لمستوطناتهم.
وحسب تسريبات صحفية، هناك خلافات داخل الحكومة، وفي حزب الليكود، حول طبيعة وحجم الضربة الاستباقية.
من جهتها، تطالب النائب طالي غوتليب بالسماح لأعضاء الكنيست بإجراء مقابلات صحفية لمطالبة الحكومة بتقديم إجابات لتوضيح طبيعة الضربات على “حزب الله”، وتلمح هذه النائب المتشددة بأن الهجوم لم يكن بالقوّة المطلوبة.
جاء هذا على خلفية تَوجيه نتنياهو للوزراء والنواب لعدم التحدث في الإعلام.
وقبل ذلك، قال نتنياهو في شريط فيديو: “لقد قصفنا أهدافاً لـ “حزب الله” لمنع هجوم وشيك على إسرائيل”.
ويبدو أن تعليمات نتنياهو هذه تنم عن رغبة إسرائيل بعدم التصعيد أكثر، وتحاشي الانزلاق لحرب لا تريدها الآن. وتجلت هذه الرغبة بالنغمة الدفاعية في تصريحات وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس، الذي زعم أنها هجمة دفاعية، وفي لهجة الناطق العسكري.
كذلك فقد أبدى “حزب الله” حذراً، في بيانه، وفي إعلانه وقف هذه المرحلة من الرد على اغتيال شكر، وفي عودته لعملية الاستنزاف التي شرع بها منذ بداية الحرب على غزة، وهي تنسجم مع إستراتيجية الصبر لمحور المقاومة بقيادة إيران، التي لم ترد بعد على اغتيال هنية في طهران.
ووجّه رئيس الموساد الأسبق داني ياتوم انتقادات جديدة لنتنياهو لبقاء حالة الاستنزاف على حالها ولفقدان إسرائيل خطة إستراتيجية، داعياً إياه لوقف الحرب على غزة، وإتمام صفقة، والتفرغ للجبهة الشمالية، ولإيران، متطابقاً بذلك مع رؤية المؤسسة الأمنية والدولة العميقة في هذا الخصوص.