نجل سلمان العودة يكشف لـCNN تفاصيل لقاءات والده مع محمد بن سلمان وموقفه من أفكاره
هوية بريس – وكالات
كشف عبدالله العودة، نجل رجل الدين السعودي المعتقل الشيخ سلمان العودة، أن الأمير محمد بن سلمان التقى والده 3 مرات على الأقل، قبل أن يصبح وليا للعهد، وكان “يبدو متحمسا” لأفكار سلمان العودة عن التغيير في السعودية.
وقال عبدالله العودة، لـCNN، إن الأمير محمد بن سلمان زار الشيخ سلمان في منزله بالرياض عام 2012، عندما كان عمره 27 عاما، مضيفا: “لم نعتقد أن الزيارة كانت حدثا كبيرا… لقد كان أميرا عاديا فقط”.
ورأى عبدالله أن الأمير محمد بن سلمان كان يبدوا متحمسا لأفكار سلمان العودة بشأن التغيير في المملكة. وقال إنه في هذا الاجتماع واجتماعين آخرين على الأقل، أحدهما في القصر إلى جانب الأمير سلمان بن عبدالعزيز قبل أن يصبح ملكا، كان سلمان العودة يشيد بفضائل الإصلاح والحكم الشامل.
وأضاف عبدالله أنه بعد 5 سنوات، عين الملك سلمان ابنه وليا للعهد، وبعد 3 أشهر، تم القبض على سلمان العودة كجزء من حملة تشرف عليها وكالة أمنية أنشأها ولي العهد.
وبعد عام من الاحتجاز دون محاكمة، قدم المدعي العام السعودي في سبتمبر 2018 سلمان العودة للمحاكمة بقائمة من 37 تهمة، مطالبا بعقوبة الإعدام. ويوم الأحد، سيعود سلمان العودة إلى المحكمة، حيث قد يقرر القاضي إصدار حكم في القضية، بحسب ما ذكرته أسرته.
وقال عبدالله إن والده قضى قرابة عامين في الحبس الانفرادي. وأضاف أنه خلال الأشهر القليلة الأولى من اعتقاله “تم تكبيل ساقيه وتقييد يديه، وكان حراس السجن يرمون وجباته عليه”.
وتابع بالقول إنه تم احتجاز والده بمعزل عن العالم الخارجي خلال الأشهر الستة الأولى من اعتقاله، وعندما سُمح للأسرة في النهاية بزيارته، أخبرهم أنه كثيراً ما يُحرم من النوم والطعام.
وذكر عبدالله أن والده وقع وثائق، قد تكون اعترافات قسرية، لم يعد بإمكانه فهمها بسبب حالته العقلية والبدنية السيئة. وقال إن والده أخبر الأسرة أنه “وقع بعض الوثائق لكنه لم يكن لديه أدنى فكرة عما فيها”.
وأضاف عبدالله أن والده أصبح يعاني من ارتفاع ضغط الدم، وكذلك مستويات الكوليسترول في الدم، وقد نقل إلى المستشفى لبضعة أيام، ويشعر “كأنه موت بطيء”.
وحسب لائحة الاتهام، تتعلق اعترافات العودة بنشاطه لصالح الملكية الدستورية، وارتباطه المزعوم بأعضاء بارزين في جماعة الإخوان المسلمين. ودعمه للربيع العربي في 2011 وانتقاد قرار السعودية بمقاطعة قطر.
ولم ترد السلطات السعودية بعد على طلب CNN للتعليق على التهم الموجهة ضد العودة.
في أوائل سبتمبر 2017، توقف نشاط حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بسلمان العودة. وبحسب أسرته ونشطاء، اتصل مسؤول حكومي سعودي بالداعية، وأمره بتغريدة مؤيدة للحظر الذي فرضته المملكة على قطر. ورد الداعية بتغريد دعاء للمصالحة “بين الشعوب”. ووفقا لعائلته، تم اعتقاله بعد أقل من يوم.
ويعتقد عبدالله وناشطون سعوديون أن سلمان العودة قد أثار غضب الأمير محمد بن سلمان لفترة طويلة. ويقولون إن الأمير لم يهتم كثيرا بالحصول على مساعدة سلمان العودة في أجندة الإصلاح، بل كان أكثر اهتماما بأن يحشد رجل الدين جماهيره الكبيرة نيابة عن الأمير.
وقال عبد الله: “كان (محمد بن سلمان) يحاول فقط تعريف أبي به كجزء من جهوده لتعريف نفسه بالشخصيات العامة والمؤثرة”.
وأضاف: “الشيخ سلمان ليس شخصا يمكن السيطرة عليه”.
ولدى سؤاله عما إذا كانت عائلة العودة تتوقع إعدامه، قال عبدالله إن الآمال في إطلاق سراح والده بدأت تتضاءل بعد مقتل الإعلامي جمال خاشقجي في أكتوبر عام 2018، مرددا تصريحات النشطاء السعوديين الذين يقولون إن كل شيء ممكن.
وأضاف عبدالله: “مع العقلية الحالية، هل أعتقد أنه من المستبعد بعيد المنال أن يقوم محمد بن سلمان بإعدام والدي؟ ليس حقا”.
(المصدر: “بي بي سي بالعربي”).