ندوة علمية لقراءة أدب الوزير بالمنطقة الخليفية محمد بن عبد القادر ابن موسى
هوية بريس د. يوسف الحزيمري
عقد معهد الغرب الإسلامي للتكوين والبحث العلمي بمقره بتطوان ندوة علمية لقراءة أدب الوزير “محمد بن عبد القادر ابن موسى” من خلال ما اعتنى بجمعه ونشره الدكتور “يونس السباح” وذلك مساء يوم الجمعة 28 يونيو2024م.
سير اللقاء مدير المعهد الدكتور “ادريس العلمي السجلماسي” والذي قدم ورقة تحدث فيها عن مكانة الوزير ابن موسى باعتباره علما من أعلام تطوان عاش وأقبر بها، وعن آثاره الأدبية التي تظهر تلك المكانة وهي درة من درر الأدب العالي في عهد الحماية، مما جعل الفقيه “محمد بوخبزة” رحمه الله يصفه بأديب الوزراء ووزير الأدباء، ثم تحدث عن الجهد الذي بذله الدكتور يونس السباح في الجمع والاعتناء والنشر لتلك الآثار حيث اعتبره برورا بشيخه “محمد بوخبزة” تلميذ “ابن موسى” رحمهما الله، وهي الأعمال التي تلقاها عن شيخه عرضا وسماعا.
بعدها تناول الكلمة الدكتور “أويس بوخبزة” متحدثا عن العلاقة الحميمة التي كانت بين والده “محمد بوخبزة” والوزير “محمد ابن موسى”، تلك العلاقة التي ساهمت في جمع ديوان الوزير من قبل الفقيه محمد بوخبزة والاعتناء به مما جمعه من خط الناظم” وما سمعه منه” وما عثر عليه في مظانه، وتوجد منه نسخة مخطوطة بالخزانة العامة والمحفوظات بتطوان، ثم تحدث أيضا عن المجهود الضخم الذي قام به الدكتور “يونس السباح” في إخراج أعمال الوزير في ثلاثية: الأولى ديوان شعره، والثانية تراثه الأدبي، والثالثة سيرته وآثاره، ثم توقف المتكلم عند ثلاث ملاحظات عنت له وهو يقرأ أعمال الوزير الأدبية وهي: من هم جمهور الشاعر والأديب ابن موسى؟ ولمن كان يكتب ويخاطب؟ والملاحظة الثانية هي الوقوف عند تملق الوزير للمستعمر ومهادنته له، وملاينة القصر، وما كانت علاقته بالحركة الوطنية بالشمال؟ أما الثالثة فجعلها لفتور مدائحه للسلطان محمد الخامس بعد الاستقلال.
ثم كانت المداخلة الثالثة والتي قدمها الدكتور “محمد أنقار” حيث انصبت على قراءة الجزء الذي خصصه الدكتور يونس السباح لسيرة وآثار الوزير ابن موسى معتبرا ذلك احتفاء بتراث أحد الأعلام الذين عاشوا بتطوان وأسهموا في حركتها الأدبية والسياسية، وأنه لا يسع في مقام الحديث إلا تثمين الجهد الذي بذله جامع سيرته وتراثه من خلال العمل المستوفي و الشامل والجامع وكذا البناء المنهجي في فصول الكتاب الذي يدرج ضمن كتب التراجم المفردة، ثم تحدث الدكتور عن حضوة أسرة ابن موسى بمراكش والعرائش وتطوان، وعن الصعوبات التي واجهها الباحث في إنجاز سيرتها، مما جعلته ينوع مصادره في العمل ما بين مخطوط ومطبوع وروايات شفهية، وهو التنوع الذي يفضي إلى نتائج تتميز بالدقة.
ثم كانت مداخلة الدكتور “المعتمد الخزار” تحدث فيها عمن اهتم بأعمال الشاعر ابن موسى، وتحدث عن شاعريته، وتناول قراءة الديوان من حيث تاريخ جمعه وترتيبه ومصادر ذلك الجمع، وعن عمل الفقيه محمد بوخبزة في ذلك وعمل تلميذه يونس السباح بعد ذلك من خلال الوقوف على خاصيتي الاتصال والانفصال بين العملين.
ثم تحدث عن شاعرية الوزير ابن موسى من خلال الوقوف على نصوصه الشعرية في مختلف الأغراض التي أبانت عن كونه شاعر مطبوع مفن ذو شاعرية متقدة ومتجددة، ووقف المتكلم عند الشعر والنثر عند الوزير الشاعر” والشعر والفن، ثم ختم كلمته بأنه لولا الجهد الذي بذله السباح في جمع ديوان الوزير ماكان لنا أن نقف عند شاعرية الشاعر الوزير.
ثم كانت مناقشة من قبل الحضور تدخل فيها الأستاذ رضوان احدادو وأزال اللبس عن وطنية الوزير محمد ابن موسى من خلال وقائع مادية، وتدخل أيضا الأستاذ الحبيب الخراز وغيره حيث أفادوا في إغناء موضوع القراءة، لتعطي الكلمة للدكتور يونس السباح عقب بها القراءات وأضاء بها الغامض وأبان عن الإشكالات التي وقف عندها عند عمله في المشروع الثلاثي لأعمال الوزير الشاعر محمد ابن موسى.
وتجدر الإشارة إلى أن ثلاثية الوزير محمد ابن موسى التي عمل عليها الدكتور يونس السباح هي في الأصل أطروحته الجامعية التي تمت مناقشتها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان يوم الخميس 27 يوليوز 2023م حيث منح فيها درجة الدكتوراة بميزة مشرف جدا مع التوصية بالطبع.
وأيضا تجدر الإشارة إلى أن معهد الغرب الإسلامي للتكوين والبحث العلمي جعل من مقاصده العناية بالتراث المغربي والأندلسي في شتى العلوم تحقيقا وتكشيفا وفهرسة وتعريفا ونشرا متوسلا في ذلك بمجموعة من الوسائل منها إقامة الدروس التعليمية والمحاضرات والندوات العلمية والدورات للتكوين في علوم العربية والشريعة والتعريف بالأعلام والمؤلفات.