ندوة علمية للمجلس العلمي للناظور.. “تسديد التبليغ: مقاصده وآثاره على المواطنين في الداخل والخارج”

هوية بريس – متابعة

المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور ينظم ندوة علمية متميزة في موضوع: “تسديد التبليغ: مقاصده وآثاره على المواطنين في الداخل والخارج”.

احتفالا بعيد العرش المجيد، واحتفاء بعودة مغاربة العالم إلى أرض الوطن، وفي إطار تنزيل خطة تسديد التبليغ، نظم المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور والمندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بالناظور صباح يوم الأربعاء 12 صفر 1447هـ الموافق 06 غشت 2025م، بقاعة العروض التابعة للمركب الإداري والثقافي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالناظور.

ندوة علمية في موضوع: “تسديد تبليغ: مقاصده وآثاره على المواطنين في الداخل والخارج“، افتتح اللقاء بتلاوة جماعية لآيات من الذكر الحكيم، وبعدها تم الاستماع للنشيد الوطني المغربي، وفي مستهل الندوة رحب الأستاذ نجيب أزواغ عضو المجلس العلمي المحلي بالحضور عموما وبمغاربه العالم خصوصا، وذكّر بمجموعة من الأنشطة واللقاءات التي عقدها المجلس العلمي المحلي لفائدة مغاربة العالم خلال الفترة الأخيرة، وبعده أحال الكلمة تباعا على السادة المؤطرين للندوة:

المداخله الأولى: قراءه في الوثائق المؤطرة لخطة تسديد التبليغ، قدمها فضيلة العلامه الأستاذ ميمون بريسول رئيس المجلس المحلي لإقليم الناظور، وأبرز فضيلته أن هذه الوثائق تشمل دليل عمل المجالس العلمية باعتباره وثيقة رسمية تؤطر أنشطة المجالس وتنظم عمل مكوناتها. ثم الدليل المرجعي في تأصيل وفهم وتنزيل خطة تسديد التبليغ، والمتضمن للسياق الذي جاءت فيه الخطة، والمحاور التي ترتكز عليها، والمقاصد التي تستهدفها، والمنهج الذي تشتغل وفقه. وكذلك وثيقة “الدين للحياة” والتي توفر مادة علمية مهمة تتناول أهم الموضوعات التي يحتاجها المغاربة في واقعهم. وكذلك كتاب “يوميات الإرشاد” المشتمل على تجارب عملية يمكن للمتدخلين في الخطة الاستفادة منها. ثم كتاب “أمانة التبليغ تأصيلا وتنزيلا” الذي يؤصل لأمانة التبليغ من القرآن الكريم والسنة النبوية، ويقترح السبل المثلى لأداء أمانة التبليغ. وكذلك كتاب “سبيل العلماء” الذي يرصد تطور مشيخة العلم بالمغرب ويُعرف بالثوابت الدينية للمملكة. إضافة لكتاب “العالم العضوي” كوثيقة مرجعية مكملة تبرز دور العالم في مجتمعه ليكون حركياًّ بناءً وفاعلاً إيجابيًا وفق الثوابت الدينية والوطنية.

وركز السيد رئيس المجلس العلمي المحلي على أهمية خطبة الجمعة الموحدة والتي صاحبت خطة تسديد التبليغ منذ بدايتها، وأكد فضيلته على محوريتها في نجاح الخطة، حيث تشكل باستمرار منطلقا للدروس المقدمة في سائر مراكز التجريب بربوع المملكه الشريفة. وخلص العلامة ميمون بريسول بعد القراءة التحليلية الرصينة لهذه المنشورات الصادرة عن المجلس العلمي الأعلى ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى أن الوثائق المؤطرة للخطة هي بمثابة قوانين ضابطة ومعالم ناظمة يسير وفقها المشروع الوطني الطموح لخطة تسديد التبليغ حتى يحقق أهدافه المرجوة ومقاصده السامية.

المداخلة الثانية: مقاصد التبليغ، تقديم الأستاذ عبد اللطيف تلوان عضو المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور، حيث أبرز أهم المقاصد التي تسعى خطة تسديد التبليغ لتحقيقها، ومنها النهوض بأمانة العلماء في إصلاح المجتمع وتسديد تدينه، انطلاقا من تحقيق قيمة التوحيد في الحياة، وتقليص الهوة بين القيم السمحة للدين الإسلامي وتدين الناس في واقعهم اليومي، وتحقيق مقاصد الشريعة وحفظ الضروريات الخمس، ومن ثم تحقيق مقومات الحياة الطيبة التي وعد بها الله تعالى عباده المؤمنين العاملين.

المداخلة الثالثة: دور المجلس المركزي للمغاربة في ألمانيا في التأطير الديني لمغاربة ألمانيا، تقديم الأستاذ محمد بونوه رئيس المجلس المركزي لمغاربة ألمانيا، حيث بسط تجربة المجلس المركزي للمغاربة في ألمانيا في تأطير الشأن الديني، ومختلف المهام التي يقوم بها، والجهود التي يبذلها لحفظ هوية المغاربة وسط بيئة أوروبية متعددة الثقافات، وأكد على التعاون الوثيق مع وزاره الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، معتبرا أن المجلس يشكل صلة وصل بين الجالية المغربية والمؤسسات الرسمية المغربية، وعبر عن رغبته في مزيد استفادة من المشروع الكبير لخطة تسديد التبليغ.

المداخلة الرابعة: التدين المغربي ودوره في الحفاظ على الأمن الروحي لمغاربة العالم، تقديم محمد العبدوني الأستاذ الباحث في الفكر الإسلامي بألمانيا، وقد أكد على أن النموذج المغربي في التدين هو نموذج متميز على الصعيد العالمي، ويكتسي أهمية كبيرة كمرجع في التأطير الديني المبني على الوسطية والاعتدال والانفتاح، مؤكدًا أن هذا النموذج يشكل حصنًا لهوية مغاربة العالم في مواجهة تحديات التغريب والتطرف، لذلك تسعى العديد من الدول الاستفاده من هذه التجربة الفريدة والمتميزة، وختم الأستاذ العبدوني مداخلته بالإشارة إلى نماذج من مظاهر التدين المغربي داخل المؤسسات الإسلامية بأوروبا.

وبعد نهاية المداخلات العلمية تم تكريم الأساتذة المؤطرين للندوة، وكذلك بعض الفاعلين من مغاربه العالم الذين ساهموا في الأنشطة السابقة التي نظمها المجلس العلمي لفائدة مغاربة العالم، بتقديم مجموعة من الشهادات التقديرية والهدايا التكريمية. واختتم اللقاء بالدعاء الصالح لمولانا أمير المؤمنين بالنصر والتمكين، رفعه الأستاذ عبد الحميد معيوف عضو المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور.

ويشار إلى أن هذا المحفل العلمي المتميز شهد حضورا مهما لمغاربة العالم، إلى جانب نخبة من العلماء والباحثين، إضافة لعموم المهتمين.