نزار بركة: المغرب قوة صاعدة تتعرض لحرب تموقعات
هوية بريس-متابعة
أكد الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة أن بلادنا “وهي تسير على خطى استكمال وحدتها الترابية، وتوطيد سيادتها لتشمل باقي المجالات الاستراتيجية للسيادة بمختلف أجيالها، وتقوي تموقُعها الجيو- سياسي، أصبحت هدفا لجهات وخصوم على الصعيدين الإقليمي والدولي”.
وأوضح بركة في كلمته ضمن أشغال الدورة الثانية عشرة العادية للجنة المركزية لحزب الاستقلال أول أمس السبت أن “بلادنا فعلا مستهدفة، ومحسودة على مسارها السياسي والتنموي، وعلى أمنها واستقرارها، وعلى رصيدها التاريخي والحضاري، وعلى اعتزاز المغاربة بوطنهم”.
وأضاف بركة أن حكامة الدولة المغربية “تقوم على هندسة فريدة من نوعها ترتكز على الملكية الدستورية ومؤسسة إمارة المؤمنين، والاختيار الديمقراطي في بعديه التمثيلي والتشاركي، وهو ما يقدم نموذجا سياسيا متميزا يتمفصل بين الزمن الطويل، والزمن الانتدابي، وينبني على البيعة والتعاقد الدستوري والإرادة الشعبية”.
وأشار بركة إلى أن “ما يقلق تلك الجهات المناوئة، هي أن بلادنا بقيادة جلالة الملك، تثبت يوما بعد يوم تموقعها كقوة إقليمية صاعدة، وانخراطها الإيجابي في المجموعة الدولية، واصطفافها المستدام إلى جانب السلم والسلام، والدفاع عن القضايا العادلة في العالم، وتغليب قيم التضامن والتعايش لما فيه مصلحة البشرية جمعاء”.
وأكد بركة أن المغرب “وضع نموذجه المتميز في تدبير الأمن الروحي وتنظيم الحقل الديني، وخبرته الأمنية المشهود بها في محاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، رهن إشارة الجهود الدولية والإفريقية لمحاربة التطرف والإرهاب، وتكوين الأئمة في عدد من الدول الأوروبية، والمساهمة بقوة في إشعاع نموذج الإسلام الوسطي المبني على الاعتدال والتسامح والاجتهاد المنفتح، وذلك بما يحفظ الاستقرار في المنطقة، ودول جنوب الصحراء، ويعزز شروط العيش المشترك في المجتمعات الأوروبية التي تعاني من تنامي مشاكل اندماج الجاليات ذات الأصول المغاربية والمسلمة، وإقامة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة”.
‘
واعتبر بركة أن المغرب مستهدف “لأنه انتهج بقيادة جلالة الملك سياسة تنويع الشركاء الاقتصاديين، من الاتحاد الأوروبي، ودول التعاون الخليجي، والولايات المتحدة، والصين وروسيا والهند، واتفاقيات التبادل الحر مع العديد من هذه الدول، وذلك في إطار التعاون المشترك، والنفع المتبادل، وذلك خارج منطق الحرب الباردة والبائدة الذي كان يرهن المصالح الاقتصادية للبلدان بمواقفها السياسية والسيادية”.
هذا وأشار بركة إلى نهج المغرب “السيادة الطاقية من خلال الطاقات المتجددة التي مكنت بلادنا من التموقع كمنصة محفزة للاستثمار في الهيدروجين الأخضر، وتطوير الأمن الغذائي، والسيادة الصناعية، وتحقيق السيادة الصحية من خلال تصنيع اللقاحات، ووضع أسس للصناعات الدفاعية في المجال الاستراتيجي/ العسكري”.
وأضاف بركة: “كما اختارت بلادنا طريق الاندماج الإقليمي الإفريقي، واقترحت بحكم موقعها الجغرافي كمفترق طرق بين القارات، على باقي الدول الإفريقية نموذجا للتنمية المشتركة والمنصفة والمستدامة، وفق منطق رابح-رابح”.