نصائح مهمة لتصوير النجوم كالمحترفين
هوية بريس – الجزيرة
تصوير النجوم في سماء الليل ليس مهمة يسيرة، وإن كانت تبدو كذلك، فهي تتطلب قدرات فنية في استخدام الكاميرا وفهم إعداداتها وتجهيز المعدات اللازمة. لكن هذا لا يعني أنه ليس بمقدورك أن تصور النجوم كالمحترفين.
المعدات والتجهيزات
1- الكاميرا
أفاد جونستون بأن عملية التصوير الفلكي تتطلب كاميرا رقمية ذات عدسة أحادية عاكسة، أو كاميرا تسمح لك بالتحكم يدويًا في سرعة الغالق وفتحة العدسة وإعدادات استشعار الضوء. كما لن تتيح لك آلة التصوير التلقائية الحصول على النتائج التي تتطلع إليها.
2- عدسة الكاميرا
ستحتاج إلى عدسة ذات فتحة واسعة، التي تحمل عادة رمز “f” الذي يكون مكتوبا على العدسة. وهناك طريقة أخرى لتتأكد من مدى اتساع فتحة العدسة، وذلك عن طريق ضبط إعدادات فتحة العدسة في الكاميرا.
يعمل اتساع فتحة العدسة على التحكم في كمية الضوء التي ستخترق العدسة. ونظرًا لكونك ستقوم بعملية التصوير في الليل، ستحتاج إلى عدسة ذات فتحة أكبر.
3- مسند ثلاثي القوائم
ستحتاج إلى مسند ثلاثي القوائم، الذي كلما كان ثابتا أكثر، كان ذلك أفضل. ونظرا لأنك ستقوم بالتصوير بالتعرض الطويل، فهذا يعني أنه من الضروري أن تكون الكاميرا ثابتة في مكانها لمدة زمنية محددة، لأن أي اهتزاز سينتج عنه صور ضبابية وغير واضحة، وهو ما نحاول تفادي حصوله.
4- التحكم عن بعد
بيّن المصور أن هذه الأداة ليس ضرورية، لكنها تعمل على تسهيل عملية التصوير، حيث إنها تساعد على تفادي اهتزاز الكاميرا عند الضغط على زر الغالق. وإذا لم تكن تملك هذه الأداة، فسيكون الحل البديل ببساطة استخدام وظيفة المؤقت الموجود في آلة التصوير لتأخير التقاط الصورة لمدة ثانيتين. وبهذه الطريقة ستتجنب اهتزاز الكاميرا عند التقاط الصورة. كما يمكنك استخدام الزناد للتحكم عن بعد في إعدادات المصباح الموجودة في الكاميرا، مما يسمح لك بالتقاط صور لمدة تتجاوز 30 ثانية.
5- المصباح اليدوي
يعتبر المصباح اليدوي أداة مفيدة للغاية، التي يمكن استخدامها أثناء التصوير بالتعرّض الطويل لمساعدتك على عملية التلوين الضوئي للأشياء التي تريدها أن تظهر في مقدمة الصورة. على سبيل المثال، يمكن استخدام المصباح لتلوين شجرة أو بعض الصخور وغيرها.
كما يمكنك استخدام المصباح اليدوي بشكل إبداعي إذا كنت ترغب في الظهور في الصورة التي التقطتها. ومن المؤكد أنك شاهدت الصور التي تجوب صفحات الإنترنت والتي تظهر الأشخاص وهم يوجهون المصباح نحو النجوم في صورهم.
مكان التصوير
1-سماء الليل
أشار ريتشارد جونستون إلى أهمية اختيار الموقع في عملية التصوير الفلكي، حيث ينبغي عليك اختيار أكثر الأماكن ظلمة وأحلكها. ويعني ذلك أنه يجب عليك تجنب الوجود في الأماكن القريبة من المدن، إذ يُعد الضوء المنبعث منها نوعا من أنواع التلوّث الضوئي، مما يجعل مراقبة النجوم أمرا صعبا للغاية.
لذلك، سيكون أكثر الأماكن ملائمة لتصوير سماء الليل “محميات السماء المظلمة الدولية” بالتأكيد. فهناك، ستجد السماء صافية ومزدانة بالنجوم المتلألئة، لأنها محمية من التلوث الضوئي. ويمكنك إجراء بحث على غوغل لمعرفة ما إذا كانت هناك محمية للسماء المظلمة قريبة من محل سكناك.
2-المواضيع
أشار جونستون إلى أنه خلال عملية البحث عن موقع لتصوير سماء الليل، فهو عادة ما يزور المنطقة خلال النهار أولا. ويرجع السبب في ذلك إلى رغبته في البحث عن موضوع أو مركز اهتمام لتضمينه في الصور التي يلتقطها. وعلى هذا النحو، ستتضمن خلفية الصورة نجوما ساطعة، إضافة إلى موضوع مثير للاهتمام في المقدمة.
إعدادات الكاميرا
1-سرعة الغالق
إذا كنت ترغب في التصوير بالتعرض الطويل (سرعة غالق بطيئة) خلال عملية التصوير الفلكي، فسيمنحك جهاز الاستشعار الموجود في الكاميرا الخاصة بك وقتًا كافيًا لتسجيل تلك النقاط الصغيرة من وميض الضوء. وعادة ما يكون الوقت المثالي لذلك ما بين 20 و30 ثانية.
وإذا كنت ترغب في تفادي التقاط صور لمسارات النجوم، فكل ما عليك القيام به هو استخدام “قاعدة 600”. ونظرا لكوننا نقف في أماكن ثابتة على الأرض، فعندما تدور الأرض، ستتحرك النجوم ببطء شديد في السماء أمام عدسة الكاميرا، مما يجعل النجوم تخلق مسارا من الضوء. ويمكن أن تكون هذه الصور فريدة للغاية. لكن إذا كنت لا ترغب في التقاطها، اقسم 600 على قيمة البعد البؤري الذي تقوم باستخدامه في عملية التصوير.
وقد أشار جونستون إلى أن البعد البؤري الذي يعمد إلى استخدامه دائما هو 16 مليمترا نظرا لكونه يرغب في أن تحتوي اللقطة على أكبر عدد ممكن من النجوم. وفي هذه الحالة، تكون نتيجة 600/16 هي 37.5، مما يعني أنه يمكن لجونستون استخدام سرعة الغالق لمدة 37 ثانية قبل أن تشرع النجوم في إنشاء مسارات في الصورة.
في المقابل، إذا كان هدف المصور هو التقاط صور لمسار النجوم، فإن أفضل طريقة لذلك هي أخذ سلسلة من الصور المتتابعة. وقد أوضح ريتشارد جونستون أنه يقوم بالتقاط سلسلة من 100 صورة وإنشاء مسار النجوم في مرحلة معالجة بعد التصوير.
2-فتحة العدسة
عندما يتعلق الأمر بتحديد إعدادات فتحة العدسة، فمن الأفضل أن تقوم بالتصوير على أوسع نطاق يمكن أن تسمح به عدسة الكاميرا (أصغر عدد “f”). وسيتيح هذا الأمر اختراق أكبر كمية من الضوء للكاميرا. وهذا يعني أنه يمكنك التصوير باستخدام إعدادات استشعار الضوء منخفضة المستوى وهو أمر محبذ دائمًا، كما يمكنك التحكم في سرعة الغالق عندما ترغب في ذلك. أما بالنسبة لجونستون، فإن عدسات الكاميرا تتيح له استخدام 2.8 f عند تصوير النجوم.
3-إعدادات استشعار الضوء
عادةً ما تتراوح درجة إعدادات استشعار الضوء بين 800 و2000. وقد أشار جونستون إلى أنه يستخدم دائما سرعة غالق بطيئة، كما يحافظ على إعدادات استشعار الضوء في أدنى مستوياتها، لأن ذلك يساهم في التخفيف من حدة الضجيج في الصور.
4-التركيز
تتطلب عملية التركيز ضبط العدسة على التركيز اليدوي وضبطها على ما لا نهاية، وهذا ما يجعل تصوير الأشياء البعيدة أكثر أمانا. جلّ العدسات تحتوي على علامة “لا نهاية”، وهي عبارة عن حرف “L” أو “I” مكتوب بشكل صغير على حلقة التركيز على العدسة.
بعد الانتهاء من ضبط العدسة، التقط صورة، ثم قم بتكبيرها باستخدام شاشة العرض “أل سي دي” وزر العدسة المكبرة على الجزء الخلفي من الكاميرا. إذا لم يكن الهدف دقيقا بنسبة 100%، فجرِّب إعادة ضبط التركيز بشكل طفيف والتقط صورة أخرى.
كرر المحاولة حتى تصبح النجوم في مرمى تركيز العدسة. وإذا كنت ترغب في التركيز على شجرة أو أي موضوع آخر ليكون في مقدمة الصورة، فكل ما عليك فعله هو ضبط الكاميرا على وظيفة الضبط التلقائي، وتوجيه ضوء المصباح إلى ذلك الموضوع حتى تتم إنارته، ثم قم بالتركيز باستخدام العدسة إلى أن تعلمك الكاميرا بأن هدفك قد تحقق. بعد ذلك، عد إلى التركيز اليدوي دون تحريك حلقة التركيز، وهذا يعني أن جميع صورك قد تم التركيز عليها وستكون حادة.
5-تثبيت العدسة
بعض العدسات تحتوي على هذا الخيار، بينما البعض الآخر لا. فإذا كانت عدسة الكاميرا الخاصة بك تحتوي على نظام الثبات، فإنه ينبغي عليك إيقاف تشغيل هذا النظام عند التصوير بالتعرض الطويل باستخدام مسند ثلاثي القوائم. في الواقع، يعمل ذلك على منع الكاميرا أو العدسة من المحاولات المستمرة لتحقيق الثبات التلقائي. وبالإضافة إلى كون المسند ثلاثي القوائم يقوم بالفعل بتثبيت آلة التصوير، فإن النتيجة ستكون الحصول على صور أكثر وضوحًا.
مرحلة ما بعد المعالجة
1-برنامج لايت رووم
لا ينبغي عليك أن تشعر بالإحباط إذا لم تكن الصور التي التقطتها مماثلة لتلك التي شاهدتها على الإنترنت أو في المجلات، لأن مرحلة معالجة ما بعد التصوير تحتوي على العديد من الحيل السحرية. فخلال هذه المرحلة، يمكنك تعديل بعض الإعدادات المهمة مثل الإضاءة، ودرجة البياض، والتعرض، ودرجة الوضوح، من أجل إبراز هذه النجوم في الصور.
2-الفوتوشوب
بعد أن تمكنت من التقاط سلسلة من صور النجوم لخلق مسار، ستكون الخطوة التالية هي تضمين جميع الصور ضمن برنامج “لايت رووم”، وإدخال بعض التعديلات لجعل هذا المسار يظهر في صورة واحدة لا غير.
الآن ينبغي عليك مزامنة التعديلات التي أدخلتها على هذه الصورة من خلال استخدام سلسلة الصور الأخرى وتحميلها في برنامج الفوتوشوب على شكل طبقات. بمجرد تحميل هذه الصور، قم بإبرازها جميعا. ومن خلال استخدام علامة تبويب الطبقة، قم بضبط الإعداد من المستوى العادي إلى التفتيح. وفي نهاية المطاف، ستحصل على مسارات الضوء التي كنت تطمح إليها منذ البداية.