نصاب الذهب يرتفع إلى مستوى قياسي غير مسبوق في التاريخ

08 أكتوبر 2025 14:26
قفزة قياسية لأسعار الذهب بسبب توترات الشرق الأوسط

نصاب الذهب يرتفع إلى مستوى قياسي غير مسبوق في التاريخ

هوية بريس – ذ.نبيل العسال

شهدت الأسواق العالمية موجة صعود تاريخية في أسعار الذهب، حيث تجاوز نصاب الذهب سقفًا قياسيا غير مسبوق، مسجلًا ما يقارب 3,977 دولارا للأونصة لأول مرة في التاريخ. هذه القفزة تعكس تحولات عميقة في حركة الأسواق المالية العالمية، وتؤكد مكانة الذهب كملاذ آمن في أوقات الاضطراب.

 دوافع الارتفاع القياسي

يرجع خبراء الاقتصاد هذا الصعود الكبير إلى مجموعة من العوامل المتشابكة أهمها:

● زيادة طلب البنوك المركزية على الذهب في إطار استراتيجية تنويع الاحتياطيات وتقليل الاعتماد على الدولار.

● تراجع جاذبية الدولار بفعل توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية خلال الفترة المقبلة.

● التوترات الجيوسياسية المستمرة في مناطق حساسة مثل غزة وأوكرانيا، إضافة إلى الأزمة السياسية الأميركية الداخلية، مما عزز الإقبال على الذهب كملاذ آمن.

● تراجع وتيرة الإنتاج العالمي من الذهب مقارنة بالطلب المتنامي، ما أدى إلى اختلال ميزان العرض والطلب.

● تدفقات استثمارية غير مسبوقة إلى صناديق الذهب المتداولة، حيث استقطبت خلال شهر واحد ما يزيد عن 9 مليارات دولار.

 توقعات مستقبلية

تشير التقديرات الاقتصادية إلى أن أسعار الذهب قد تشهد مزيدًا من الارتفاع خلال السنوات المقبلة، بحيث يمكن أن تتجاوز 4,000 دولار للأونصة على المدى القريب، مع احتمالية بلوغ مستويات تقارب 5,000 دولار على المدى المتوسط.

غير أن هناك من يحذر من احتمال حدوث تصحيح حاد إذا أقدم كبار المستثمرين على بيع كميات ضخمة بشكل مفاجئ، وهو ما قد يؤدي إلى هبوط سريع يلحق خسائر كبيرة بالمضاربين والمتأخرين في دخول السوق.

🔹 الذهب رسول السوق :

عبارة تقول أن الذهب كان دائمًا رسول السوق؛ كلما ارتفع سعره دلّ على أن التضخم يطرق الأبواب بقوة.
وسط هذا المشهد المالي المضطرب و كلما تفاقمت الأزمات وتآكلت العملات الورقية، كلما عاد الناس إليه كملاذ وميزان ثابت للقيمة.

ولذلك كان الذهب مقياسًا للنصاب الزكوي، لأنه معيار ثابت للقيمة الحقيقية؛ فالنصاب الشرعي ظل منذ عهد النبوة 85 جرامًا من الذهب، لم يفقد قيمته ولا وزنه.

أما النقود الورقية، فقد تآكلت قوتها الشرائية، فبينما كانت في وقت سابق تعادل قيمتها نحو 50 إلى 55 دولارًا للنصاب، اليوم لا تكاد تساوي شيئًا أمام الذهب الذي بقي ثابتًا في جوهره.

سبحان الله يبقى الذهب معيارا حقيقيا للغنى ومرآةً للتضخم، وميزانًا للقيمة الحقيقية مهما تبدلت الظروف وبذلك تبقى أحكامه الشرعية خالدة فيبقى مقياسا عادلا للغنى كونه مقياس لحساب النصاب الزكوي ويجري فيه الربا بنوعيه ويتم اكتنازه لانه الوحيد الذي تبقى له قيمة في العالم بأسره.

قال تعالى “والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم” سورة التوبة، الآية 34.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
7°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة