نصبوها في الفجر ثم جاء الشعب يبكي أباه عشاء..

01 يناير 2025 17:56

هوية بريس – محمد بوقنطار

وكأن من يختارون كان همهم الأول ليس فقط وضع الرجل أو المرأة غير المناسبين في المكان المناسب، بل تشم وأنت تفرك بين سبابتك وبنصرك قبل أن تذري قرار التنصيب مع مهب ريح التغافل، رائحة كره، ومراد قهر، وإغضاب، وازدراء الشعب بهذا الاختيار أو ذاك التعيين، وتلك سيرة المترفين إذا فسقوا فيها، مقدمات بين يدي التدمير الرباني العادل وفق ضابط الجزاء الوفاق…

ومرة أخرى بعد بائع الشوكلاطة، السيد الوزير الذي لم يستطع مجاراة حدثاء أسنان في جلسات برلمان الطفل، فكيف وأنى لهذا أن يداوي عضال منظومة تربوية تعليمية أتاها أمر الهلاك وأحيط بثمرها وأصبح أهلها يقلبون أكفهم على ما أنفقوا فيها وهي خاوية على عروشها.

نعم لم تبرد بعد حرارة ذلك الإفلاس، حتى عطفوا بتنصيب فنانة وممثلة مسرحية شخصت يوما من سوالف أيامها النحسات على الركح مشهدا تجردت فيه من كل ثوب عفة وحشمة ووقار، وأحرمت على الخشبة سافرة عارية، في صفاقة وجسارة لم يسبقها إليها أحد من جنسها ونوعها، إنها نموذج لا يرد البصر ولا يرضي القانع والمعتر في اختيار التافهين في برنامج للتفاهة دأبت تلفزتنا الحفية التقية غير النقية بصرف وهدر الغالي والنفيس لتخريج جيل من الذين أوكلت لهم هذه السيدة غير الوقور وأمثالها من كل جسور عقور أمر إضحاكنا، عفوا الضحك علينا…

آه لقد نجحوا في إغاضتنا، وإغضابنا حد الحنق، ودفعنا إلى التواري والذوبان في حوجلة حداثتهم القشيبة الكئيبة، يمشي الواحد منا ويدلج في ليلهم البهيم يكلم نفسه ويشير خافضا رافعا يديه، وكأنه في صراع مع شيطان يكر عليه ولا يفر، يقلب فنجان قارئة حظوظهم العاجية باحثا عن مسوغ ودليل التنصيب ثم يطفق مقلبا بين خردة الأفكار وهشيم الهلوسات والخواطر المجنونة عن وجه الاستدلال بهذا الدليل أو ذاك على هذا التعيين الحائف الزائف، فيرجع بصره خاسئا وهو حسير، يتساءل، يستفسر، يهمهم هامسا في حيرة وسدارة، كيف لسيدة لم تمتع ولم تقنع في ماخور التفاهة، أن تكون لها الحظوة والسطوةفي مقام النخوة وتدبير ورش وصية النبوة في العلم والمعرفة ونداء القدرة على النفوذ من أقطار السماوات والأرض، وإعداد جيل التمكين من العلماء والأدباء والمفكرين والمخترعين، ثم ما يفتأ المسكين قافلا يتأبط خفي حنين مستظهرا في صبر وسلو وعزاء من قديم محفوظه:

لقد هزلت حتى بدا من هزالها///كلاها وحتى سامها كل مفلس.

ألا فاصنعوا لآل جعفر طعاما فقد جاء ما يكلمهم.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M