نصرة للنبي صلى الله عليه وسلم.. قصيدة: “مملكة الأخلاق”
هوية بريس – ذ. عبد المجيد أيت عبو
هذه قصيدتي التي شاركت بها في المهرجان الخطابي لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، المنظم بمراكش يوم السبت 06 أكتوبر 2012م..
عنوان القصيدة: “مملكة الأخلاق”، وهذا هو نصها:
قَدِ انْبَعَثَتْ جُنْدُ الرِّسَالَةِ والنَّصْرِ == إِذِ انْبَعَثَ الأَشْقَى لِيَطْعَنَ بِالـمَكْرِ
وَثَارَتْ جُمُوعُ النَّاسِ لَمَّا تَطَاوَلَتْ == عَلَى الـمُصْطَفَى أَيْدِي الـمَكِيدَةِ وَالشَّرِّ
أَسَاؤُوا لأَخْلاَقِ النِّبِيِّ وَهَدْيِهِ == جِهَارًا وَنَالُوا مِنْ صَحَابَتِهِ الغُرِّ
أَسَاؤُوا لِبَيْتِ الـمُصْطَفَى وَلِطُهْرِهِ == وَزَوْجَاتِهِ مَنْ دَانَ للهِ بِالسِّتْرِ
أَبَنْتُمْ عَنِ الـحِقْدِ البَغِيضِ وَخُبْثِكُمْ == وأَحْيَيْتُمُوا مَا كَانَ مِنْ قَادَةِ الكُفْرِ
فَصَحْبُ أَبِي جَهْلٍ وَجَمْعُ قُرَيْظَةٍ == رَمَوْهُ قَدِيمًا بِالكِهَانَةِ وَالسِّحْرِ
وَكَمْ طَعَنَ الأَعْدَاءُ فِي نَهْجِ أَحْمَدٍ == وَكَمْ قَذَفَ الـحُسَّادُ بِالسَّبِّ وَالسُّخْرِ
وَكَمْ نَصَبُوا لِلنَّاسِ مَكْرًا وَحَرَّضُوا == بَنِيهِمْ وَحَاكُوا الكَيْدَ فِي السِّرِّ وَالْجَهْرِ
وَكَمْ جَمَّعُوا أَمْوَالَهُمْ وَعَتَادَهُمْ == لِصَدِّ الوَرَى عَنْ مَنْهَجِ الـحَقِّ وَالذِّكْرِ
تَأَبَّتْ صُرُوحُ الـحَقِّ عَنْكُمْ فَأَنْفِقُوا == فَأَمْوَالُكُمْ رَهْنُ التَّحَسُّرِ وَالْخُسْرِ
أَيَا مُبْغِضِي الشَّرْعِ الـحَكِيمِ تَحَطَّمَتْ == أَوَاصِرُكُمْ بِالبَغْيِ وَالـخُبْثِ وَالعُهْرِ
لَئِنْ شَتَمَ الفِلْمُ القَبِيحُ نَبِيَّنَا == فَسُنَّتُهُ الغَرَّاءُ تَعْبَقُ بِالعِطْرِ
وَإِنْ أَحْرَقَتْ أَيْدِي السَّفَاهَةِ مُصْحَفًا == فَلَنْ تَمْحُوَ الذِّكْرَ الـحَكِيمَ مِنَ الصَّدْرِ
نَبِيُّ الـهُدَى أَرْوَاحُنَا طَوْعُ أَمْرِهِ == سَنَفْدِي رَسُولَ اللهِ بِالـمَالِ وَالعُمْرِ
هُوَ الرَّحْمَةُ الـمُهْدَاةُ لِلخَلْقِ كُلِّهِمْ == وَأَكْرَمُهُمْ فِي رِفْعَةِ الشَّأْنِ وَالقَدْرِ
هُوَ الرَّحْمَةُ الـمُهْدَاةُ سِيرَةُ أَحْمَدٍ == تَفِيضُ عَلَيْنَا مِنْ شَمَائِلِهِ الغُرِّ
مُحَمَّدُ عَالِي الذِّكْرِ وَالفَضْلِ فِي السَّمَا == مُحَمَّدٌ الـمَحْمُودُ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ
أَعَزُّ الوَرَى أَصْلاً وَأَكْرَمُهُمْ يَدًا == وَأَعْلَى وَأَسْمَى فِي الفَضَائِلِ وَالفَخْرِ
رَؤُوفٌ رَحِيمٌ طَاهِرُ القَلْبِ طَيِّبٌ == كَرِيمُ الـمُحَيَّا بِالطَّلاَقَةِ وَالبِشْرِ
حَرِيصٌ عَلَى نَفْعِ العِبَادِ مُبَشِّرٌ == يَحُضُّ عَلَى التَّقْوَى وَيَهْدِي إِلَى البِرِّ
بَأَخْلاَقِهِ لاَنَتْ وُفُودٌ وَأَسْلَمَتْ == قَدِ اقْتَبَسَتْ مِنْ مَعْدِنِ الـجُودِ وَالوَفْرِ
عَلَى كَرَمِ الأَخْلاَقِ رَبَّى صِحَابَهُ == وَكَانَ لَهُمْ فِي عَطْفِهِ كَالأَبِ البَرِّ
مَنَاقِبُهُ دَانَتْ لَهَا كُلُّ خَصْلَةٍ == فَضَائِلُهُ تَتْرَا تَجِلُّ عَنِ الـحَصْرِ
أَضَعْتُمْ طَرِيقَ الـحَقِّ وَالـخُلْقِ فَارْجِعُوا == لِمَمْلَكَةِ الأَخْلاَقِ وَالطِّيبِ وَالطُّهْرِ
رِدُوا حَوْضَ آثَارِ النَّبِيِّ وَنَبْعَهَا == فَمَنْهَلُهُ بَاقٍ إِلَى آخِرِ الدَّهْرِ
بِمَمْلَكَةِ الأَخْلاَقِ نُعْلِي مَمَالِكًا == فَمَمْلَكَةُ الأَخْلاَقِ سَامِيَةُ القَدْرِ