نعم المقرئ أبو زيد أذكى من ستيفن هاوكينج
نبيل غزال – هوية بريس
أثار مقطع من محاضرة للدكتور المقرئ الإدريسي أبو زيد ألقاها بكلية بنمسيك بالدار البيضاء حفيظة بعض الملاحدة والربوبيين، وكثيرا ممن يناصبون العداء لأبي زيد بسبب انتمائه السياسي والفكري والديني.
وباعتباري واحدا ممن حضر عرض أبي زيد خلال مشاركته في ندوة (الإلحاد الجديد بين أسبابه النفسية والمعرفية)، كنت أتوقع أن تستفز كلماته بعض من ذكرت، وهذا شيء عادي وطبيعي؛ وكنت أتوقع أيضا من بعض المواقع المغرضة أن تحرف كلماته عن مواضعها وتوظف الحملة ضده لخدمة أجندات نعلمها جميعا، لكنني في الوقت ذاته كنت أنتظر من بعض من يعارضه أن يناقش أفكاره بدل شخصه، وما جاء في تدخله بدل الالتفات إلى التشويش الفارغ، لكن خاب ظني كثيرا، فجل المتدخلين الذين اطلعت على ردودهم كتبوا بخلفيات عاطفية وأيديولوجية ولم يناقشوا الأفكار التي جاء بها المحاضر، وإنما عبروا عن حنق يختلج صدورهم إزاء شخصه فقط.
ومثل هذه المحطات تؤكد أن كثيرا من الشعارات التي ترفع حول الخلاف والاختلاف، والقبول بالآخر، ومناقشة الأفكار، والابتعاد عن استهداف الأشخاص، ما هي إلا أصنام من عجوة سرعان ما يلتهمها القوم إن مست مقدساتهم وآلهتهم..
من المهم أن يعلم القراء الكرام أن أبا زيد خلال محاضرته حول الإلحاد الجديد تساءل في مطلعها عن سرّ اهتمام هاوكينج بالإلهيات وهو شخص ملحد، وكيف يخصص كل هذا الاهتمام للميتافيزيقا وهو كافر بها، كما أولى أبو زيد ستيفن هاوكينج حقه ومستحقه في مجال تخصصه، وسماه بالعقل الجبار الذي قدم الكثير في مجال دراسة فيزياء الثقوب السوداء، لكنه انتقده من خلال كتابه (أجوبة مختصرة على أسئلة كبرى) على اختياراته في الإلهيات ومجال الخلق.
وتساءل أبو زيد في السياق ذاته، بعد أورد نماذج مضحكة اعتمد عليها هوكينغ في كتابه لجحد وجود الإله، كيف لهذا العقل الجبار أن يقع في مثل هذا الغباء؟
فهاوكينج متخصص في الفيزياء لا في الإلهيات، وهو حتما ويقينا أضل طريق الوصول إلى الحقيقة، لأنه كافر بوجود الإله، بل محارب له وداع إلى إنكار وجوده، وأبو زيد خلال محاضرته بيّن تهافته في هذا الجانب فحسب، ولم يقرب على الإطلاق من مجال تخصصه، فأين المشكل؟!
هل صار هاوكينج الملحد إلها يعبد من دون الله، وكل من اعترض على ما قاله في الإلهيات يجب أن تنصب له محاكم التفتيش، ويشنق في الميدان العام!
في هذا الباب، باب التوحيد وإثبات وجود الإله المستحق للعبادة، فالمقرئ الإدريسي أبو زيد أذكى بكثير من هاوكينج الملحد الذي لم ينفعه عقله في الاهتداء إلى خالق كون، كل شيء يدل عليه.
ستيفن هوكينغ يبقى في الأول والأخير فيزيائي وليس صنما يعبد، أظن أن إعاقته زادت من بريقه الإعلامي حتى حاول البعض أن يشبهه باينشتاين٠ لكن الفوارق كبيرة بينهما٠ أهم ما في قصته أن المجتمع قد يساعد بنبوغ رجل معاق، أما مجتمعنا فيعيق النوابغ حتى يقعدهم مراتب الفاشلين٠ لو عاش ستيفن هوكينغ بيننا لوجدناه جليسا بين المتسولين فسيدي بلعباس٠ هذه الحقيقة للأسف الشديد٠