نقد مذهب الدكتور أحمد الريسوني في مصافحة الرجل لمن يحل له الزواج بهن من النساء
هوية بريس – طارق الحمودي
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله أما بعد…
فقد استمعت إلى كلمة الدكتور أحمد الريسوني نفع الله به في مسألة مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية عنه،فوجدته على غير ما عهدته عليه من صرامة في تحقيق المسائل، وقد رأيته وهو يعرض مذهبه على شيء من الاضطراب والقلق، فغلب على ظني أنه ربما لن يوفق في تصحيح مذهبه في تلك الكلمة… ولست أدري ما الذي أوقعه في هذا حفظه الله، فقد ذهب إلى أنه ليس في نصوص الشريعة ما يدل على تحريم مس ومصافحة الرجل للمرأة التي يحل له الزواج منها… ووصل إلى هذا من أربعة مداخل غير معتبرة، فزعم:
1- أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إني لا أصافح النساء” دليل على أن الامتناع خاص به! وهذا أضعف مداخل الدكتور،فهنا سؤال مهم وهو: لماذا يمتنع النبي صلى الله عليه وسلم عن مصافحة النساء؟ والجواب: لأن مصافحة ومس بشرة المرأة ذريعة إلى تعلق القلب وربما الفرج بها، فإن ((زنا اليد اللمس.. والفرج يصدق ذلك أو يكذبه))، كما جاء في الحديث الصحيح، والنبي صلى الله عليه وسلم ((كان أملككم لإربه)) كما قالت عائشة رضي الله عنها، أي إنه كان يملك شهوته تجاه النساء ، فيكون الامتناع في حقنا أولى وأجدر.
2- وزعم أن ترك الفعل لا يدل على تحريمه.. فترك مصافحته للنساء لا يدل على تحريمه! وفات الدكتور الريسوني أن “الترك مع وجود موجب الفعل وداعيه يدل على التحريم”، وقد نبه على هذا الأصوليون، فما ترك النبي صلى الله عليه وسلم المصافحة التي كان يحرص عليها مع الرجال لتأكيد البيعة إلا لمانع.. وليس من مانع إلا أن مصافحة النساء الأجنبيات ممنوعة.
3- وزعم أنه ليس في الحديث صيغة من صيغ التحريم المعروفة.. وأقل ما فيه كراهة التنزيه، وأخطأ الأستاذ، فإن التحريم لا يفهم بالصيغة فقط، بل بالسياقات العامة والخاصة والقرائن كما هو معروف عند الأصوليين، وقد مر ذكر بعضها،ولذلك فهم العلماء من الحديث تحريم مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية فقال ابن عبد البر المالكي في التمهيد: “في قوله إني لا أصافح النساء دليل على أنه لا يجوز لرجل أن يباشر امرأة لا تحل له ولا يمسها بيده ولا يصافحها”.
4- وذكر أنه صح أن الأَمَة كانت تأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم ليقضي لها حاجتها فلا يفلت يده من يدها، قلت: والظاهر أن المقصود من (الأمة) هنا من كانت أمة جارية صغيرة، فقد جزمت عائشة رضي الله عنها بأنه ما مست يده يد امرأة قط ويعضد هذا أن الحديث ذكر أن الأمة كانت تأخذ بيده فتذهب به حيث شاءت، وهذا صنيع الصغيرات لا الكبيرات فللكبيرة طريقة أخرى فقد صح أنه جاءته امرأة فقالت: إن لي إليك حاجة، فقال: اجلسي في أي طريق المدينة شئت أجلس إليك.
ليس يهمني هنا الحكم والتفريع، بل الخطأ المنهجي الذي وقع فيه الدكتور في تحقيق الحكم، فقد حاد عن منهج الاستدلال وأصوله فلم يحقق ولم يُحكم، فنتج عنه حكم بيّن الخطأ، فلينتبه الناس إلى دقة وصرامة المنهج الاستدلالي الإسلامي، فإنه لا يحابي أحدا مهما كان، والخلاصة هي: أخطأ الدكتور أحمد الريسوني حفظه الله مع تقديرنا الصادق لشخصه الكريم وتأكيدنا على علمه وفضله.
بوركت وبارك الله فيك وبارك الله لك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد..
الرد العلمي مع الأدب يزيد العلم روعة جمالا، ويجعله إلى النفس محببا. فانظر إلى بيان الخطأ، مع بقاء الدكتور الريسوني مهاب الجانب، محترما ومقدرا.
سلمت يمينك أخي طارق الحمودي!
مصافحة النساء اتخذها الإخوان المسلمون أداة لتشويه منافسيهم في الساحة الإسلامية زمنا طويلا، وكان ممن شهروا بهم بها حزب التحرير للشيخ النبهاني، وكذلك التدخين، ولكنهم فيما بينهم يبيحون عمليا المصافحة (والقرضاوي نموذج موثق في ذلك)، كما أن كثيرا من قادتهم كانوا يدخنون وفي مقدمتهم عمر التلمساني وغيره مما هو موثق …
والأخ الريسوني ربما تأثر بمنهجهم لطول الرفقة والمسايرة وما يبيحونه سياسيا كي يدفعوا عنهم تهمة التطرف
عفا الله عنا وعنهم
هذا هو منهج الاخوان اما اهل السنة فموقفهم ثابت لا يتغير وقد فعلها بنكيران عندما قبل يد فنانته بنونه وقال المصافحة لابد في السياسة في حين ان وزير الصحة الاسرائيلي رفض مصافحة وزيرة الصحة الفرنسية وقال اني اتبع ديني فقط ما فجر غضبا على وسائل التواصل والخبر موجود لمن أراد الاطلاع
السلام عليكم،
هل يعقل ان يكون النظر الى الاجنبيات محرم و يكون لمس اليد بخلاف ذلك ؟
أين التعليق على ما ذكره العلامة الريسوني بخصوص معنى كلمة “اللمس” في القرآن الكريم.. وهو أحد أهم المحددات في مناقشة المسألة…
ليس كل نظر إلى أجنبية محرما، إلا إذا كان النظر نظر شهوة وشبق، واهتياج الشهوة لا يحصل إلا بإدامة النظر إلى مفاتن المرأة، ولذلك كان غض البصر. وكان قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن طالب رضي الله عنه: (يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الثانية).
و ماذا عن حديث ” لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس إمرأة لا تحل له “