“نمط مختلف”.. أكاديمي مغربي يُقدم قراءة مثيرة لشخصية الشرع!

13 يناير 2025 20:00

هوية بريس – علي حنين

في إطلالة جديدة على الواقع السوري الجديد، قدم الدكتور إدريس الكنبوري، الأكاديمي والكاتب المغربي، قراءةً لشخصية أحمد الشرع، رئيس القيادة السورية الجديدة، معتبرًا إياه نموذجًا مختلفًا عن الأنماط التقليدية للحكام العرب.



وقال الكنبوري ” تابعت المقابلات التي أُجريت مع أحمد الشرع فوجدت شخصًا مثقفًا، استمد حنكته من أكثر من عشر سنوات من الكفاح والتخطيط الاستراتيجي والعسكري. إنه قريب من هموم السوريين، يفهم تعقيدات الوضع الداخلي والإقليمي والدولي، ويتعامل معها بحكمة وهدوء”.

وأضاف ذات المتحدث أن الشرع يدرك جيدًا التكوين الطائفي والمذهبي للمجتمع السوري، ويعرف صعوبة الدمج بين الشعب السوري وبقايا النظام القديم، وهي واحدة من أكبر التحديات التي تواجهها سوريا الجديدة.

كما يرى الكنبوري أن الشرع يُدرك الفرق بين مرحلة الثورة ومرحلة بناء الدولة، وكيفية تحقيق الانتقال السلمي دون إراقة المزيد من الدماء.

سوريا والعالم العربي: عودة إلى الدور الريادي

يرى الدكتور الكنبوري أن رؤية الشرع لسوريا المستقبلية تعيد الأمل في إمكانية عودة البلاد إلى دورها الريادي في المنطقة. وهو الدور الذي فقدته منذ وصول عائلة الأسد إلى الحكم.

وقال الأكاديمي المغربي ” إذا نجحت الثورة السورية كما يتصورها الشرع ومن معه، فإن سوريا يمكن أن تعود إلى موقعها ما قبل وصول النظام الفرعوني إلى الحكم”.

وشدد على أن استعادة سوريا لدورها، إلى جانب مصر والعراق، قد يشكل نقطة تحول كبرى في العالم العربي، وينقله من مرحلة الهزائم والخيبات إلى مرحلة جديدة من الكرامة والتأثير.

أولويات النظام الجديد: العقلانية فوق العاطفة

وتناول الكنبوري الانتقادات التي واجهها الشرع بسبب إعلانه أن الحرب مع إسرائيل ليست أولوية للنظام الجديد، قائلًا ” لو كنت مكان أحمد الشرع لفعلت نفس الشيء تمامًا، لأنه عين العقل. إن أغبى ثورة في العالم هي تلك التي ما إن تنجح في إسقاط نظام حتى تدخل حربًا جديدة في اليوم التالي. الثوري الذي يفعل ذلك يستحق السجن”.

وأوضح الباحث المغربي أن الشرع يدرك أن النظام الجديد جاء في ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد. فمع وجود 21 دولة عربية إما صامتة أو متواطئة في العدوان على الفلسطينيين، فإن أي تصريح عدائي تجاه إسرائيل قد يُستخدم كذريعة لسحق النظام الجديد قبل أن يتمكن من ترسيخ أقدامه. يقول الكنبوري: “ليس مطلوبًا من سوريا الجديدة الدخول في حرب مع إسرائيل، بل المطلوب منها إنجاح الثورة وإرجاع الكرامة إلى السوريين”.

من الثورة إلى الدولة: بناء المستقبل

اختتم الدكتور إدريس الكنبوري تحليله بالإشارة إلى أن الثورة السورية حققت أولى خطواتها بإسقاط النظام الاستبدادي، والآن جاء وقت بناء الدولة. يقول: “كان اليساريون والإسلاميون في الماضي يقولون إن القضاء على إسرائيل يبدأ أولًا من القضاء على الاستبداد في الداخل وتحرير الشعوب. سوريا قضت على الاستبداد وحررت شعبها، فلماذا الانقلاب على الفكرة؟”

وأكد ذات المتحدث أن الشرع يقدم نموذجًا لقيادة عربية جديدة، قيادة تعتمد على العقلانية والحكمة بدلًا من العاطفة والخطابات الرنانة. إذا نجحت رؤيته، فقد تكون سوريا نموذجًا يُحتذى به في العالم العربي، وتكون بداية لمرحلة جديدة تُعيد للأمة العربية كرامتها ودورها التاريخي.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M