نموت نموت.. ويحيا الشعب
هوي بريس – ليلى تلوكي
حضور وازن للنقابات والمبادرة المدنية وجميع الموقعين على المحضر المشؤوم الملغوم الذي وقع مع الدولة في شخص والي جهة الرباط سلا الوالي لفتيت الرجل الداهية فبدل أن يوقع المحضر مع وزارة التربية الوطنية بصفتها المعني الرئيسي بقضية الأساتذة المتذربين لكنها وقعت كضيفة شرف فقط لاغير في حفل توقيع أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه مؤامرة حيكت بإتقان من طرف الداخلية التي استغلت الاوضاع المتوثرة في البلاد لتضرب من حديد على الحركات الاحتجاجية الفتية.
تقف في هذه اللحظات كل الأطراف الموقعة على المحضر أمام ولاية الأمن بالعاصمة الرباط.للتنديد بخرق المحضر وبالمأساة المفجعة التي تعرضت لها صفاء الزوين الأستاذة المرسبة التي وقفت أمام مركز الامتحانات رفقة زملائها للمطالبة بمحاضر الامتحانات التي أخفتها الداخلية في ظروف غامضة. فتلقت الضحية ركلة موجهة الى البطن أفقدتها جنينها وألهبت الراي العام في الداخل والخارج.
منح هؤلاء الموقعين الثقة في من لا ثقة فيه الرجل الداهية لفتيت الذي اختفى فجأة عن الساحة الإعلامية كما اختفت المحاضر بعد الاعلان عن نتائج الاختبارات الشفهية التي أوقعت بخيرت المناضلين في التنسيقية الوطنية للاساتذة المتذربين والذين كانوا يجلسون في نفس طاولة الحوار مع هذا الرجل الغامض الذي أكد لهم ان الدولة لا يمكن ان تخرج عن العهد والوعد مع شباب شعبها اللطيف الضريف.
فنقض الوعد والعهد فنكس الأساتذة المتذربون أعلام الثقة التي وضعوها في دولتهم ولبسوا السواد حزنا على موت امالهم وأحلامهم في وطن رفض أغلبهم أن يتركه للغرباء وفضل (قطران بلادو على عسل الخارج) فرجعوا الى الشارع يحتجون وينعشون اقتصاد العاصمة باحتجاجاتهم التين ألفت شوارعها وساحاتها أقداهم وأقدام المناضلين المخضرمين المتعطشين للحرية والعدالة الاجتماعية والذين لمحوا في أعين هؤلاء الشباب صورا لامالهم في وطن حر وعيش كريم.
كاذب من ظن أن التنسيقية الوطنية لهؤلاء الأساتذة المتمردين ستنطفأ شعلتها يوما. فمادام في الوطن من توقظه أنغام الرفاق ولحن الانعتاق وعيون الإشتياق إلى زمن الياسمين فنحن أحياء.
الإستماتة لله وحده
نموت نموت ويحيا الحق، أما الشعب إذا كان “خامج” فليذهب إلى الجحيم، أنا لا أقصد الأساتذة المتدربين، وإنما أقصد فئة كبيرة من الناس أصحبت سمتها قلة الأدب، حتى إنني أتساءل هل قلة الأدب سمة العصر أم ماذا؟
لا يوجد احترام على الإطلاق: الناس يرمون الأزبال في الشوارع، تجد أحدهم ينفخ سيجارته في وجهك، تجد أحدهم يعبس في وجهك بدون سبب، تصعد سيارة الأجرة فلا يريد أحد أن يتزحزح من مقعده قيد أنملة مع أن ذلك لن يكلفه شيئا، سائق السيارة لا يحترم إشارات المرور ولا الراجلين، بل تجد أحدهم يسوق دراجته وسيارته وهو ينظر وراءه، قد يدوسك بسيارته ثم يهرب…الخ
فهذا الذي ركل هذه الأستاذة هو نموذج مصغر من هذا الشعب، مع احترامي للفئة القليلة التي لا زالت تعرف القيم والاحترام. (ولكنها قليلة جدا للأسف)