نينو البيرو يقتل العشرات ويشرد الآلاف وينذر بالأسوأ
هوية بريس – وكالات
أدى الارتفاع المفاجئ وغير الطبيعي لدرجات حرارة مياه المحيط الهادئ قبالة البيرو إلى هطول أمطار تعد الأكثر منذ عقود، متسببة في انهيارات أرضية وفيضان الأنهار مما يجرف الناس ويسبب انسداد الطرق السريعة وتدمير المحاصيل، في مؤشر محتمل على نمط عالمي لظاهرة النينو هذا العام.
وأعلنت السلطات في البيرو أمس مقتل 62 شخصا على الأقل وتشريد سبعين ألفا آخرين، حيث بلغ معدل سقوط الأمطار هناك في موسمها هذا العام عشرة أضعاف الأمطار المعتادة.
وتعكف عناصر الشرطة والقوات المسلحة ورجال الإطفاء على إنقاذ مئات الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل جراء الفيضانات في العاصمة ليما، حيث علقت الدراسة وانقطعت المياه بعد انسداد نظم المعالجة.
وقال وزير الداخلية كارلوس باسومبريو إن “حجم الأزمة وعدد الأماكن التي يوجد فيها أشخاص تقطعت بهم السبل كثيرة، وفي بعض الأحيان يبدو أنه لا توجد قوات كافية، ولكننا نبذل كل جهدنا”.
وذكرت محطات تلفزيونية أن عدة أشخاص من الذين تقطعت بهم السبل خاطروا بحياتهم من أجل إخلاء منازلهم المدمرة، أو الوصول إلى أماكن عملهم.
وقالت امرأة دفن منزلها تحت أكوام الحجارة والطين لقناة تلفزيونية محلية “ليس لدينا مكان نذهب إليه. ليس لدينا حتى ملابس”.
وقال رئيس الوزراء فرناندو زافالا إن حالة الطوارئ أعلنت في أكثر من نصف البلاد للتعجيل بالمساعدات في المناطق الأكثر تأثرا التي يقع معظمها في الشمال، حيث حطم تساقط الأمطار الأرقام القياسية في عدة مناطق.
وانهارت جسور وتصدعت ضفاف الأنهار وانجرفت أبقار وخنازير إلى الشاطئ بعد أن حملتها مياه الأنهار. وقال الرئيس بيدرو بابلو كوتشينسكي في خطاب تلفزيوني “لا داعي للفزع، فالحكومة تعرف ما تفعله” وحث الناس على الابتعاد عن الأنهار.
وحذرت دائرة الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا في بيرو من المزيد من الفيضانات، مع هطول الأمطار الغزيرة التي تزايدت جراء ظاهرة النينو المناخية.
ورجح ديمتري جوتيريز -وهو عالم في لجنة النينو في البيرو- استمرار ظاهرة النينو المحلية على امتداد الساحل الشمالي للبلاد على الأقل خلال شهر أبريل المقبل.
وقال جوتيريز إن هناك ميلا لأن تلي ظواهر النينو المحلية في بيرو، ظاهرة النينو العالمية التي يمكن أن تؤدي إلى فيضانات وموجات جفاف في دول مختلفة.
وقدرت وكالة الأرصاد الجوية الأميركية فرص حدوث ظاهرة النينو في النصف الثاني من عام 2017 بنسبة تتراوح بين 50-55%، ويقول بعض العلماء إن تغير المناخ سيجعل ظواهر النينو أكثر تكرارا وكثافة.