نيويورك تايمز: أحمد مسعود استعان بمجموعة ضغط أميركية للحصول على دعم عسكري ومالي من واشنطن
هوية بريس – وكالات
قالت صحيفة نيويورك تايمز (The New York Times) إن القيادي البارز في مقاومة حكم حركة طالبان الأفغانية أحمد مسعود استعان بخدمات أحد أعضاء جماعات الضغط الأميركية؛ سعيا للحصول على دعم عسكري ومالي من الولايات المتحدة.
وأكدت الصحيفة أن نجل القيادي أحمد شاه مسعود وزعيم ما تعرف “بجبهة المقاومة الوطنية” بولاية بنجشير الأفغانية؛ وقع هذا الأسبوع عقدا مع روبرت ستريك الذي اكتسب في “شارع كي” (الشارع الذي يضم كبرى مجموعات الضغط الأميركية بواشنطن) سمعة رجل علاقات عامة مريب خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وذلك بعد تمثيله مجموعات وكيانات يتردد كثيرون في تمثيلها.
ويأتي العقد الذي تم تقديمه إلى وزارة العدل مساء أمس الأربعاء، ويشير إلى أن العمل مع أحمد مسعود سيكون من دون مقابل -حسب الصحيفة- في وقت تسعى فيه مجموعة من الدوائر الأفغانية إلى الحصول على مساعدة مجموعات الضغط داخل الولايات المتحدة، كما تتنافس في الحصول على اعتراف واشنطن والمجتمع الدولي.
وفي حين تحظى جماعات المعارضة الأفغانية بدعم بعض الجمهوريين في العاصمة واشنطن، أوضحت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنها لا ترغب في لعب أي دور إضافي في حرب أهلية محتملة في أفغانستان.
كما تسعى الإدارة الأميركية -وفق الصحيفة- إلى تحقيق توازن بين معارضة حكم حركة طالبان وحاجتها إلى التعاون مع الحركة في عدة قضايا مثل إجلاء الأميركيين وحلفاء واشنطن المتبقين في أفغانستان.
وذكر 3 من أعضاء جماعات الضغط الأميركية أنه تواتر إلى أسماعهم أن حركة طالبان تسعى -بدورها- لتمثيل في “شارع كي”، في الوقت الذي تسعى فيه للحصول على تمويل دولي وعلى الشرعية، ومن غير الواضح كيف يمكن لمسعى مثل هذا أن يصل إلى مبتغاه، خاصة في ضوء العقوبات الأميركية المتوقعة لتقييد تمويل الحركة التي تعدها واشنطن منظمة إرهابية.
وذكر ممثل لأحمد مسعود للصحيفة أن الدافع الأساسي لحملة الضغط الحالية هو منع أي تحرك من قبل الولايات المتحدة والحكومات الأخرى لمنح الشرعية لطالبان -أو لأي شخص آخر غير السيد مسعود- بوصفه زعيما شرعيا لأفغانستان.
وقال علي نزاري -الذي يمثل مسعود في الولايات المتحدة- “لا يمكن لأي كيان أن يحصل على الشرعية من دون دعم وتأييد معالي أحمد مسعود، لأنه مصدر الشرعية اليوم”.
وأضاف “إننا نطلب من الولايات المتحدة تقديم دعم مادي لجهودنا، التي قد تشمل شحن أسلحة هجومية”، وكذلك عدم الاعتراف بحركة طالبان.
استرضاء طالبان
كما ذكر نزاري -الذي شارك في ترتيب العقد الموقع مع روبرت ستريك- أنهم اختاروه لأنه لم يكن جزءا من “منظومة الحكم في العاصمة”، التي اتهمها نزاري باسترضاء طالبان، مضيفا أن ستريك “يؤمن حقًا بنا وبشعب أفغانستان بغض النظر عن مدى تأثير ذلك على سمعته”.
وتؤكد الصحيفة أنه ليس من الواضح مدى صلات ستريك بجهاز الأمن القومي للرئيس بايدن، أو ما الذي ينوي فعله على وجه التحديد لكسب الدعم لأحمد مسعود.
ومثل ستريك مجموعة من العملاء الذين يواجهون مشاكل قانونية ومشكلات علاقات عامة محفوفة بالمخاطر، بما في ذلك إيزابيل دوس سانتوس، ابنة الرئيس الأنغولي السابق المتهم باختلاس ملايين الدولارات من شركة نفط حكومية كانت ترأسها ذات يوم.
كما مثل حكومة الرئيس الكونغولي السابق جوزيف كابيلا، التي واجهت عقوبات أميركية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان والفساد، وكذلك إدارة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو التي تعدها الولايات المتحدة غير شرعية، وكان شاهدًا في التحقيق الذي أدان جورج نادر، المستشار السابق لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد العام الماضي بحيازة مواد إباحية لأطفال وممارسة الجنس على قاصر.
المصدر: نيويورك تايمز-الجزيرة.