هؤلاء يسيئون للإسلام !

هؤُلاَءِ يُسيئُونَ للإِسْلامِ!
هوية بريس – صالح ايت خزانة
للإسلام أعداء .. أعداء كثر وشتى.. طوائف ومذاهب ونحل. لكن أعداءه الداخليين أشد مضاضة على ربيعه، ونضارة شرعه وتعاليمه، من أعدائه الموسومين بالكفار والمشركين، من الملل والنحل المناوئة للملة الحنيفية. لأن عداء هؤلاء، من الوضوح والظهور ما ينهض، لمواجهتهم، متصدين من أصاغر العلماء والدعاة قبل أكابرهم. لكن الأعداء الداخليين من بني جلدة الإسلام، ومن حاملي لوائه، أشد وأخطر عليه من مهاجميه الأغيار. لأنهم ممثلو الإسلام الوحيدون في هذا العالم، وصورته المثلى لدى الشعوب والأمم غير المسلمة. بهم يُعرف هذا الدين، وعلى نهج سلوكهم يُقْتدى ويُسْتَنُّ. فبصلاحهم تصلح صورة هذا الدين في عيون الناس، وبفسادهم تفسد.
فالحكومات التي ترفع شعار الإسلام وتستبدل تشريعاته ونظم حكمه، بنظم وشرائع غيره؛ ممارسة وتشريعا… تسيء للإسلام.
والأحزاب، وكذا التنظيمات المدنية والنقابية الموسومة بــ”الإسلامية”، والتي تجعله عنوان برنامجها الانتخابي، ومشروعها المجتمعي، ثم تذبحه على عتبة الصفقات المشبوهة مع الحكومات المتوالية في تملص صارخ من العهود التي قطعتها مع من اختارها صوتا له، وأعلاها الكرسي الإنابة عنه … تسيء للإسلام.
والذين يُحَرِّمون التظاهر ضد الفساد و”الحكرة” والاستبداد، ويصدرون – تحت الطلب- الفتاوى المثبطة، إرضاء للمفسدين، والمستبدين، …يسيئون للإسلام.
والملتحون، من ذوي القمصان القصيرة، الذين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها على أمور، زعموا أنها بدع وضلالات، اختلف حولها سلف هذه الأمة وخيارها، فيحيلون المساجد إلى حلبات للصراع، وساحات للحروب والفتن، ويذرون الإنكار على الظلم الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي، والحقوقي، المسلط على رقاب الأمة… يسيئون للإسلام.
والذين لا يفهمون إلا لغة الحرب، ولا يقرؤون من القرآن إلا آيات القتال؛ فيُرهبون المدنيين والآمنين من الناس؛ قتلا وتفجيرا… يسيئون للإسلام.
والذين يحملون في صدورهم هذا الكتاب العظيم، من “الطلبة ” و”الفقها”، ويتلاعبون بآيِهِ تنذُّرا وسخرية و”تلوُّزا” في قراءته فيما يشبه صراخ من به مس من جن ،… يسيئون للإسلام.
والذين يُقبِّلون أرجل ورؤوس ونعال شيوخ الزوايا والطرق البدعية، ويذبحون القرابين على عتبة إقاماتهم الفاخرة، تبركا وتزلفا إليهم … يسيئون للإسلام.
والذين يقدمون للأجانب هذا الدين على أنه دروشة وأذكار، ورؤى تُصْلِح الأحوال … يسيئون للإسلام.
والذين يرفعون لواء الإصلاح والمقاومة، و”يتقربون” إلى الله بسبِّ أوليائه من أمهات المؤمنين، والصحابة والتابعين وسائر مخالفيهم من خيرة هذه الأمة وفضلائها … يسيئون للإسلام.
والذين يشغلون الأمة بالفتاوى الغريبة، من قبيل رضاع الكبير، وزواج الصغيرة، … ويغضون الطرف عن قضايا الأمة المصيرية، وحاجاتها المستعجلة، والإنكار على ظالميها، ومنتهكي حقوقها … يسيئون للإسلام.
والذين يترددون على بيوت الله بكرة وعشية، ويتزاحمون بالرُّكَبِ في الجُمَعِ والجماعات، ولا يتورعون عن أكل الحرام، وإداء الجيران، وظلم الناس، … يسيئون للإسلام.
والذين يقولون ما لا يفعلون، ويهرفون في الدين بما لا يعرفون … يسيئون للإسلام.
والذين ، والذين…
أعداء الإسلام الحقيقيون- إذن- هم كل المتزيين بزي الإسلام، والمتكلمين باسمه، والمُدَّعين الانتماء إليه؛ ممن تخالف أقوالهم أفعالهم، وظاهرهم باطنهم، وحقيقتهم ادعاءاتهم، وسلوكهم منهج هذا الدين وشرعه.
أعداء الإسلام الحقيقيون هم كل من تُنكر الفطرة السليمة سلوكهم، ويربأ العقل النبيه عن سماع أخبارهم، بعد أن يَبِينَ له تناقض أفعالهم مع أقوالهم، وصعوبة تصديق ادعاءاتهم…
أعداء الإسلام الحقيقيون – أخيرا- هم كل أولئك المنافقون، والأفاكون، والمراؤون، والدجالون، والمتفيْقهون بالدين، المتشدِّقون بكلام الله ورسوله،… الذين يُحسَبون على الإسلام والإسلام منهم براء !!
دمتم على وطن.. !!



