هجوم إلحادي علماني على المغرب.. المخطط يتجاوز ابتسام لشكر

14 أغسطس 2025 15:46

هجوم إلحادي–علماني على المغرب.. المخطط يتجاوز ابتسام لشكر

هوية بريس – متابعات

لم يكن اعتقال ابتسام لشكر، عقب استفزازها الخطير والمتطرف لمشاعر المغاربة، سوى الشرارة التي فجّرت حملة مسعورة قادتها التيارات الإلحادية والعلمانية الراديكالية في المغرب.

هذه الحملة لم تكتف بالدفاع عن رفيقة دربهم، بل تحوّلت إلى فرصة لتصعيد الهجوم على الدين، والعلماء، والمتدينين، وثوابت الأمة.

منذ اللحظات الأولى، انبرى رموز هذا التيار إلى تبرير فعل لشكر أو التقليل من خطورته، فبين من قال إنها كانت “تمزح” مثل أحمد عصيد، ومن مارس استفزازا أكبر كملحد الشماعية الذي سبق وهدد بتصفية أعلى سلطة في البلاد وشكك في نسبه الشريف، ومن دعا جهارا إلى استئصال المتدينين من الحياة السياسية والعامة كما فعلت جبهة متطرفة تنصِّب نفسها مناهضة للتطرف!

سلسلة هجومات قديمة تتجدد

استهداف الذات الإلهية والهجوم على الدين والثوابت بالمغرب ليس حادثا معزولا، بل حلقة في مسلسل طويل من الاستهداف الممنهج للإسلام ومؤسساته. فمن رسومات العربي الصبان الساخرة من اللحية والحجاب والشريعة على جريدة الأحداث التابعة للهولدينغ الإعلامي لأحمد الشرعي صاحب مقولة “كلنا إسرائيليون”، إلى الهجمات الصريحة على الإمام البخاري، ومن وصف صلاة التراويح بـ”الفوضى” بالصباح، إلى مقالات تنكر أن الإسلام هو الدين الحق وتسخر من قول الله تعالى {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}.

كما لم تتوقف بعض المنابر والقنوات عن الدفاع عن أفلام تسخر من التديّن والمتدينين وشعائر شرعية، وأخرى تطبع مع الفن الإباحي والإلحاد والدعارة والشذوذ تحت غطاء “الحرية”.

جريدة “كود” مثلا سبق أن اعتبرت “البيرة أفضل من المساجد والصلاة”، ودافعت عن مينة بوشكيوة المسيئة للرسول ﷺ بعبارات سافلة ومنحطة، كما استهزأت في أحد مقالاتها من صلاة التراويح والنبوة والرسل واعتبر ذلك مجرد “بيزنس وبريكول تاراسوليت” ممكن يزدهر في أي مكان..!!!

نماذج من هجومات متطرفة

من منّا لا يتذكر مقال البرلماني الاشتراكي السابق بقرية با محمد الذي نشرته جريدة “الأحداث” في عددها رقم 2648 تحت عنوان “عندما تكذب أمة على نفسها”؛ ذلك المقال الذي انتقد على الشريعة تحريم لحم الخنزير الذي هو أفضل عنده من الغنم! وأتى على الثوابت الدينية من القواعد ولم يبق على شيء منها؛ وعد مسوِّده من الكذبات التي تكذبها أمتنا الإسلامية ما يلي:

“الكذبة الأولى: أن الإسلام هو الدين الوحيد عند الله ومن يبتغي غيره فلن يقبل منه..

الكذبة الثانية: أننا خير أمة أخرجت للناس..

الكذبة الثالثة: أن الغرب يعادينا من أجل ديننا، وأننا نعيش حربا صليبية ثانية..

الكذبة الرابعة: أن الإسلام دين الرحمة والرأفة..

الكذبة الخامسة: إن كل ما حرمته علينا شريعتنا هو خير لنا..

الكذبة السادسة: أن الإسلام حرر المرأة..

الكذبة السابعة: أن ابتعادنا عن ديننا هو مصدر شقائنا وتخلفنا، والحال أنه هو الذي ابتعد عنا ولم يعد يطاوع معطيات عصرنا..”.

– يونس مجاهد، كتب في افتتاحية له على جريدة الاتحاد الاشتراكي مقالا بعنوان “الاغتيال عقيدة”، ادعى فيه أن كل حركات “الإسلام السياسي” تتبنى الفكر الظلامي لداعش، بكل مرجعياته.

– “الصباح” اتهتمت دون بينة السلفيين بقتل يهودي بفاس وتجريد فتاة من ثيابها بالرباط، وهدم مآثر تاريخية بمنطقة “ياغور” بالأطلس الكبير عمرها أكثر من 8000 سنة؟! وطالب المرأة المغربية بالتخلص من قبضة الدين لأنه يمنعها من “الحب” و”ممارسة الجنس”؟! وصدرت صفحتها الأولى، في عز شهر رمضان، بعنوان جاء فيه: “صلاة التراويح هي فوضى”؟!

– صرح متطرف “يُحَنـْقز” في جل المنابر الإعلامية بأن “رسائل النبي محمد إرهابية” و”الإسلام لم يأت للأمازيغ والهدف من وراء الفتوحات الإسلامية هو المال والجنس”؟!

الأيديولوجيا والمعتقدات الخفية

التيار الإلحادي-العلماني الذي يقود هذه الحملات ينطلق من مرجعية فكرية ترى الدين، خاصة الإسلام، عائقا أمام ما يسمونه “تحديث المجتمع” وتطويره قصريا في اتجاه الذوبان في النموذج الغربي.

هم لا يكتفون بنقد بعض الممارسات أو الدعوة لإصلاحات، بل يسعون إلى نزع القداسة عن الوحي، ونسف المرجعية الدينية، وضرب المؤسسات التي تمثلها، وفي مقدمتها إمارة المؤمنين التي يعتبرونها “حاجزا” أمام مشروعهم الثقافي والسياسي.

ويتبنى هؤلاء أطروحات غربية متطرفة في اللادينية، مستلهمة من تجارب تاريخية أوروبية كانت في صراع مع الكنيسة، ويحاولون إسقاطها على الواقع المغربي رغم اختلاف السياقات.

أما على المستوى العملي، فيستغلون قضايا حقوقية أو أحداثا فردية لتمرير خطابهم المعادي للشريعة، فيتحول الدفاع عن “حرية التعبير” إلى غطاء للإساءة الممنهجة للمقدسات.

الموضوع أكبر من ابتسام لشكر

إن القضية المطروحة اليوم لا تتعلق بفرد واحد، بل بمخطط متكامل يستهدف الإسلام في المغرب، ويختبر قدرة الدولة والمجتمع على الصمود أمام حملات التشويه والتبخيس.

والرد على هذه التوجهات لا ينبغي أن يقتصر على الردود الإعلامية أو المتابعات القضائية، بل يحتاج إلى استراتيجية شاملة تشمل التكوين والتعبئة والتربية، والإعلام، والعمل الثقافي، بما يضمن حماية الهوية الوطنية والدينية للمغاربة.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
8°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة