هجوم المهداوي على ذ. العمري.. لماذا كل هذا الظلم والوشاية؟؟
هوية بريس – إبراهيم الطالب
بداية أتساءل لماذا أسي حميد مهداوي في ردك على الأستاذ ياسين العمري عطلت ميزة التعليقات على الفيديو؟؟
بطبيعة الحال لأنك تصادر حق جمهورك والمغاربة في الرد على مغالطاتك الكبيرة والكثيرة جدا، وتعلم أن شعبية الأستاذ العمري كبيرة جدا، الأمر الذي سيجعل الردود عليك كمطر الغابات الاستوائية.
لا أسي حميد أنا لا أعرفك هكذا، وقد ساندناك في محنتك، لكنك صرت كجلاديك، تثمن الاعتقال التعسفي لمجرد ممارسة حرية التعبير الذي اقترف في مرحلة الحرب على الإرهاب، التي صرح العاهل المغربي نفسه بأنها شابتها خروقات كثيرة؛ والله عيب عليك، فكثير من المظلومين حوكموا وماتوا في السجون ظلما وتركوا يتامى ينتظرون منك الإنصاف لا أن تشيد بمن ألحق بهم الضرر، أرامل ومغيبات يعشن الفقر والهم والقهر لتأتي أنت في النهاية تثمن كل هذا القهر أليس أولائك المظلومون والمظلومات مغاربة هم أيضا مثل الشيخات اللائي انتفضت لهن؟؟
اسي حميد يؤسفني أنك أخطأت في تناول الموضوع وظلمت أخاك اسي العمري ظلما شنيعا وأنا أعرفكما جيدا؟؟
صورته داعية للعنف والقتل، وهو لم يقل سوى ما يدرسه المغاربة في المدارس العتيقة عن الجهاد وما يشهد له التاريخ المغربي منذ تأسيس الدولة. والكلام كان على مستوى التنظير الموجود في الكتب، ولا علاقة له بالجهاد على أرض الواقع والذي دخلت في موضوعه وتطبيقاته متغيرات كثيرات يعلمها الأستاذ أكثر منك.
لكنك ومن منطلق الانتصار للشيخات والتحكم بفرض رأيك وقناعتك، والاختلاف الأيديولوجي بينكما قمت بالوشاية المغرضة، بحيث صورت الأستاذ العمري وكأنه يدعو لغزو فرنسا.
والله حرام عليك.
ثم لماذا نقبت عن كلام الأستاذ في أشرطته القديمة تماما مثل محاكم التفتيش لتستخرج له مقطعا من ثوان معدودة تجعله صك اتهامه وتستعدي عليه الأمن بطريقة الوشاية الكاذبة وأنت تعرف مرارة السجن وقسوة الظلم؟؟
كلام الأستاذ كان في انتقاد الدراما وأثرها على الأسرة، فهل المقطع الذي قمت فيه بهذا الدور المشين يدخل في موضوع انتقاد الإعلام والدراما؟؟
أبدًا، لا علاقة بينهما لكنك أردت لأخيك الضرر فقط، وهذا ما يسميه العلماء بالفجور في الخصومة.
لقد كانت كلمتك أخي الأستاذ حميد في حق الأستاذ ياسين حافلة بكثير من المغالطات وكثير من الكذب، فقد أغرقت في تحوير كلماته، وتحميلها ما لا تحتمل. وأضفت إليها الوشاية.
فلا منطق ولا إنصاف ولا صدق، أخي الكريم.
من حقك أن تنتصر للشيخات وأن يكون لك موقف معارض للأستاذ العمري، فأنت مَشربُك يساري قاعدي، وهو أستاذ داعية ذو مشرب شرعي، فطبيعي أن تختلفا لكن أن يصل الأمر إلى الوشاية فهذا غير مقبول أخي الكريم.
الموضوع الذي انتفضت من أجله لم يكن خاصا بالشيخات، بل باستعمال الدراما من أجل تفتيت كثير من القيم الإسلامية في مجتمعنا المغربي المسلم. وأنت تعرف ولا تجرؤ على مناقشة هذا الموضوع، رغم الفساد الذي فيه، فعيوش وما ينتجه من مواد درامية مثل “الزين اللي فيك” و”كازانيگرا”، وكذا المسلسلات المستوردة المكسيكية والبرازيلية والتركية التي تطبع مع الإجهاض والزنا والخيانة الزوجية، كلها دراما تهدم مقومات هوية المجتمع المغربي وتقف وراء الارتفاع المهول لمعدلات الإجهاض والأطفال المتخلى عنهم، وتمول بالمال العام، أليس هذا فسادا يستحق الردّ والشجب؛ فإن كنت لا ترى هذا فسادا فغيرك يراه كذلك.
لقد تركت هذا الموضوع الذي لا ينكر أحدًا خطورته، لتشغل وقتنا ووقت متابعيك بالحديث عن حق الشيخات وأبناء الشيخات الذين سيحسون بالألم لأن الأستاذ تحدث عنهن، وهل ينتظر المغاربة الأستاذ ياسين لكي ينظروا إلى عمل الشيخة بدونية، فأنت تعلم أنه لو تقدم لخطبة ابنة أي كان خطيب ابن شيخة فلن تقبل جل الأسر تزويجه، ليس لأنها تحتقر الإنسانة لكن لكون وظيفة الشيخة ينظر إليها الجميع بنظرة دونية. فهذا متعلق بمعيار الحكم الذي يستعمله المغاربة في الحكم على المهن الوضيعة، وهذا طبيعي في كل الأمم، فلا تقل لي أن مهنة عامل النظافة مثل مهنة طبيب أو أستاذ، هذا واضح للجميع. وقد يكون عامل النظافة أجدر بالاحترام من طبيب من ناحية كونه إنسانا، لكنك أسي حميد لم تستطع التمييز بين الوظيفة والإنسان، فالإنسان يجب أن يحترم ويقدر أما الوظيفة فالتمييز بشأنها حاصل لعدة أسباب.
أما الأستاذ مثله مثل كل الفقهاء والعلماء وخصوصا المالكية يرون هذه الوظيفة حراما، ويرون ما تقدمه الشيخة من قبيل الفساد، ويمكنك أن ترجع إلى كتب العلم الشرعي لتنظر المسألة، على أن الأستاذ لم يتعرض للشيخة كإنسانة بل لاستغلال موضوعها في الدراما من أجل تغيير المفاهيم ومعايير الحكم على الأشياء، فأنت لم تناقش هذا الموضوع واكتفيت بكيل الاتهامات والتحريض، واستدعاء القانون الجنائي، الذي يعني استدعاء النيابة العامة.
والله هذا ظلم وشيء مضحك مبك في حقك.
ومن المضحكات أيضا في كلامك أنك ألزمت الأستاذ ياسين بترك اليوتيوب والواتساب والنت لأنها من صنع أهل الباطل، وسفهت تمييزه بين أهل الباطل وأهل الحق، ثم رجعت لتنقض نفسك وتقول أن التكنولوجيا والمبتكرات العلمية هي نتاج إنساني تراكمي، فلماذا ألزمته إذا كنت تعرف أن إلزامك له باطل؟؟
لم تفطن أخي الكريم إلى أننا إذا أزلنا الفرق بين الباطل والحق، سنُسقط أيضا الفرق بين الفساد والصلاح، فأنت حين تهاجم أخنوش وتلح على أن ربحه لـ17 المليار هو باطل وفاسد، وأنا متفق معك، لكن كيف تحكم عليه بهذا؟؟
الجواب: بطبيعة الحال وفق معايير فيها ما هو قانوني وما هو أخلاقي، الأمر نفسه بالنسبة للأستاذ، فلماذا تعيب على الأستاذ نفس المنهج الذي تتتخذه؟؟ هذا عجييييب.
ومن المضحكات أيضا، دعوتك للأستاذ ومطالبتك له أن يهتم بالفساد المالي والإداري وضربت لذلك أمثلة، بدل اهتمامه بالتمييز بين أهل الحق وأهل الباطل، ألم تلاحظ أنك تتحدث عن أثر الفساد والفاسدين في الدنيا فقط، ولا تهتم بمستقبل الناس في الآخرة، في حين يقوم الأستاذ بمحاربة الفساد الذي يؤثر على دنيا الناس وآخرتهم، فأنت لا تهتم بخطورة الفساد على مستقبل الناس في الآخرة لأنك لم تعط نفسك فرصة لكي تتصور جيدا أن المستقبل الأبد أهم من المستقبل القريب المنتهي بالموت، وأنا أقول لك هذا لأنني أعلم أنك مسلم تؤمن بالله واليوم الآخر.
قد تقول لي لا شأن لي بآخرة الناس، أقول لك هذا شأنك لأنك تنطلق من النظرة المتحكمة في القناعات بعد سقوط الدولة الإسلامية في المغرب وحلول علمانية ليوطي محلها. لكن ليس بالضرورة أن تطالب الناس بأن يفكروا مثلك.
المهم أخي الأستاذ حميد لولا أني أقدر فيك نزاهتك، لما رددت عليك، فأنا أعرف طيبتك وحبك للإنصاف، لكنك قد خانك التحليل والتعبير وليس الأستاذ العمري من يعامل بمثل ما عاملته به. وفقنا الله وإياك.
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
جزاكم الله خيرا على هذا مقال نفعك الله ونفعك بهم
هذا عين الانصاف … جزاكم الله خيرا
أتمنى أن يصل هذا المقال الى السيد المهداوي