هدم قنطرة تاريخية بسوس يثير استنكار فعاليات علمية وأكاديمية
هوية بريس- متابعات
استنكر مركز موكادور للدراسات والأبحاث “التدمير الكامل لقنطرة واد تدزي تلك المعلمة التاريخية التي تعد جزءا من تراثنا الثقافي والحضاري، إن هدم هذه القنطرة يمثل خطوة مقلقة نحو محو كل الآثار التاريخية التي تعكس نضال أجدادنا في مقاومة الاستعمار الفرنسي، ويعكس تجاهلا صارخا للأهمية التاريخية لهذه المعالم التي لا تقتصر قيمتها على البنية التحتية فحسب، بل تتعداها لتكون شاهدا على مرحلة مفصلية من تاريخنا الوطني”.
وأورد المركز ضمن بيانه “لقد بنيت هذه القنطرة وغيرها من المنشآت على طول الطريق الرابطة بين الصويرة وسميمو زمن الحماية في سياق استراتيجية سلطات الحماية الاستعمارية التي كانت تهدف إلى تأمين خطوط الاتصال والربط بين المناطق الغنية بالموارد الطبيعية، بما في ذلك منطقة الأطلس الكبير، وكانت تلك البنيات شاهدة على مقاومة القبائل المغربية التي ضيقت الخناق على الاحتلال الفرنسي عبر المسالك الطرقية التقليدية، مما اضطر الاستعمار إلى بناء هذه القناطر لاستكمال مشروعه الاستغلالي”.
وزاد المصدر ذاته “فإن قنطرة واد تدزي كانت معلمة معمارية تعكس تضحيات الأجداد في سبيل الحفاظ على السيادة الوطنية، وكان لها دور كبير في عمليات المقاومة المسلحة خلال الخمسينيات من القرن الماضي، إن هدم هذه القنطرة لا يمثل فقط تدميرا لبنية تحتية، بل هو محاولة غير مقبولة لمحو جزء من ذاكرتنا الجماعية”. مطالبا “السلطات المعنية بتحمل مسؤوليتها في حماية مثل هذه المعالم التاريخية من الاندثار، ونحث على ضرورة إيقاف عمليات التدمير هذه، حفاظا على تاريخنا المشترك، وذاكرتنا الوطنية التي لا يجب أن تمحى”.
وأكد المركز “أن الحفاظ على إرثنا الثقافي والتاريخي ليس مجرد واجب بل هو مسؤولية جماعية، لأن التاريخ هو مرآة الحاضر وأساس بناء المستقبل، ونهيب بكافة المعنيين بهذا الشأن أن يتخذوا خطوات عاجلة لحماية هذا التراث الثمين، وألا يسمحوا بمزيد من التدمير للمعالم التي تروي قصص مقاومة أجدادنا وتضحياتهم ويدعو مركز موكادور للدراسات والأبحاث إلى فتح تحقيق حول ملابسات تدمير ومحو هذه المعلمة التاريخية”.