هذا تحدينا لكم فهاتوا برهانكم إن كنتم زاعمين… (التحدي الأول)
هوية بريس – محمد بوقنطار
إن الشعب المغربي المسلم، المنيب لربه، والمخبت لإلهه، الشكور لخالقه، المبايع لملكه بيعة شرعية، رجالا ونساء، شيوخا وعجائز، كهولا وسيدات، طائعين وعصاة، متزوجات ومطلقات، أرامل ومتبعلات، لا يقيم لمعشر العلمانيين وزنا، ولا ينصب لركزهم في الوجدان سرادق التوقير والتقدير، ولا يسلم لأفكارهم إلا على مكرهة، ولا ينسب للمكره قول ولا فعل ولا قبول…
وإنه وكما لا يُستخار الله في حرام، فإنه لا يُستفتى الناس في تحليل حرام، وتحريم حلال، ورغم هذا ولفضح وزنكم، وإذهاب ريحكم، وكشف سوءات مخططاتكم، ندعوكم لعرض مقترحات تعديلاتكم، بله كل أفكاركم وفحوى ضجيج حداثتكم على استفتاء شعبي، لترون حجمكم وحقيقة إغرابكم، وصدق مقتكم ممن تزعمون أنكم تنوبون عنهم، وتترجمون أحلامهم، وتنفذون آمالهم، وإنكم والله وبالله وتالله لا تمثلون إلا أنفسكم، ولا تنوبون إلا عن أسيادكم هنالك من الذين تستوردون صقيعهم الميت وترضعون السم الزعاف من ثدي استغرابهم، وتنهقون بسمفونية سمو إنسانيتهم ونواميسهم الكونية على إسلامنا العظيم، لتستبدلوا الأدنى بالذي هو خير، عليكم جميعا وأشتاتا من الله ما تستحقون… آمين.
وأعود على بدء متكرر لأجدد ما فتحته من باب تحدٍ في وجهكم، فإن زعمتم أن أفكاركم هي أفكارنا، وأن هرطقاتكم هي ترجمة لأحلامنا، وغذاء لأمعائنا، وسُقيا رحمة لا سقيا عذاب لأفئدتنا، وتلبية لمطالبنا، وهرولة في مسعى قضاء مآربنا، فترجلوا من صهوة وهمكم وهاتوا برهانكم، واعرضوا بضاعتكم في سوق استفتاء شعبي، وسترون ما يرد بصركم خاسئا وهو حسير، وإن عهدي بكم أنكم ترون وتعرفون خبيئة ما وراء أكمة مشاعر وموقف الشعب المغربي من جنابكم غير الموقر ولكنكم قوم تُخاتلون.
ربنا لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا…
وستبقى البيوت التي حكمت كتاب الله وسنة رسوله في المسكن والمطعم والمشرب والملبس والمنكح وفي المودة والرحمة وفي الخصومة والمجافاة، في منأى عن إتراف المترفين وإفساد المفسدين وسفه المدلسين وفسق الفاسقين، نعم ستبقى الأسر التي فزعت إلى شرع الله وحكمته في أعناقها وأرزاقها وأرحامها تنعم بدفء القوامة الأبوية العاملة الناصبة الحريصة، وتبعل الأمومة الطيبة الحنونة المسؤولة، وبر نسمة الصلب المباركة الرضية المرْضية، متماسكة متراصة الأعراق غضة الأفنان، شجرتها الطيبة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها…
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، وإنما هي أيام معدودات ثم إلى ديان الأرض والسماوات نمضي، وعند ربها تلتقي الخصوم.