هوية بريس – متابعات
قالت صحيفة “يديعوت” الصهيونية إن 19 مجلدا من اليوميات العربية، كتبت على مدى نحو عشرين سنة، تكشف غير قليل من التفاصيل عن شخصية وحياة رئيس “م.ت.ف” ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فقد “نجحت صحيفة “إسبرسو” الإيطالية في الحصول على اليوميات وستكشف أهم ما فيها في تقرير صحفي يُنشر اليوم.
وتقول “يديعوت” إن رجلين من الموالين في لوكسمبورغ احتفظا باليوميات منذ وفاة عرفات في 2004.
ومن بين ما تكشف عنه اليوميات التي ينشرها المراسل ليريو أباتا، أمور تتعلق بمسيرة أوسلو، ولقاءات عرفات مع رئيس الوزراء إسحاق رابين، ووزير الخارجية شمعون بيرس.
وبحسب “إسبرسو”، فإنه بعد أحد اللقاءات الأولى مع بيرس، وصفه عرفات بأنه “رجل ممتاز، وزينة جميلة”، مضيفة أنه ليس واضحا ما إذا كان كلامه على سبيل التحبب أم الاستخفاف.
وما كشفته الوثائق أيضا أنه قبل وقت قصير من زواجه من سهى الطويل، كتب عرفات في يومياته: “كيف يمكنني أن أتزوج من سهى؟ فأنا متزوج من فلسطين ومن شعبها؟”.
ويتبين من اليوميات، بحسب “يديعوت” أن عرفات “لم يأخذ المسؤولية عن عمليات الإرهاب التي نفذتها م.ت.ف. وعندما كان نوابه يطلبون منه الإذن بالعمليات، كان يقول لهم: قرروا أنتم”.
وعندما كانت تُنفذ عملية كان يعرف بها مسبقا، كان يبتسم ويقول: “جيد، جيد!”.
وورد في الأوراق أيضا أن عرفات ادعى بأنه أيد صدام حسين في حرب الخليج الأولى رغما عنه، مع أنه اعتقد بأن ذلك خطأ فظيع، حيث قال: “حاولت في عدة مكالمات هاتفية أن أقول له أن يتخلى عن هذا الجنون”.
وترى “يديعوت” أن معظم النص الذي نشر في “إسبرسو” يُعنى بعلاقات عرفات مع قيادة الحكم الإيطالي. ومن ذلك مثلا أنها تكشف النقاب لأول مرة عن أن عرفات يعترف بأنه ساعد في منح “حجة” كاذبة لرئيس وزراء إيطاليا سلفيو برلسكوني في إحدى قضايا الفساد التي تورط فيها.
وبحسب التقرير، فقد التقى عرفات مع برلسكوني في الخفاء في 1998، وفي أثناء محاكمة الرشوة التي كان يواجهها؛ قدم تصريحا كاذبا للنيابة العامة الإيطالية قال فيه إن برلسكوني حوّل مبلغا من 10 مليارات ليرة لـ”م.ت.ف” لدعم الفلسطينيين وليس لحزب إيطالي. وعلى حد قول عرفات، فقد كذب مقابل “مبلغ مالي كبير”، حوّله له برلسكوني لاحقا. وتتضمن اليوميات تسجيلا لمبالغ مالية تلقاها عرفات من برلسكوني.
وهناك قضية أخرى ترى “يديعوت” أنها قد تعصف بإيطاليا، وترد في اليوميات، وهي دور “م.ت.ف” في اختطاف سفينة “أكيلي لاورو” في 1988، والتي انتهت بقتل المسافر اليهودي الأمريكي المقعد ليئون كلينغهوفر.
وتكشف اليوميات النقاب عن أن وزير الخارجية في حينه، ولاحقا رئيس الوزراء، جوليو أندريوتي، سمح، بناء على طلب من عرفات لـ”أبي العباس” بالفرار إلى تونس. وأكد عرفات الاتفاق مع إيطاليا في الثمانينيات، وبموجبه تمتنع “م.ت.ف” عن الهجمات على الأراضي الإيطالية مقابل غض نظر السلطات عن نشاطها.