هذا ما يفعله “الضوء الأزرق” بدماغك.. علماء صينيون يكتشفون ما لم يكن في الحسبان

هوية بريس – متابعات

كشفت دراسة علمية حديثة أجرتها ثلاث مؤسسات بحثية صينية مرموقة، هي جامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية، ومعهد كونمينغ لعلوم الحيوان التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، وجامعة خفي للتكنولوجيا، عن وجود علاقة مثيرة للقلق بين التعرض للضوء الاصطناعي ليلاً وتنشيط مسار عصبي يؤدي إلى سلوكيات شبيهة بالاكتئاب.

🌙 ساعتان من الضوء الأزرق قد تُحدث فرقًا في المزاج والسلوك

الدراسة استندت إلى تجارب أجريت على حيوانات قنافذ الشجر، وهي ثدييات نهارية تربطها صلة جينية وثيقة بالرئيسيات. وقد تعرّضت هذه الحيوانات لضوء أزرق لمدة ساعتين كل ليلة على مدار ثلاثة أسابيع.

النتائج كانت لافتة:

• انخفاض بنسبة 20٪ في تفضيل السكروز (مؤشر على انخفاض الاستمتاع).

• تراجع ملحوظ في السلوك الاستكشافي.

• قصور في الذاكرة طويلة الأمد.

🧠 اكتشاف دائرة عصبية جديدة مرتبطة بالاكتئاب

وباستخدام تقنيات تتبع عصبي متقدمة، اكتشف الفريق البحثي وجود دائرة بصرية غير معروفة سابقًا:

• الخلايا الشبكية العصبية تقوم بإرسال إشارات مباشرة إلى النواة المحيطية.

• النواة المحيطية بدورها تتصل بـ النواة المتكئة، وهي مركز عصبي رئيسي في تنظيم الحالة المزاجية.

وعند تعطيل عمل النواة المحيطية كيميائيًا، لم تظهر قنافذ الشجر أي سلوكيات مرتبطة بالاكتئاب رغم تعرضها لنفس الضوء، مما يؤكد ارتباط هذا المسار العصبي بالاضطرابات المزاجية.

🧬 تغيرات جينية تدعم التأثير طويل الأمد

تحليلات الحمض النووي الريبي (RNA) أظهرت تطابقًا واضحًا بين التغيرات السلوكية وتغيرات في نشاط الجينات المرتبطة بالاكتئاب، ما يشير إلى احتمال وجود تأثيرات طويلة الأمد نتيجة التعرض الليلي للضوء الاصطناعي.

📢 تحذير علمي من أثر الضوء الليلي على الصحة النفسية

وفي تعليق له، قال الأستاذ ياو يونغ قانغ من معهد كونمينغ لعلوم الحيوان:

“توفر لنا هذه النتائج تحذيرًا وخريطة طريق في الوقت نفسه. نفس الضوء الذي يتيح لنا الإنتاجية ليلاً قد يُعيد بشكل غير ملحوظ تشكيل الدوائر العصبية المسؤولة عن الحالة المزاجية”.