هكذا يؤثر فيروس كورونا المستجد على وظيفة الرئتين!
هوية بريس – وكالات
يعاني مجموعة من الأشخاص ممن أصيبوا بفيروس كورونا من التهاب في الرئتين بنسب مئوية مختلفة، قد تؤثر على وظيفة الرئتين عند وصول المصاب إلى حالة حرجة، فماذا يحدث للرئة عندما يصاب الشخص بمرض كوفيد-19؟
كشفت دراسة حديثة أجريت بالمعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا بكوريا الجنوبية، سبب تلف الرئة الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا، إذ اكتشف العلماء “نوعا فرعيا معينا من البلاعم التي نشأت من خلايا الدم الأحادية”، له دور أساسي في الاستجابة الشديدة للالتهابات في الرئتين المصابتين بكوفيد-19″.
وكشف العلماء أنه في مراحل الإصابة المبكرة من كوفيد-19، عندما تصاب أنسجة الرئة بفيروس كورونا، يتم تنشيط جهاز المناعة بشكل فوري، وتسمى هذه الاستجابة المبكرة والسريعة بـ”المناعة الفطرية” التي توفرها الخلايا المناعية المقيمة في الرئتين.
وحسب معطيات منظمة الصحة العالمية يعاني كل مصاب من بين 6، من أعراض خطيرة تصل إلى الالتهاب الرئوي، وتصنف هذه الإصابات ضمن الحالات الحرجة.
وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور جمال الدين البوزيدي، أخصائي الأمراض التنفسية والصدرية، أن فيروس كورونا يدخل عبر الأنف أو الفم أو العينين ويتسرب إلى الجهاز التنفسي للإنسان، مبرزا أن “الفيروس لديه تفضيل لهذا الجهاز لكونه يتوفر على مستقبلات خاصة به تسمى ACE2، وهذه المستقبلات موجودة بكثرة على مستوى الرئة، الشيء الذي يحدث تغيرات في الجسم”.
وأكد البوزيدي، في تصريح لموقع “SNRTnews” ، أن الفيروس يتسلل بسهولة إلى الرئة عند الأشخاص الذين يتوفرون على جهاز مناعي ضعيف أو إذا لم يكن هذا الجهاز جاهزا قبل 7 أيام من الهجوم الكبير للفيروس.
وأبرز، المتحدث ذاته، في المقابل، أن 80 في المائة من حالات الإصابة بمرض “كوفيد 19” تمر بسلام، موضحا أن 50 في المائة من المصابين لا يحسون بأعراض الفيروس، فيما يحس 30 في المائة بأعراض خفيفة، و20 في المائة يعانون من أعراض شديدة.
وأضاف الأخصائي في الأمراض التنفسية والصدرية، أنه “من أصل 100 في المائة، 20 في المائة فقط من المصابين قد يصلون إلى مرحلة صعبة من الإصابة، يتم تشخيصها مبدئيا بين اليوم السابع والـ12 من ظهور أولى الأعراض، وإذا مرت هذه المرحلة بخير يستعيد المريض عافيته”.
الحفاظ على قوة الجهاز المناعي
وحول تفاوت نسب إصابة الرئتين بالالتهاب الفيروسي، أوضح البوزيدي أن مرض كوفيد-19 مناعي بامتياز؛ إذ تختلف حدة الإصابة حسب الاستجابة المناعية لكل شخص، مبرزا أنه يمر من ثلاث مراحل أساسية، تسمى الأولى بمرحلة “الأنفلونزا الموسمية”، والثانية بـ”المرحلة الالتهابية” والثالثة تكون “مرحلة مناعية” بامتياز، إذ يحاول جهاز المناعة التعرف على الفيروس بمختلف وسائله فور دخوله فترة الحضانة.
وأوضح الأخصائي أن نسبة الالتهاب الرئوي لا تعني عدم شفاء المريض أو وفاته، موضحا أن “هناك أشخاص يعانون من التهاب في الرئتين بنسبة 75 في المائة ويشفون بعد ذلك، إذا حافظوا على قوة جهازهم المناعي، كما يمكن، في المقابل، أن يتعرض من يعاني من تلف رئوي بنسبة 5 في المائة إلى مضاعفات قوية قد تؤدي إلى مرحلة حرجة”.
وأبرز البوزيدي، في هذا الصدد، أنه من الصعب معرفة من سيندرج ضمن فئة الـ20 في المائة التي تصاب بالاتهاب الشديد، مبرزا أن الأهم هو عدم القيام برد فعل مبالغ فيه عند علم الشخص بإصابته، لكي لا ينعكس على جسم الإنسان ويضعف مناعته.
وأشار، في هذا الإطار، إلى أن رد الفعل المبالغ فيه يمكن أن يحد من عمل مجموعة من الأجهزة من ضمنها؛ الجهاز التنفسي والقلب والرئتين والكبد والدماغ، مؤكدا أن 70 في المائة من العلاج يتعلق بالجانب النفسي، ويكمن في عدم التوتر والقلق أو الخوف من المرض للحفاظ على قوة جهاز المناعة.
ونبه أخصائي الأمراض التنفسية والصدرية المصابين بالفيروس من مضاعفاته بعد الشفاء منه، مبرزا أن إمكانية الإصابة بأمراض أخرى مترتبة عن الفيروس مثل التشمع الرئوي تبقى واردة، “وتظهر هذه المضاعفات في ظرف شهرين إلى ستة أشهر، ما يستدعي الاستمرار في الحذر والتشخيص عند الإحساس بأي مضاعفات”.
وشدد على أن كل حالة إصابة بالفيروس تبقى فريدة من نوعها، مضيفا أنه “يمكن للشخص أن يصاب بالاتهاب بنسبة 100 في المائة ويشفى منه بشكل تام”، داعيا المصابين إلى “عدم الهلع والاهتمام بنسب الإصابة بالفيروس بقدر اهتمامهم بالحفاظ على قوة جهازهم المناعي”.