هكذا يبارك الغرب الوصاية الإيرانية على شيعة العالم!!
هوية بريس – متابعة
الإثنين 18 يناير 2016
قال المحلل السياسي علي حسين باكير إن التعاطي الغربي مع قضية إعدام الشيعي نمر النمر يعد بمثابة موافقة ومباركة غربية على الوصاية الايرانية على شيعة العالم بحيث أنّ التعرّض لأي مواطن شيعي في أي بلد يصبح حكما مسألة ايرانية!.
وتساءل باكير في مقال بموقع “عربي 21” تحت عنوان “ماذا لو لم تعدم السعودية النمر”: “ما هي الرسالة التي ستصل إلى العالم في حال قام بلد ما بالرضوخ إلى مثل هذه الضغوطات الغربية وأخذ ما تريده إيران بعين الاعتبار في مسألة داخلية لا تخصّهم ولا تخصّ إيران أصلا؟ وكيف سينظر الناس حينها في هذا البلد أو ذاك إلى أنفسهم والى نظامهم السياسي؟ وكيف سينظر العالم إلى هذا البلد أو ذاك في حال تمّ قبول هذه الطلبات لأنّ إيران منزعجة؟”.
وأكد أن تداعيات مثل هذه الطروحات التي يتم الترويج لها كبيرة جدا ليس على مستوى الأنظمة السياسية فقط وإنما على مستوى ردود الفعل الشعبية أيضاً، و على مستوى المجتمع. ومن الواضح أنّ هناك شيئا غير مفهوم في هذا الطرح خاصّة في الوقت الذي يريدون فيه منّا محاربة الإرهاب الذي ساهمت سياساتهم في خلقه، ومن ثمّ هل يريدون من هذا البلد أو ذاك الانصياع للسلوك الايراني الذي أصبح مقبولا جدّاً بالنسبة اليهم؟ واذا لم ينصع يتم مهاجمته من قبلهم ومن قبل الايرانيين ايضا؟!
وأضاف أنه في استطلاع أجري مؤخرا من قبل كوانتم كوميونيكايشن، أظهرت عيّنة من المستطلعة آراؤهم أنّ المحرّك الأوّل الدافع للأفراد للانضمام إلى التنظيم هو “الدفاع عن السنّة”، ماذا يعني ذلك وهل يفهم الغرب هذا الأمر جيدا؟ هذا يعني أنّ هناك في العالم العربي والإسلامي من يرى أنّ السنّة مضطهدون (غالبا من قبل إيران وهو أمر صحيح) وينكّل بهم، وأنّه ليس هناك من يحميهم أو يدافع عنهم بسبب تقاعس الأنظمة العربية وعدم وجود موقف أو رد فعل، وأنّ ذلك يضع مسؤولية على عاتقهم للتحرك دفاعا عن إخوانهم.
وأشار إلى أن أخذ هذه الخلاصة بعين الاعتبار تحتّم على كل بلد عربي الآن أن يشدد من لهجته وسلوكه وسياساته وأفعاله تجاه الجانب الايراني على اعتبار انّ ذلك يعد عنصرا مساعدا في لجم الشباب من الانضمام الى هذه الجماعات التي يريد الغرب أن يحاربها لكنّه لا يتوانى في النهاية عن تقديم كافة الذرائع والأسباب لنشوئها وتكاثرها. الرضوخ للضغوطات استجابة لرغبات الحرس الثوري ما هي الا ظهور بمظهر الضعف والليونة وانتحار سيزيد من تعقيد الحالة المعقّدة أصلا وسيعمّق من هذه المشكلة وهو أمر يجب العمل على رفض تكريسه امرا واقعا حتى ولو كان متجسدا بطرح سياسي أو إعلامي في الغرب.