نجار وأعظم، كلمني عن العلاقة مع الله، Histoire mustrées de la bible. Que sais-tu de dieu؟ قرص بعنوان مريم المجدلية بأربعة عشر (14) لغة ولهجة ومنها اللهجة المغربية، إضافة إلى نسخة فاخرة من الإنجيل باللغة العربية والفرنسية.
هذه هي المجموعة التي يتم إهداؤها إلى الجالية المغربية المسلمة المقيمة في الخارج، قبيل عبورها إلى أرض الوطن، حيث تحرص جماعات تنصيرية على اختيار الأفراد والعائلات المستهدفة بعناية فائقة لتقنعها بأخذ هذه الكتب التي تقرر عقائد نصرانية باطلة.
فالكتب المذكورة، والتي تشتمل على مطبوعات بالصور والألوان، إضافة إلى أفلام بجودة عالية وإخراج احترافي، تضم مجموعة من عقائد النصارى التي يحاولون إغراء القاصرين بها، ويطمعون من خالها أيضا إلى تحويل المسلمين عن دينهم أو تشكيكهم على أضعف تقدير.
عقائد من قبيل الخطيئة، وكيف تخاصَم الإله مع العالم بسبب خطيئة آدم وحواء، وكيف سيأتي عيسى ليفدي العالم بنفسه ومن تم يعود الإله ليتصالح مع الإنسان، وتعريف بالكتاب المقدس، وكيف حقق الله وعده بإرسال المخلص، وكيف أعرف أن يسوع هو الله؟ وأنه ابن الله أيضا؟ وكيف مات؟ وكيف يصبح مخلصا شخصيا لك؟ وأنه خلصك من جميع خطاياك؟ إضافة إلى آيات للحفظ كل يوم وصلوات وابتهالات ونادي بريد للكشافة واختبارات وامتحانات توجه أجوبتها إلى مراكز التنصير بأوروبا للتقويم والمتابعة.
فهذه المجموعة التي ذكرت يصطحبها كثير من المغاربة إلى أرض الوطن ويدخلونها بيوتهم أو بيوت عائلاتهم التي تستضيفهم، فيطلع عليها كثير من المواطنين خاصة المتمدرسين منهم، ويجذبهم الإخراج الفني وأسلوب القصة للاطلاع أكثر على مضمون المنشورات، وهنا يكمن الخطر.
أكيد أن عقائد النصارى المحرفة لن تأثر في مسلم يعرف عقيدته في الله تعالى، ويعرف أن الحق جل في علاه ذكر الخطيئة في كتابه فقال عز وجل: (وَعَصَىآدَمُرَبَّهُ فَغَوَى، ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى) والاجتباء والهداية كانا بعد العصيان.
ولن تأثر عقائد النصارى أيضا فيمن علم أن الله تعالى أخبرنا أن عيسى ليس إلها ولا ابن إله كما يقول الظالمون، وأنه خلق عيسى من غير أب كما خلق آدم عليه السلام من قبل من غير أب ولا أمّ أيضا، فقال عز وجل: (إنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) (آل عمران:59-60).
لكن المشكلة الكبيرة تكمن فيمن يضعف عنده الوعي الديني بشكل كبير، وفي كثير من الشباب الذين اجتالتهم جحافل الإعلام العلماني، وفصلتهم عن حضارتهم وتاريخهم وهويتهم، وممن نشأوا في ظل مناهج تعليم حديثة تغيب التربية على العقيدة والتنشئة على السلوك الشرعي، فصاروا معرضين للتأثر بكل فكر أو معتقد دخيل، سواء تعلق الأمر بحملات التنصير أو التشيع أو الإلحاد أو موجات العنف والتطرف.
ويعظم الخطر ويتنامى حينما تصل المنشورات التنصيرية إلى المؤسسات التعليمية وإلى يد الأطفال والقاصرين، حيث كتب أحد أساتذة التربية الإسلامية على حائطه بالفيسبوك معلقا أيضا على الصور المرفقة بالمقال: “هذه صور لكتب وجدتها عند أحد تلامذتي بالإعدادية لا يعرف محتواها ولا خطورتها، وحينما سألته عن مصدرها أجابني بأنها من أجنبي يتقن العربية ويتردد على منزلهم للزيارة كل صيف”.
وأضاف الإطار التعليمي “بعد تنبيه التلاميذ إلى خطورة هذه المسألة على دينهم وهويتهم، دارت بذهني أسئلة كثيرة موجعة ومقلقة.
أليست حماية أبنائنا وفلذات أكبادنا من هذه الحملات التنصيرية المسعورة داخلة في تحصين أفكارهم وحمايتها من كل أفكار دخيلة ومتطرفة؟
ألا يجدر بمؤسساتنا الدينية أن تجدد خطابها، وتحدث وسائلها، وتنفتح على المسلمين أصالة فتعرفهم بدينهم وتحصنهم من كل دخيل؟
ألا يجدر بالجمعيات المزعومة -التي تدعي الدفاع عن الطفل- أن تتصدى لمثل هذه الهجمات التنصيرية؟
أسئلة وأخرى تظهر الواجب الثقيل على كاهلنا تجاه هذه الأجيال الصاعدة. فلنقترب منهم أكثر. ولننصت إليهم أكثر. ولنراقب تصرفاتنا وسلوكياتنا أمامهم لنكون قدوة صالحة لهم. ولنحبب أنفسنا إليهم بمختلف الوسائل والطرق. فإنهم إن أحبونا ووثقوا واقتدوا بنا، ولم يلتفتوا لغيرنا. أما إن ابتعدنا عنهم ووضعنا بيننا وبينهم سورا من الغلظة والعنف أخذهم غيرنا”اهـ.
المشكل ليس في الكتيبات الصليبية ولكن في طرق ومناهج التربية الأسلامية التي يحاول العلمانيون في السلطة تغييرها حتى تتلائم وما يملى عليهم من أسيادهم ,