هل أجـاب الخطـاب الملكـي على مطـالب الشبـاب؟

10 أكتوبر 2025 21:24

هل أجـاب الخطـاب الملكـي على مطـالب الشبـاب؟

هوية بريس-عبد الصمد ايشن

قال المحلل والخبير الاقتصادي، محمد جدري، إن جلالة الملك محمد السادس قد أجاب بوضوح على مطالب الشباب، ولكن بطريقة دستورية ومؤسساتية، من خلال رسم خارطة طريق دقيقة تتضمن ست رسائل رئيسية توجه الفاعلين السياسيين والمؤسساتيين نحو مرحلة جديدة من العمل الجاد والمسؤول.

وأوضح جدري أن الرسالة الأولى تمثلت في التأكيد على دور البرلمان باعتباره مؤسسة محورية في النظام الدستوري المغربي، إذ تقع على عاتقه مهام التشريع ومراقبة العمل الحكومي وتقييم السياسات العمومية والدبلوماسية الموازية. مضيفا أن الملك دعا المؤسسة التشريعية إلى ممارسة هذه الأدوار بروح الجدية والمسؤولية، بعيدًا عن الحسابات الانتخابية الضيقة.

أما الرسالة الثانية، فتمحورت حول ضرورة بناء مغرب متكامل لا متناقض، يجمع بين مشاريع البنية التحتية الكبرى ومشاريع التنمية المحلية، حتى يستفيد جميع المواطنين من ثمار النمو والإنجاز.

وأشار جدري ضمن منشور له إلى أن الرسالة الثالثة ركزت على أهمية التأطير السياسي والمجتمعي، معتبرًا أن البرامج التنموية لا يمكن أن تصل إلى الشباب والمواطنين دون تفعيل أدوار الأحزاب والإعلام والمجتمع المدني، في إطار احترام الحريات والحقوق.

وفي الرسالة الرابعة، شدّد المحلل على أن الملك دعا إلى تحقيق تنمية عادلة ومتوازنة تشمل مختلف جهات المملكة، وخاصة المناطق الجبلية والواحات، عبر تحسين التعليم والبنيات التحتية والصحة وفرص الشغل، انسجامًا مع أهداف النموذج التنموي الجديد.

كما أكد أن الرسالة الخامسة جاءت لتربط بين الدبلوماسية الخارجية والتنمية الداخلية، حيث قال جدري إن الصحراء المغربية تظل المنظار الذي تُقاس به علاقات المملكة الخارجية، في حين تبقى التنمية الشاملة المنظار الداخلي الذي ينبغي أن يُفخر به وطنيًا.

أما الرسالة السادسة والأخيرة، فكانت بمثابة نداء صريح للطبقة السياسية، إذ وضع الملك الكرة في ملعب الحكومة والبرلمان، أغلبيةً ومعارضةً، مطالبًا الجميع بتغليب المصلحة العليا للوطن والابتعاد عن الحسابات الضيقة، لإنجاح المشاريع الوطنية الكبرى المقبلة.

وختم جدري تصريحه بالتأكيد على أن خطاب الملك حمل رؤية متكاملة ومؤسساتية للاستجابة لتطلعات الشباب، داعيًا الفاعلين السياسيين إلى ترجمة هذه التوجيهات إلى إصلاحات عملية وميدانية تُعيد الثقة في العمل العمومي وتُعزز الأمل في المستقبل.

يذكر أن الملك محمد السادس قد دعا في خطابه بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية الخريفية من السنة التشريعية الخامسة من الولاية الحادية عشرة، اليوم الجمعة، الحكومة والبرلمان، أغلبية ومعارضة، إلى مزيد من العمل وتكثيف الجهد خلال آخر سنة من هذه الولاية.

وقال الملك في هذا الصدد: “إن السنة التي نحن مقبلون عليها حافلة بالمشاريع والتحديات، وإننا ننتظر منكم جميعا، حكومة وبرلمانا، أغلبية ومعارضة، تعبئة كل الطاقات والإمكانات، وتغليب المصالح العليا للوطن والمواطنين”.

وتابع: “فكونوا، رعاكم الله، في مستوى الثقة الموضوعة فيكم، وفي مستوى الأمانة الملقاة على عاتقكم، وما تتطلبه خدمة الوطن من نزاهة والتزام ونكران الذات”.

ودعا أيضا أعضاء مجلس النواب، على الخصوص، إلى “تكريس السنة الأخيرة للعمل بروح المسؤولية، لاستكمال المخططات التشريعية، وتنفيذ البرامج والمشاريع المفتوحة، والتحلي باليقظة والالتزام في الدفاع عن قضايا الوطن والمواطنين”.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
20°
19°
السبت
19°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة