هل ابن تيمية هو من ابتدع تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام أم مسبوق به؟
هوية بريس – د. رشيد بنكيران
يدعي بعض الشيوخ والباحثين أن تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام: “توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات” هو من ابتداع شيخ الإسلام ابن تيمية وليس له سلف في هذا التقسيم. كما أن هذا التقسيم ترتب عنه تكفير المسلمين دون موجب شرعي.
وجريا مني ـ حسب القدر المستطاع ـ في بيان الحق واعتمادا على الإنصاف ونشر العلم الصحيح النافع، والذي هو السبيل الأوحد للإصلاح، فإنني أنقل أولا ما يدل على أن ابن تيمية مسبوق بهذا التقسيم، وأن هذا التقسيم ما هو إلا استنطاق للنصوص الشرعية التي دلت عليه وأرشدت إليه، وجرى عليه العلماء تحقيقا منهم لمزيد من البيان والتوضيح بحسب الحاجة إلى ذلك، كما تقتضيه أحوال الناس، فإنه كلما ابتعد الناس عن آثار النبوة إلا ازدادت الشبه وقلّ العلم، فوجب البيان من طرف العلماء بما تظهر به المحجة وتقوم به الحجة ولو بأساليب وطرق قد تكون جديدة في شكلها ولكن مضمونها عتيق مبثوث عند العلماء المتقدمين.
ومن العلماء الذين قسموا التوحيد إلى ثلاثة أقسام الإمام العلامة أبو عبد الله عبيد الله بن محمد العُكْبَري المعروف بابن بَطَّة العكبري (المتوفى: 387هـ)، والذي قال فيه الإمام الذهبي في ميزان الاعتدال: كان إماما في السنة، إماما في الفقه، صاحب أحوال وإجابة دعوة رضي الله عنه.
قال ابن بطة في كتابه الإبانة الكبرى في معرض رده على الجهمية، ص172-173:
“ذلك؛ أن أصل الإيمان بالله الذي يجب على الخلق اعتقاده في إثبات الإيمان به ثلاثة أشياء:
أحدها: أن يعتقد العبد إنيته ليكون بذلك مباينا لمذهب أهل التعطيل الذين لا يثبتون صانعا”.
أ ـ قلت: قوله “يعتقد العبد آنيته” أي إثبات وجود الرب تبارك وتعالى. والمراد به توحيد الربوبية.
ثم يقول ابن بطة رحمه الله:
“والثاني: أن يعتقد وحدانيته؛ ليكون مباينا بذلك مذاهب أهل الشرك الذين أقروا بالصانع وأشركوا معه في العبادة غيره”.
ب: قلت: يستفاد من كلامه أن الإشراك مع الله في العبادة ينافي توحيده ، ولهذا فالعبد مطلوب منه أن يوحد الله في العبادة، وهذا النوع من التوحيد هو المسمى عند ابن تيمية بتوحيد الألوهية وقد أطلق عليه غيره من العلماء توحيد العبادة. فمن أقر بالصانع وأتى بتوحيد الربوبية لم يكفه ذلك حتى يباين الشرك ويأتي بتوحيد الألوهية.
ويسترسل ابن بطة في تقسيم التوحيد، فيقول رحمه الله:
“والثالث: أن يعتقده موصوفا بالصفات التي لا يجوز إلا أن يكون موصوفا بها من العلم والقدرة والحكمة وسائر ما وصف به نفسه في كتابه؛ إذ قد علمنا أن كثيرا ممن يقربه ويوحده بالقول المطلق قد يلحد في صفاته؛ فيكون إلحاده في صفاته قادحا في توحيده”.
ج: قلت: والمراد به توحيد الأسماء والصفات كما هو واضح من كلامه، والذي تعريفه عند ابن تيمية هو: الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه، وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل…
ثم يختم ابن بطة كلامه بقوله: “ولأنا نجد الله تعالى قد خاطب عباده بدعائهم إلى اعتقاد كل واحدة في هذه الثلاث والإيمان بها”.
د: قلت: فصرح ابن بطة رحمه الله أن الإيمان الذي أراده الله من عباده ليوحدوه أن يؤتوا بمجموع الأقسام الثلاثة الآنفة الذكر.
وأخيرا:
كان الهدف من هذا المقال أن نثبت أن ابن تيمية مسبوق بالتقسيم الثلاثي للتوحيد على وجه الجملة، وقد تم بفضل الله، ولا يبعد أن يكون ابن تيمية استفاد ذلك التقسيم من كتب الإمام ابن بطة العكبري ، فهو حنبلي مثله، وقد أكثر النقل عنه بشكل لافت للنظر في معظم كتبه، والقول بأن ابن تيمية هو من ابتدع هذا التقسيم الثلاثي لا تستند لأي استقراء، بل هو مجرد إرسال الكلام على عواهنه لا يقف على أسس علمية.
وماذا يفيد في المسألة كون ابن بطة أيضا قال به، فهو ليس من أهل القرون الثلاثة الفاضلة، وحتى لو قالها صحابي واحد ولم يجمع الصحابة على قوله فلا يعد ذلك من العقيدة، كيف وذلك يعد أهم شيء في الدين وهو التوحيد الذي عليه بنيت الملة ونصبت القبلة، وكون ابن تيمية استنبطه من القرآن لا يفيد شيئا لأنكم تزعمون أن ما لم يستنبطه أهل القرون الثلاثة ولم يتكلموا به لا يعد دينا ولا ينبغي التعلق به !؟ كيف وابن تيمية لا يكتفي في باب العقيدة بذلك بل يستدل أيضا بإثبات آراء اعتمادا على عدم نفي الصحابة لها!؟ فهو يقول أن أحد السلف لم ينفي الجسمية عن الله، مع أن مذهبه يقول أن ما لم يثبته السلف لا يجوز إثباته لا أن ما لم ينفه السلف يجوز نسبته إليهم!؟
أحسنتم
من السلف الصالح قال به الامام ابو حنيفه المولود عام 80 هجريه ومتوفي 150 هجري
وقال به ابو يوسف صاحب أبي حنيفة 182 هجري ومن بعدهم جمع كثير ، ويكفي ان لشيخ الاسلام امام في التقسيم من السلف ومن بعدهما جمع من العلماء فماذا تقول ؟
اريد سؤالك
هل يصح لمن دخل الاسلام ان يقول في الشهادة اشهد ان لا رب الا الله بدل اسهد أن لا اله الا الله
الاستدلال بعلم واحد في مسألة طبقت الآفاق وتناولهاعلماء الاسلام كلهم بالدرس والتحليل ليس بشيء في مقام الاستدلتل
فالمسألة تبقى في جانبها الشاذ على أي حال
أحسنتم
المشكلة تكمن في أن الاستدلال عندكم لم تكن من الوحيين أو الصحابة او التابعين ! ولهذا فالتقسيم يبقى على ما هو عليه من الانتقادات وأنه لم يسبق بذلك رحمه الله.