هل الإمامة للمهندسين والأطباء في الصلاة؟

17 فبراير 2023 10:11

هوية بريس- محمد زاوي

إمامة الصلاة في المغرب ليست محل أهواء، يقول فيها الناس بخواطرهم الذاتية. إنها دين ودولة، ضوابط لتنظيم التدين، وقواعد هي جزء من منظومة دولة. الاقتراب منها خطر عظيم، مهما كانت النوايا حسنة. الذي يتحدث في إمامة الصلاة، يتحدث في السياسة مباشرة. لسانه في الصلاة، ويده في مذهب الدولة. حديثه في خطبة الجمعة، وهذه خطاب دولة. قوله في وعي الخطيب وعلمه، وهذا يمثل الدولة.

قيد المالكية الإمامة بعدد من الشروط، لعل أبرزها: الفقه، العلم بالسنة، إتقان القرآن حفظا وقراءة وفهما، التزام العبادة، قِدم الإسلام، الخلق الحسن، اللباس الشرعي الحسن، الورع والزهد والعدالة، إلخ.

ولها، أي الإمامة، في كل مقام حكم، إذا حضر السلطان أو نائبه فهو أولى بها، وإذا أقيمت الصلاة في مسجد فإمام المسجد أولى، وفي المنازل لأصحابها (إلا إذا كانت امرأة فتنيب)، وهي أولى للأب بين أبنائه، الخ.

هذا فقه، ودين يتعبد الناسُ اللهَ به، وبه تنتظم مساحات مهمة من أحوالهم ومعاشهم؛ القول فيه بهوى لا يفتح النقاش في باب “الإمامة والخطابة” فحسب، بل في أبواب أخرى أخطر وأكبر؛ فإذا بلغ القول بالهوى فقه العبادات، إذا اقتحمه وعاث فيه؛ فبأي منطق سنكفه في فقه المعاملات والأنكحة؟! وبأي منطق سنمنع تسربه للعقائد؟!

إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا” (سورة الأحزاب، الآية 72)؛ ومن جهله قوله في قضايا العامة بهوى، لا بما يقتضيه ثقل الأمانة وعظمها.

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. الرجل لم يكفيه السب والشتم والانتقاص من علماء المسلمين الاحياء منهم والاموات بل تجاوز الى الافتاء في أحقية الإمامة وهذا تحريض علني باحداث الفوضى في المساجد وما ينتج عنها من زعزعة الأمن.
    والغريب انه خرج في فترة يتعرض لها المغرب للضغوطات تحت ما يسمى بحقوق الإنسان وحرية التعبير انها ليست صدفة.

  2. لربما يحن الى دولة بورغواطة وما جنته على المسلمين الى أن حطمها المرابطين وبالمناسبة فهو ينتمي الى منطقة الشاوية او ما كان يعرف بتامسنا.

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M