هل الخطاب الملكي قدم أجوبة جيوسياسية بشأن خيارات المغرب الاستراتيجية؟
هوية بريس – متابعة
أكد الأكاديمي والخبير الجيوسياسي الشرقاوي الروداني أن الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال46 للمسيرة الخضراء المظفرة، قدم أجوبة جيوسياسية في ما يتعلق بخيارات المغرب الإستراتيجية، ما يجعل من المملكة فاعلا رئيسيا في العلاقات جنوب-جنوب.
وأوضح الروداني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الخطاب الملكي أرسى أيضا “أسس محددات القوة المغربية في ظل فضاء لإعادة التموقع الجيوسياسي”، مؤكدا على بعد الاستمرارية، في الزمان والمكان، في بناء وتعزيز الدولة – الأمة الحديثة، الذي يتمحور حول العديد من المحددات الجيوسياسية والجيواقتصادية والجيوثقافية.
وتابع في هذا السياق، أنه من خلال التطرق إلى النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، يكون جلالة الملك قد أدرج المغرب ضمن منطق قوة للسلام، مبرزا قدرة المملكة على العمل في ظل نظام دولي يتمحور حول رهانات الترابط الاقتصادي العابر للقارات.
وبعد أن ذكر بأن الأقاليم الجنوبية تحتل مكانة حاسمة في التنمية الاقتصادية وتشكل حلقة وصل بين المغرب وبقية القارة الإفريقية، باعتبارها فضاء مفتوحا أمام فرص التنمية ومنصة ملائمة للاستثمار الوطني والأجنبي، أكد السيد الروداني أن المؤهلات الاقتصادية لهذه الأقاليم ستوفر للمغرب، وفق منطق الترابط، العناصر الضرورية لتعزيز ملامح قوته الإقليمية والقارية.
وأشار الخبير إلى أنه وفق هذا المنظور، مكنت إعادة التوجه الاستراتيجي للسياسة الخارجية للمملكة، من نسج علاقات استراتيجية مع العديد من الدول الكبرى، التي أضحت تلمس الدور الجوهري للرباط في السلام والأمن الإقليميين، مضيفا أن هذه الدينامية القوية في العلاقات عززت الأهمية الجيوسياسية للمغرب على مستوى الخريطة المتوسطية والإفريقية والعربية.
كما أكد الأكاديمي أن دعوة جلالة الملك محمد السادس لبعض الدول للخروج من مواقفها الغامضة والمزدوجة، تشكل عاملا من عواملا فك الانسداد، ومؤهلا لتعزيز الشراكة والتعاون على شتى الأصعدة والاتجاهات.
واعتبر الخبير، أنه “أمام التوترات الكبيرة التي تعيق الاندماج المغاربي، كما هو الحال في أوروبا، ذكر جلالة الملك محمد السادس بالحماس الذي يحدو المجتمع الدولي لإنهاء هذا النزاع المفتعل بشكل نهائي”، مبرزا أن افتتاح القنصليات العامة من قبل أكثر من 24 دولة في العيون والداخلة، وكذا اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب الكاملة والتامة على الأقاليم الجنوبية للمملكة، يمثل تعبيرا صريحا عن أفضل مسار للتضامن الاستراتيجي العالمي مع القضية الوطنية الأولى.
وأضاف أنه انطلاقا مما تقدم، ومع تنامي البعد الإفريقي وعبر الأطلسي للمغرب على الساحة العالمية، يتضح أن النظرة الخارجية للمجتمع الدولي نحو المغرب الكبير، لا يمكنها أن تكون إلا نظرة طموحة ومتحمسة، مشيرا إلى أنه أمام هذا الموقف المتفاعل، أعرب جلالة الملك عن متمنياته لشعوب المغرب العربي الكبير بالسعادة والازدهار.