هل المغرب مقبل على ميلاد حزب جديد بوصفة قديمة؟!

هل المغرب مقبل على ميلاد حزب جديد بوصفة قديمة؟!
هوية بريس – متابعات
أثارت تدوينة نشرها الوزير المنتدب السابق بالتعليم العالي الدكتور خالد الصمدي نقاشا واسعا في الأوساط السياسية، بعدما لمح فيها إلى ما اعتبره “بوادر تأسيس حزب جديد ترعاه الدولة” استعدادا للاستحقاقات الانتخابية القادمة، في ظل ما وصفه بـ”فشل رهان حكومة رجال المال والأعمال” وتصاعد موجة الاحتجاجات الاجتماعية خلال الشهور الأخيرة.
وقال الصمدي في تدوينته التي عنونها بـ”بوادر حزب جديد بوصفة قديمة”، إن صناع القرار في المغرب يبحثون عن بديل انتخابي جديد بعد تآكل الرهان على الأحزاب الممثلة في الحكومة الحالية، مشيرا إلى أن الفكرة تقوم على “فتح المجال أمام ترشح الشباب دون 35 سنة بشكل مستقل” عن الأحزاب القائمة، مع “تخصيص دعم مالي يصل إلى 35 مليون سنتيم لكل مترشح”.
واعتبر الصمدي أن هذه الخطوة تمثل “مؤشرا على التحضير لتأسيس حزب جديد قد يُعلن عنه عشية الانتخابات المقبلة ليشكل الأغلبية الحكومية القادمة”، على حد قوله، مضيفا أن هذا المشروع يعيد إلى الأذهان “تجربة تأسيس حزب التجمع الوطني للأحرار” في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، والذي انبثق آنذاك من مجموعة من المرشحين المستقلين ليصبح لاحقا “جوكر التوازن السياسي”.
وأضاف الوزير السابق أن “الرهان على حكومة رجال المال والأعمال انتهى إلى احتجاجات اجتماعية متتالية ومتزايدة، في ظل تراجع الثقة في المؤسسات المنتخبة وضعف الأداء الحكومي”، مشيرا إلى أن “غياب البديل الحزبي القادر على استعادة الثقة يدفع إلى البحث عن هندسة سياسية جديدة”.
وتأتي هذه التدوينة في وقت تشهد فيه الساحة السياسية المغربية حراكا متزايدا استعدادا للانتخابات التشريعية المقبلة المنتظرة سنة 2026، وسط توقعات بتغييرات في الخريطة الحزبية وفي القوانين الانتخابية، خاصة بعد تصاعد الأصوات المطالبة بمراجعة نمط الاقتراع وبتوسيع المشاركة السياسية للشباب والمستقلين.
ويتابع مراقبون باهتمام ما وصفوه بـ”تحركات تمهيدية” في بعض الجهات لتجميع المستقلين الشباب في شبكات تنسيقية مدعومة إعلاميا وماليا، في ظل تخوف بعض الأحزاب التقليدية من تكرار سيناريو “الهندسة السياسية” الذي أعاد رسم المشهد الحزبي أكثر من مرة خلال العقود الماضية.
وختم الصمدي تدوينته بتساؤل جاء فيه: “فهل تتحقق هذه النبوءة قبل شتنبر القادم؟ أم هي مجرد هلوسة؟ إنا لمنتظرون”.
وهو تساؤل فتح الباب أمام تحليلات واسعة حول مستقبل المشهد الحزبي بالمغرب، وإمكانية ولادة “حزب إداري جديد” يعيد إنتاج التوازنات القديمة بوسائل جديدة.



