هل انتصر مشروع عيوش بتدريج التعليم المغربي، في ظل ترسيم ذلك ضمن الرؤية الاستراتيجية للتربية والتكوين والبحث العلمي؟!
هوية بريس – إبراهيم بَيدون
بعد ضجة مفردات “البغريرُ، البريواتُ، الغريبةُ” (في كتاب “مرشدي في اللغة العربية” للمستوى الثاني ابتدائي).. خرجت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ببلاغين للدفاع عن إدراجها لهاته المصطلحات بحجة “الضرورة البيداغوجية” إذ لا يوجد لها مقابل في العربية الفصحى لأنها حلويات مغربية شعبية..
واستغلت الوزارة ترويج نشطاء فيسبوك لعدد من الصور التي لا تنتمي للمنظومة التربوية المغربية أو عمل بعضهم على سوء قصد ونية بفبركتها.. لتخرج علينا بتوضيحات تتبرأ من ذلك الكم الهائل من الابتذال والركاكة وأحيانا المجون..
اقرأ: وزارة التربية الوطنية تصدر بلاغا جديدا بعد تضخم حملة الشجب والاستنكار لمقررات “البغرير وغريبة”
أسيدي نتفق مع الوزارة بأن أسماء الحلويات ستخضع للتعريب.. ونشجب أيضا إقحام فضائح إخوان لنا في دول أخرى ساحتنا الوطنية وأسوار مدرستنا البريئة.. (وقد انبرى عن حسن نية بعضنا للدفاع عن الوزارة والدعوة للتثت والتبين، وهو فعل حسن لكن يقف الأمر هنا)..
لكن هل الأمر يتعلق فقط بتلك الكلمات الثلاث.. وأن الوزارة برأت ساحتها، وأن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني الذي خرج بسرعة (على عادته في محاولة تمثيل دور الإطفائي)، أم الأمر يتعلق بالفعل بمشروع ورؤية استراتيجية رسمية لإدراج العامية (الدارجة) داخل الرؤية الاستراتيجية للتربية والتكوين والبحث العلمي؟!!
هنا نستحضر:
1- تصريحات قوية من طرف المدافعين عن اللغة العربية ومشروع تعريب تعليمنا وإداراتنا، وذهب بعضهم لحد القول “مخطط التلهيج يدبر ويخطط له في الدوائر الفرنكفونية وما عيوش سوى واجهة لمن يعملون في فرنسا”.
2- خروج عيوش للدفاع عن مشروعه، وجرأته لحد وصف منتقديه ومهاجمي مشروعه بـ”الكلاب”!! وتأكيده أن قافلة التدريج سائرة، رغما عن الوزارة ورئيس الحكومة..
3- ظهور بعض المقررات مثل “كتابي في اللغة العربية” للمستوى الأول ابتدائي، وقد حوى كما كبيرا من الابتذال والتفاهة.. من قبيل:
. رفرف فروفور في سرب فرافير.
. بصبص بوبي (الكلب)..
. بارز زوزو زيزا..
. شبشب رشا أخت شفيق قشيب.
شاهد: فيديو.. رضوان بن عبد السلام يعلق على مقرر “فرفور، بصبص بوبي، زوزو..”
قد يقول قائل، أليست هذه العبارات تحترم قواعد اللغة العربية (مثلها في مقرر قديم: لالة نمولة تسخّن عظيماتها!!).. والجواب نعم، لكن مع ركاكة التعبير وسماجة التركيب مع إدخال كلمات وأسماء عامية ومبتذلة وتافهة.. وهي خطوة أولى تسبق التدريج الكلي.. إذ من الصعب أن يبدؤوا بتلقين عبارة: مشات ماما للسوق!! بل لابد من التدرج: 1- ذهب بوشتى إلى السوق 2- ذهب زوز للسوق 3. مشات ماما للسوق..
4- أختم بالأخطر، وهو خروج النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية والعضوة في المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، لتؤكد أن الدارجة في تعليمنا صارت رسمية، ضمن الرؤية الاستراتيجية للتربية والتكوين والبحث العلمي!!!
5– يذكر أن نور الدين عيوش كان أصدر مذكرة بعد مؤتمر نظمته مؤسسته “زاكورة للتربية” سنة 2013 حضره مستشار الملك فؤاد علي الهمة، ورئيس المجلس الأعلى للتربية والتكوين عمر عزيمان، دعت إلى ضرورة تدريس التلاميذ بالعامية، تم رفعها للملك، وأصدر بعد ذلك قاموسا للدارجة.
فهل يقتصر الأمر فقط لعلاج هذه كارثة -بدء مشروع تدريج التعليم الابتدائي-، سحب المقررات المعنية؟!
أم يحتاج المغاربة الغيورين على لغتهم العربية إلى وقفة جادة للمطالبة بحل المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، ومحاسبة “لجنة البرامج والمناهج”؟!
أم سينتصر عيوش ومشروعه المغشوش؟!
وكأنه يقول للناس: صرت وحدي ولم يعد أحد يطيق شمّي بسب أفعالي وأقوالي البعيدة عن المعقول والصواب ،وياعيوش لغة القرآن ثروة لنا وخط أحمرفاتقي الله وانظر ماقدمت لحياتك غدا،فاليوم قصيروالغد قريب،نسأل الله تعالى لك توبة تخرجك من الظلام.