هل بات «الطلاق» وشيكا بين نظام السيسي والأزهر؟
هوية بريس – وكالات
أصدرت هيئة كبار العلماء بالأزهر بياناً أكدت فيه جواز وقوع الطلاق الشفهي خلافا لطلب الرئيس عبد الفتاح السيسي من شيخ الأزهر أحمد الطيب عدم الاعتداد به، مما اعتبر مؤشرا على خلاف بين علماء الأزهر والسلطة التي اعتادت السعي للهيمنة عليه.
وجاء في البيان “على من يتساهلون في فتاوى الطلاق، على خلاف إجماع الفقهاء، أن يُؤدّوا الأمانة في تبليغ أحكام الشريعة على وجهها الصحيح، وأن يصرِفوا جهودهم إلى ما ينفع الناس ويسهم في حل مشكلاتهم الواقعية”.
وفي قراءته للحالة، ينبه الوكيل السابق لوزارة الأوقاف سلامة عبد القوي إلى أن تعيين أعضاء هيئة كبار العلماء “تم بإشراف السلطة”.
ويضيف “الخلاف هنا ليس بين الطيب والسيسي، وإنما بين مرحلة ومرحلة، فأحمد الطيب هو ابن نظام مبارك وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل، ونظام السيسي يرغب في تجديد الوجوه التي كانت بعهد مبارك، لذا يبدو أن هناك خلافاً”.
وأعرب عبد القوي عن أمله في أن “يصدر هؤلاء المجتمعون بيانا يطالبون فيه بمنع التدخل مطلقاً في شؤون الأزهر، مع رفض الأسلوب الذي خاطب به السيسي شيخ الأزهر بقوله: تعبتني معاك يا فضيلة الإمام، مثيرا الضحك والتصفيق”.
ويتفق مع الرأي السابق المتحدث باسم الجبهة السلفية خالد سعيد، مؤكداً أن هيئة كبار العلماء “أغلبها من علماء مرضي عنهم رسميا، وما كان لهم أن يعارضوا السيسي” .
وتابع “السيسي كعادته يريد أن يتم مخططا معيناً بما لا يطيقه أعضاء هيئة كبار العلماء، فالهدف من العبث بالأحوال الشخصية وطرحها بهذا الشكل إفساد الأسرة، ومقدمة للعبث بالشرع وإسقاط ما تبقى من هيبة الأزهر”.
من جهته قال وكيل مؤسسي حزب العدالة والتنمية خالد الزعفراني إن بيان علماء الأزهر لا يؤشر على خلاف بين مؤسستي الأزهر والرئاسة، “فالرئيس يحب الأزهر ويحترمه لأنه يمثل الإسلام الوسطي”.
حدود الخلاف
على النقيض من ذلك اعتبر الكاتب الصحفي فتحي مجدي البيان “مؤشرا على اتساع الخلاف بين شيخ الأزهر ومؤسسة الرئاسة في ظل انتقادات دأب الإعلام الموالي للسلطة على توجيهها لشيخ الأزهر فيما يتعلق بتجديد الخطاب الديني، وهي الانتقادات التي أخرجته عن صمته ليهاجم السلطة وإعلامها”.
وأضاف أنه بعد حديث السيسي عن الطلاق، تغيب شيخ الأزهر أحمد الطيب عن الحضور لمقر المشيخة حتى انعقاد اجتماع هيئة كبار العلماء لاحقا، في دلالة واضحة على رفضه الانصياع للضغوط التي تمارس عليه.
وغير بعيد عن الرأي السابق، يرى المحلل السياسي أسامة الهتيمي “توتراً” في العلاقة بين الدولة والأزهر.
وقال “إن مظاهر هذا التوتر بدت منذ ظهر الخلاف في وجهات النظر حول دعوة تجديد الخطاب الديني واعتذار شيخ الأزهر عن مشاركته في مؤتمر غروزني، واعتراض الدولة عن إصدار الأزهر بيانا ضد انتقادات الإعلامي مفيد فوزي بحق الشيخ الشعراوي، فضلا عن تحفظ الطيب على فصل مئة من أساتذة جامعة الأزهر، ثم تأتي أخيرا كلمات السيسي للطيب تعبتني يا فضيلة الإمام، مما اعتبر خطابا غير لائق برأس المؤسسة الدينية”.
وتابع الهتيمي أن “بيان الهيئة كفيل بأن يوتر الأجواء، فقد أظهر رأس السلطة وكأنه يمارس ضغطا على الأزهر حتى لو خالف الشرع، مما يعطي انطباعاً سلبياً عن السيسي”، حسب الجزيرة.