هل تحول “طوطو” إلى سياسة تخدير جماعي؟

05 أكتوبر 2025 13:10

طوطو.. حين تتحول “الفرجة” إلى سياسة تخدير جماعي

هوية بريس – متابعات

في الوقت الذي تهتف فيه شوارع المغرب بشعارات “الكرامة والعدالة الاجتماعية”، يطلّ علينا من جديد طوطو من مكبّر الصوت، حاملاً لنا “رسالة فنية” عنوانها: انسَ كل شيء وارقص!

وكأن الوطن لا يحتاج إلى مستشفيات ولا مدارس، بل إلى “حفلات تعويضية” تمحو آثار الغضب وتخدر الوعي… مؤقتاً على الأقل.

هكذا يُراد لجيل “Z” الذي رفع صوته مطالبا بإصلاحات تشمل التعليم والصحة، أن يتحوّل من جيل وعي واحتجاج إلى جيل سهر وابتسامة مصطنعة أمام المسرح.

من الاحتجاج إلى مخدر الاحتفال.. 

قبل أيام فقط، كان شباب المغرب يملأون الشوارع يهتفون من أجل إصلاح التعليم والصحة. اليوم، يُستدرجون إلى حفل مدفوع الثمن لإصلاح المزاج.

الفرق بسيط في الأولى، الشباب يطالبون بالعدالة؛ في الثانية، يدفعون ثمن التذاكر ليُغنّى لهم عن الحرية.

وكأن الإصلاح صار يُقاس بعدد اللايكات وعدد المتابعين في منصة Spotify، لا بعدد الإصلاحات في المدارس والمستشفيات.

جمعية “ربيع السينما” لم تتحمّل الصمت أكثر، فتقدمت بشكاية تطالب بمنع الحفل، مستندة إلى الفصل 483 من القانون الجنائي.

لتعلن بذلك صرخة ضد التفاهة المُمأسسة التي تغلف الانحلال بورق الحداثة وبتمويل من موروكو مول المملوك لزوجة رئيس الحكومة.

فهل يُعقل أن نسمح لشخص متهم بالترويج للمخدرات و”اللاحياء الفني” أن يغني في فضاء مفتوح للأسر والأطفال؟

ثم نسأل بعدها: لماذا ينهار الذوق العام؟ وكيف وصل تدني الخلاق في المجتمع إلى هذا الحضيض؟

رشيد بن كيران.. صوت في واد الهاشتاغ

في منشور قصير لكنه لاذع، كتب الدكتور رشيد بن كيران تحت وسم #يا_شباب_Z:

“موقفكم من هذه السهرات هو ما سيكشف معدنكم ويظهر أي نوع من الشباب أنتم”.

صوت عاقل في زمن الضجيج، يقول ببساطة: المقاطعة موقف وعي، لا عقدة تحريم.

لكن من يسمع؟ فالسوشيال ميديا اليوم تصنع نجوما من اللاشيء، وتمنح أوسمة البطولة لمن يصرخ أكثر، لا لمن يفكر أعمق.

صناعة التفاهة.. مشروع لا يقل خطورة عن الفساد

نحن أمام مشروع متكامل، لا يهدف فقط إلى تسلية الشباب، بل إلى تحييدهم عن الشأن العام.

فحين ينهار الوعي، تصبح السياسة مجرد لعبة تسويق، والمجتمع ملعبا للإعلانات.

فما الفرق بين المغني والسياسي في هذا العصر؟

الأول يبيع الوهم بصوت جميل، والثاني يبيعه ببدلة رسمية.

طوطو ليس المشكلة… هو مجرد عرض جانبي في مهرجان التفاهة الكبير الذي يرعاه لوبي المال والسياسة والإعلام، لكن الخطر الحقيقي أن نضحك اليوم من أغنياته، ثم نصحو غدا على جيل لا يعرف من تاريخه سوى كلمات نابية و”جوان” وبنطال يكشف جزء كبيرة من المؤخرة…

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
10°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة