أصبح الفطر الأسود واقعا لا مجال للتنصل منه، بعد ظهور إصابات عديدة به حول العالم، وارتفاع وتيرتها في الهند تحديدا، مؤخرا.
وتزداد المخاوف مع التأكيد على أنه يصيب الأطفال، وإن كان باحتمالات أقل من إصابته للكبار، وسط تحذيرات من عادات خاطئة قد تعرض الأطفال لخطر هذا الفطر.
وفي هذا الإطار، يقول عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، الدكتور مجدي بدران، إن الفطر الأسود “ليس مرضا معديا، ولا ينتقل بين البشر والحيوانات، وبالتالي فإن علاقته بالأطفال مقتصرة على الأطفال ضعيفي المناعة، ويتم الانتقال عن طريق ملامستهم للفطريات في البيئة المحيطة بهم”.
ميكروبات “انتهازية”
ويشير بدران في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، إلى أن “داء الفطر الأسود الرئوي يشكل خطورة على حياة الأطفال، إلا أن تشخيصه مبكرا أمر ضروري جدا في عملية شفائهم وإفلاتهم من براثن الخطر”.
ويصف تلك الفطريات بأنها “ميكروبات انتهازية”، كونها “تنتهز قلة مناعة الأفراد صغارا أو كبارا وتصيبهم في مقتل”، موضحا أن انتشار الفطر الأسود بعد جائحة كورونا ربما هو ناجم عن “استنشاق الفطريات”، فهو يصيب الرئتين أو الجيوب الأنفية.
ويمكن التقاط الفطريات عن طريق الاستنشاق، أو عند ملامستها الجلد المفتوح.
إصابات الأطفال
وعن الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالفطر الأسود، يشير إلى أن أبرزهم الأطفال المصابين بمضاعفات مرض السكري في فترة العلاج من السرطان، وعمليات زرع الأعضاء، وزرع الخلايا الجذعية، والمصابين بانخفاض خلايا الدم البيضاء، والذين يعانون من سوء التغذية.
ويلفت إلى أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بـ”كوفيد-19″ أو بمرض السكري أو ضعف المناعة، وهذا هو السبب في أنهم أقل عرضة لأي شكل من أشكال العدوى الفطرية التي تحدث أثناء عدوى كورونا.
ويضيف: “قبل انتشار فيروس كورونا كانت هناك حالات نادرة للإصابة بالفطريات السوداء في صفوف الأطفال. الآن تظهر هذه الحالات بين الأطفال كل يوم. أصبح الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالفطريات المخاطية ممن لديهم جهاز مناعي ضعيف، يجعلهم عرضة للإصابة بالفطريات والالتهابات الانتهازية الأخرى، وهذا يشمل المصابين بالمضاعفات الشديدة لكورونا”.
لماذا يصيب المتعافين من كورونا؟
وفي سياق متصل، عن نمو الفطر الأسود في الغشاء المخاطي، يشير بدران إلى أنه ينمو مباشرة عقب الإصابة بفيروس كورونا، ويحدث ذلك أثناء الإقامة في المستشفى من عدة أيام إلى أسبوعين.
ويرجع ذلك إلى أن فيروس كورونا يتسبب في حدوث تغيير في البيئة الداخلية للمصابين، مما يشجع على نمو الفطريات، مضيفا أن العشوائية في تناول الأدوية المستخدمة من مضادات حيوية و”كورتيزونات” أحد أسباب انخفاض المناعة، مما يؤدي بشكل ملحوظ إلى زيادة نمو الفطريات.
وينصح بتوعية الأطفال بمخاطر كورونا والفطريات، وتدريبهم على اتباع كافة الإجراءات الاحترازية، وتشجيعهم على البقاء في منازلهم وتجنب استقبال الزوار لإبعاد احتمالية الإصابة بالفطريات.
ويضيف أيضا: “في هذه الفترة لا يفضل ترك الأطفال للعب في الهواء الطلق، الأفضل اللعب داخل بيوتهم، والتأكد من أن الطفل يرتدي كمامة أو واقي الوجه كلما خرج من المنزل خاصة في المناطق المزدحمة، مع ضرورة اتباع الإجراءات الواقية من غسل اليدين بشكل متكرر وتعقيمهما قبل لمس العين والأنف والفم، وألا يُترك الأطفال دون متابعة”.
وأخيرا، من المهم أيضا، كما يقول بدران في ختام تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، تعزيز مناعة الأطفال أو الكبار على السواء بالنوم جيدا بمعدل 8 ساعات يوميا، مع ممارسة الرياضة، والتغذية الجيدة المتوازنة في الأطعمة من حيث الكم والنوع.