هل تنبأ مسلسل “عائلة سيمبسون” بمقتل جورج فلويد في أميركا؟
هوية بريس – وكالات
بعد وفاة “جورج فلويد” تداول جمهور منصات التواصل بعض الصور على اعتبارها مشاهد متفرقة من المسلسل الشهير “عائلة سيمبسون” تثبت أن صُنّاعه تنبؤوا بمقتل جورج فلويد بل وما تبعه من احتجاجات وأعمال شغب أيضا، وهو الأمر الذي على غرابته لم يستنكره أحد لما عرف عن المسلسل من تفاصيله الكثيرة والعجيبة التي قدمها صُناعه قبل سنوات وتحققت.
أشهرها ما حدث أخيرا من ظهور فيروس كورونا، وموت لاعب كرة السلة كوبي برايت على متن مروحية، وقبلهما الصفقة التي جرت بين شركة “والت ديزني” وشركة “تونتي فرست سينتشوري فوكس” بل وحتى تولي ترامب الرئاسة. ولهذا كان من السهل على الجمهور تصديق أن المسلسل تنبأ بما يجري حاليا، هل هذا هو ما حدث حقا؟
وفق “الجزيرة” فالصورة الأولى التي تناقلتها المواقع الفنية باعتبارها نبوءة بمقتل فلويد، ظهرت فيها ليزا سيمبسون بينما تحمل لوحة كتب عليها “العدالة لجورج”، فيما تقف بجوار شرطي يركع على عنق رجل أسود، ما يشبه الطريقة التي لقي بها فلويد حتفه.
وقد نسبت الصورة للحلقة 146 من المسلسل والتي جاءت باسم (The Day Violence Died)، وبالبحث اتضح أن حلقة “يوم مات العنف” هي الحلقة الثامنة عشرة من الموسم السابع من “عائلة سيمبسون” والتي صدرت في مارس 1996 ولا علاقة لمحتواها بمقتل جورج فلويد.
تلاه ادعاء آخر بأن الصورة تعود للحلقة الثالثة عشرة من الموسم السابع من المسلسل، والتي تحمل اسم (Justice for George Simpsons) وبالعودة إلى رقم الحلقة المذكورة وجد أنها بعنوان (Two Bad Neighbors)، وفيها ظهر جورج دبليو بوش الرئيس الأميركي بعد أن انتقل للسكن بجوار هومر الذي يقرر الانتقام من الرئيس بسبب سلوكه السيئ تجاه ابنه، مما يعني أن لا تشابه بينها وبين الأحداث الحالية أيضا.
قبل أن تقوم وكالة “فرانس برس” بالتصريح بأن الصورة المنتشرة على الإنترنت ما هي إلا رسمة تعود للفنان الإيطالي والمصمم الكرتوني “يوري بومو”، الذي شارك الصورة مع جمهوره عبر حسابه على إنستغرام.
وقد علق الفنان على لوحته، بأنه رغم اعتياده مشاركة جمهوره رسومات مبهجة وملونة، فإنه قرر -هذه المرة- استغلال جماهيريته العريضة لتسليط الضوء على قضية فلويد نظرا لأهميتها، لعل لوحته تزيد الوعي بها، مستغلا كذلك ما يمثله سيمبسون لدى محبيه، وشعبيته الطاغية لديهم.
نبوءة أم مصادفة أم قبح الواقع؟
على ذلك، وبالرغم من التشابه بين الواقع المعاش وعشرات الأحداث التي سبق أن تناولها مسلسل “عائلة سيمبسون” قبل سنوات طويلة مضت، مما يجعل الظاهرة تستحق الوقوف عندها والتأمل ولو للحظات، فإن هناك قطاعا من الجمهور يرى أن صُنّاع العمل مجرد بشر عاديين، غير قادرين سواء على السفر عبر الزمن، أو التنبؤ بأي شيء في المستقبل.
ووفق “الجزيرة” فقد عللوا هذا التشابه بين الأحداث بأن العالم الذي نعيش فيه صار مكانا مضطربا بما يكفي، وقاسيا للدرجة التي جعلت أكثر الكوابيس الساخرة التي شهدها الجمهور صغارا واستهزؤوا بها على اعتبارها شبه مستحيلة، تتحول إلى حقيقة!
كيف يخفى عليكم قول الله تعالى
(قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله)