هل رفع “الناتو” يده عن أوكرانيا بمجيء ترامب؟!
هوية بريس- متابعة
تتقدم روسيا في أوكرانيا قدما بقدم بموازاة انسحابها من الملف السوري، ولنقل: بعد تركها الشرق الأوسط للمخطط الأمريكي، والذي توافق هي والصين على كثير من رهاناته وآفاقه ومخرجاته. إنها بالموازاة مع ذلك تتقدم في أوكرانيا في المناطق التي اقتطعتها منها، بل تضربها في أعماق استراتيجية من قبيل مواقعها الطاقية.
ويبدو أن حلف “الناتو” أصبح شبه مجمد تجاه هذا الهجوم الروسي التصعيدي ضد أوكرانيا، يبدو أن الحلف الأمريكي لم يعد قادرا على المغامرة بعد تهديدات ترامب المتكررة بالانسحاب منه، وفي ظل سياسة جديدة -يتبناها ترامب- تطالب بإنفاق الدول الأوروبية على حماية مصالحها وأمنها في حدودها الشرقية.
ومن جهة أخرى، فإن الأوروبيين ليسوا مستعدين لتحمل ضغطين في نفس الوقت، وفي مرحلة تختلف عن مرحلة بايدن-هاريس؛ ليسوا مستعدين من جهة أولى لتحمل ضغوط ترامب الذي يسارع الزمن لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية (كما سارع لإنهاء حرب الشرق الأوسط)، وليسوا مستعدين من جهة ثانية لتحمل تبعات العقوبات الطاقية التي “تشنها” روسيا على الدول الأوروبية في شتاء يطلب الغاز الروسي أكثر من أي فصل آخر!
على ضوء هذا التحليل نفهم صرخة الرئيس الأوكراني زيلينسكي اليوم، بعد أن قصفت روسيا بالصواريخ البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا ، حيث قال وفق ما أوردته وسائل إعلام دولية إن “الشركاء في قمة “الناتو” بواشنطن قدموا وعودًا لم تنفذ حتى الآن”.
ولا يعلم زيلينسكي أنها صرخة في وادٍ لا يسبح فيه ترامب كما كان يسبح فيه بايدن.. للأسف، زيلينسكي هو أحد ضحايا “حرب عالمية ثالثة” لم يُعلَن عنها!
