هل سيحدث انتخاب بنكيران لولاية ثالثة على رأس البيجيدي صداما مع الدولة؟
هوية بريس – عابد عبد المنعم
في خضم نقاش الولاية الثالثة لعبد الإله ابن كيران على رأس الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، اعتبر بعض الفاعلين أن عودته للحياة السياسية وقيادة حزب المصباح تعني صداما مباشرا مع الدولة.
وفي هذا الإطار كتب نزار خيرون، مستشار رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، “حقيقة لم أقتنع بهذه ’’الشماعة’’، لسبب بسيط جداً فابن كيران هو من أكثر من عرفتهم حرصاً على التوافق ودفاعاً عن الدولة ومؤسساتها وأكثر إيماناً بأهمية الإصلاح من داخل المؤسسات، وقد أكد هذا الطرح ابن كيران نفسه بعد ذلك، عبر خرجات مختلفة، حيث كان حريصاً على الدفاع على مصلحة الدولة ولو على حساب الحزب بل كان دقيق التمييز جيداً بين مصلحة الدولة وفي مرتبة أقل مصلحة الحزب، قولا وفعلاً، حتى وهو لا يتحمل أي مسؤولية انتدابية أو تنظيمية، وبالتالي كانت تلك شماعة لترهيب عدد من الأعضاء والمتعاطفين وخصوصا المنتخبين باسم الحزب في مختلف الجماعات الترابية، وتبين فيما بعد أنها فعلاً شماعة لا أقل ولا أكثر.
واليوم، بعد طرح إمكانية عودته خلال المؤتمر المقبل للحزب، تعددت الخرجات والهدف واحد إقصاء ابن كيران من العودة، وقناعتي تقول أن عودة ابن كيران على رأس الأمانة العامة، خصوصا في ظل هذه الظرفية التي يعيشها حزب العدالة والتنمية، هو واجبُ الوقت بل ضرورة تاريخية.. لماذا؟!
ابن كيران أحد مؤسسي هذا الحزب بل من أكبر مهندسيه ومنظريه الذين أثبتت الأيام، منذ نشأة الحزب، مدى صوابية عدد كبير من تقديراته السياسية والتنظيمية، في علاقة الحزب بمناضليه وعلاقته بعموم المواطنين، علاقته بالدولة ومؤسساتها أو علاقته بباقي الهيئات السياسية المتواجدة في المشهد، كما أنه يتميز بفراسة قل نظيرها، وقراءة متأنية للأحداث السياسية عبر التاريخ للاستفادة منها واستشراف المستقبل، كما أثبتت الأيام أن رؤيته المرحلية لتوجه الحزب سواء على المدى قريب أو المتوسط دقيقة في عدد من تفاصيلها، وهذا ما يحتاجه اليوم الحزب”.
وأضاف خيرون في تدوينة على صفحته بالفيسبوك “العدالة والتنمية اليوم يوجد في غرفة إنعاش، ويتطلب رؤية واضحة لإنعاشه بدءاً من التنظيم والصف الداخلي مروراً بعلاقته بالمواطنات والمواطنين، التي ينبغي أن تتسم بالصدق والوضوح كما عهدوا فيه ذلك، وصولاً إلى علاقته بباقي الأطراف المعنية، ووحده ابن كيران قادرٌ على هذا، للاعتبارات الواردة أعلاه وذلك من خلال قراءة متأنية للمرحلة الماضية باستحضار تاريخ ومبادئ الحزب وعبر إعداد أطروحة جديدة يستشرف بها المستقبل ويعمل على تنزيلها رفقة فريق شاب..
فالأمر، في تقديري، أشبه بمهندس أعد تصميم بيت ما، أصيب بعد مدة من بنائه بشقوق تتسع مع مرور الساعات، ولمعالجتها احتاج لتعديلات عاجلة وطارئة في التصميم لتقي أهله من ضربات الشمس وقطرات المطر وحتى لا يسقط سقفه على أرضه، وطبعاً لن يجد أهل البيت أفضل من مهندسه في هذه المرحلة’’.