هل علماء الحديث سطحيون؟
هوية بريس – عابد عبد المنعم
تعليقا على الحملة الشرسة التي يقودها بعض الأغمار والحاقدين على التراث الإسلامي كتب الباحث في العلوم الشرعية الأستاذ طارق الحمودي على حائطه بالفيسبوك “يقول “بنو كلخان”: علماء الحديث بسبب سطحية نظرهم اشتغلوا بنقد السند ونسوا نقد المتن… ولذلك ننتقد نحن المتن..على أحدث الطرق التي وصل إليها الفكر الغربي!! هذه خرافة تحكى بليل”.
ليضيف بعد ذلك بأن “الذي عليه علماء الحديث -وهو أمر يعرفه الباحثون المسلمون- أن نقد السند ليس إلا مرحلة أولية شبه انتقاء أولي… يستطيعها غالب الباحثين في علوم الحديث مع صعوبته على غيرهم…وهو المسمى النقد الخارجي… لكن المقصود الأساس هو نقد المتن، وهو الأصعب، وهو النقد الداخلي وهو شأن علماء العلل، أي المتخصصين في استخراج أخطاء الأئمة العدول الحفاظ، وهو منهج دقيق يحتاج لمؤهلات عالية.
بقول الحاكم أبو عبد الله النيسابوري في كتابه “معرفة علوم الحديث” -وهو من أوائل المصنفات فيه-: (فإن حديث المجروحين ساقط واه، والكشف على هذا الضرب سهل يستطيعه طالب العلم في أيامه الأولى من الطلب، وإنما الدقة والجهد والفهم في تتبع الثقات) أي لاستخراج أخطائهم الخفية وتصحيحها… وهذا يحتاج إلى الخبرة ومتانة الصناعة… وهم بهذا وصلوا إلى أعلى مباني الفهم والذكاء والعقل حيث السطح ونور الشمس”اهـ.
تجدر الإشارة إلى أن الدكتور مصطفى بنحمزة سبق ووضح في محاضرة نشرتها هوية بريس تهافت شبه الطاعنين في الجامع الصحيح للإمام البخاري وأغراضهم غير المعلنة من وراء هذا الجهوم.