هل كان ابن رشد أولَ من استعمل العقل في الإسلام؟.. د. الكنبوري يجيب..
هوية بريس- متابعة
قال د. إدريس الكنبوري، الباحث والمفكر المغربي، إنه “يزعم البعض أن ابن رشد هو أول من دعا إلى استعمال العقل في الإسلام؛ ويتغنى الكثيرون بهذا الفقيه الفيلسوف وهم لا يعرفونه ولا يعرفون مغامرة العقل الحقيقية في الإسلام؛ لذلك يظنون أن العقل لم يولد إلا مع ابن رشد”.
وأضاف الكنبوري، على صفحته ب”فيسبوك”، أنه “قد قلنا في تدوينة سابقة إبن ابن رشد رحمه الله لم يخترع شيئا؛ وإنه دعا فقط إلى التوفيق بين العقل والشرع في إطار سجال فلسفي مع خصومه؛ لا في إطار سجال مع الإسلام. وهذه نقطة جوهرية”.
واتبع ذات المتحدث: “ولد ابن رشد عام 1126؛ لكن سبقه الكندي المولود في 805 وجابر بن حيان 721 والخوارزمي 781 وابن الهيثم 965 وأبو عبد الله البتاني 961 والبيروني 983 وابن سينا 980؛ والقائمة طويلة لعلماء الإسلام الذين سبقوا ابن رشد بكثير واستعملوا عقولهم في اختراعات عظيمة في الطب والكيمياء والفلك والصيدلة والرياضيات وغيرها من العلوم”.
ثم أردف: “وعندما جاء ابن رشد في القرن الثاني عشر وجد العقل المسلم في أوج تقدمه بل وجد المسيحيين في إسبانيا قد سبقوه إلى جمع كتب علماء الإسلام وتخزينها لكي تتم ترجمتها لاحقا في عهد الملك فيليب الخامس الذي قام في أوروبا بنفس دور المأمون في العالم الإسلامي قبله”.
وأكد: “كل هؤلاء سبقوا ابن رشد ولم يكونوا بحاجة إلى دعوته لأنهم انطلقوا مثله من نفس الدعوة الأصلية إلى العقل؛ وهي دعوة القرآن الذي دعا إلى استعمال العقل؛ وقد تكررت كلمة العقل ومشتقاتها في القرآن 49 مرة؛ والعلماء المسلمون الذين وقفوا على الصلاة والحج والزكاة وغيرها في القرآن كان لا بد أن يقفوا أيضا على العقل. وفي ذلك الوقت لم تكن أوروبا النصرانية تعرف شيئا عن هذا المخلوق العجيب الذي يسمى العقل؛ بل كانت الكنيسة تقتل كل من يقتبس من عقول المسلمين لأن استعمال العقل كان كفرا صريحا وزندقة hérésie”.