هل لقضية الصحراء المغربية علاقة ب”سايكس بيكو”؟
هوية بريس- متابعة
يحلو لبعض الأصوات أن تقفز على حق المغرب في الدفاع عن صحرائه، تحت قناع “الدفاع عن وحدة الأمة” التي يجب أن تنصهر فيها كل الدول.
وانتقد الدكتور إدريس الكنبوري، الكاتب والباحث المغربي، وجهة النظر هذه، بقوله: “ينظر بعض الإخوة في المغرب والجزائر وتونس إلى قضية الصحراء المغربية باعتبارها جزء من اتفاقية سايكس بيكو بين فرنسا وبريطانيا؛ ويرون أن الدفاع على مغربية الصحراء هو دفاع على هذه الاتفاقية التي قسمت المنطقة العربية”.
وأوضح الكنبوري على صفحته ب”فيسبوك”: “للأسف هؤلاء لا يفهمون شيئا في التاريخ الحديث؛ ولا في خصوصية قضية الصحراء. سايكس بيكو أولا كانت لتقسيم الشرق الأوسط؛ ولا علاقة لها بالمغرب العربي. ثانيا كل الدول العربية اليوم تعيش في ظل هذا التقسيم؛ وليس من المعقول إقناع بلد بالتخلي عن حدوده لبلد آخر لأن هناك سايكس بيكو. إذا كان هناك من رفض لهذا الواقع فيجب أن يكون جماعيا لا بتخلي بلد معين عن حدوده؛ وهذا غير ممكن”.
وأضاف: “ثالثا المغرب له تاريخ خاص. هؤلاء لا يعلمون بأن المغرب كان إمبراطورية واسعة؛ وأن العثمانيين عندما دخلوا الجزائر هاجموا المغرب ست مرات لدخوله لكن لم يستطيعوا؛ لأن سلاطين المغرب كان لهم نفوذ لا يقل عن سلاطين آل عثمان. وعندما اقتطعت فرنسا أراض من المغرب وضمتها إلى الجزائر الفرنسية كانت تريد كسر شوكة المغرب”.
إلى أن قال: “فهذا واقع لا علاقة له بسايكس بيكو بل بالاستعمار الفرنسي. وبدل أن نقول إن المغرب يدافع على سايكس بيكو يجب أن نقول بأن الجزائر هي التي تدافع على واقع استعماري”.
وتساءل: “هل رفض سايكس بيكو هو أن يسمح المغرب بإنشاء دولة للبوليساريو في الصحراء؟ أم أن رفضها هو أن يمنحها إلى الجزائر؟ ولو افترضنا أننا نرفض سايكس بيكو؛ ماذا سنصنع؛ هل نرد الجزائر إلى المغرب ام نرد المغرب إلى الجزائر؟”.
وختم تدوينته بطلب: “نرجو من قراء التاريخ أن يجيبوا على هذا السؤال”.