هل نسي المطبعون التاريخ.. أم أن سحر بني صهيييون أفقدهم الذاكرة؟
هوية بريس – د.محمد عوام
من اطلع على تاريخ المغرب المعاصر وخاصة المتعلق منه بعهد الحماية، لأخذه الاستغراب كل مأخذ، ولغشيته الدهشة والحيرة، مما فعله اليهود في المغرب، تحت الحماية الأجنبية: البريطانية، والفرنسية، والأمريكية، والإسبانية، حتى أدى بهم الطغيان أن بعض “جماعاتهم اليهودية طردت ولاة المخزن وممثلي السلطة وحراس الأمن من الملاليح، وتثبت من أفرادها حكاما وحراسة افتياتا عل السلطان وولاته.” الوثائق الملكية، ص:293.
وقد شهدت هذه الحقبة طغيان أهل الذمة من اليهود، وهو ما تعبر عنه رسائل السلاطين العلويين إلى وزرائهم وولاتهم، من ذلك (رسالة من السلطان مولاي الحسن الأول إلى وزير الشؤون الخارجية السيد محمد بركاش تتعلق بطغيان أهل الذمة من اليهود بسبب الحماية القنصلية) جاء فيها:
“وبعد فقد بلغنا أن اليهود يتصرفون في المسلمين بأنفسهم في الأسواق، بإعانة من يكون معهم من صعاليك أصحابهم، حتى يجعل اليهودي يجري على المسلم في السوق بسبب ما يدعي به عليه والناس ينظرون، وهذه أشنوعة في حكومة الإسلام حتى لو فعلها أحد أكابر المسلمين فكيف بيهودي،…” وتذكر الرسالة ما جرى من عمل شنيع من قبل يهودي في ناحية الغرب.
وهذا العدد الخاص بالحماية الصادر عن دورية الوثائق تصدرها مديرية الوثائق الملكية (المجموعة الرابعة 1397هج/1977م) غني بالوثائق التي تؤكد وقاحة ودناءة هؤلاء المجرمين الذين كانوا يحتمون بالأجنبي، وكانت أعينهم على إقامة وطن بالمغرب وفق ما سمي بخطة المغرب، والتي تحمس لها الملعون هيرتزل، وقد قدمت له من قبل أخوين يهوديين من عائلة طوريدانو بمكناس، فتحمس لها، ولولا أن حال بينه وبين ذلك موته سنة 1904م، وبقي منذ ذلك التاريخ عيون الصهاينة المجرمون على المغرب.
ولذلك يستغرب المرء من المطبعين، كيف نسوا حظا من تاريخهم، الذي يشكل ذاكرة أمتهم، ويطلعهم على خفايا الأفعى الصهيونية، وما عملته في بلدنا، من تخريب وخدمة للأجنبي. فهل يمكن التعويل على حفدة القردة والخنازير في القضية الوطنية؟ وهم كل مرة يتلاعبون؟
إن الأمة التي لا تقرأ تاريخها، لا تبني حاضرها، ولا تستشرف مستقبلها، ولن يجني المطبعون من شوك الصهاينة سوى العلقم والحنظل.