هل هؤلاء يحتفلون بموته أم بولادته عليه الصلاة والسلام؟؟!

14 سبتمبر 2024 18:46

هوية بريس – محمد بوقنطار

ثمة فئة من الناس تعمل جاهدة بقصد أو بدونه على تلميع حذاء الإحداث ونعل الابتداع الذي أمرنا بخلعه، فيطفقون متكلمين عن صيام يوم ولادته، وعن الاجتماع فيه على تلاوة القرآن وعن ختمهم كتاب البخاري، وعن مدارستهم كتاب الشفا وكتاب الشمائل المحمدية، وعن صلة الأرحام وقيام الليل ووو…
والناظر إلى هذه المعطوفات المحمودة المبنى والمعنى والنوع، يدرك أنها كلها عبادات أطلقها الشارع الحكيم فلم يعلق أو يقيد صحة وامتياز وفضيلة توقيعها على زمان مخصوص أو مكان معين أو صفة محددة أو عدد حصري أو حال محجرة الهيئة، وإنما دل الدليل على جواز فعلها متى شاء المرء المسلم المتعبد بشرط الإخلاص لله والاتباع لنبيه وكفى.

والحقيقة أن هذه الفئة من الناس تكاد تكون أعيانا افتراضية طوباوية، وجودها وعملها منقدحان في الأذهان، ولا وجود لهما في عالم المحسوس والأعيان، فهي جرم صغير طاهر في بحر من النجاسات، فأين ملمح التأثير، وواقع الغلبة؟؟؟

وعلى أي فسواء كان قصدهم بريئا وذلك ظننا الراجح أو كان القصد منهم مدخولا ابتغاء دنيا زائلة فانية، فإن حديثهم عن تلك الأعمال والقربات التي يخصون بها المولد في دائرة الاحتفال تحت طائلة لازمة المحبة بات وباتوا يكرسون بذلك هذا الإحداث في الدين ويمنحونه هامشا كبيرا من الشرعية، بل هم بذلك كالشجرة المورقة التي تخفي وراءها غابة قد أفسد شجرها وهشيم نباتها المفسدون المترفون، فهم ولا شك من يمثلون الوجه المشرق لبدعة المولد، ذلك أن حصب حمقى الصوفية وطقسهم الموغل في الإغراب يزيد الناس نفورا من كل بدعة وضلالة، فلا خوف إذن على الأسوياء من حمقهم ونزقهم الذي ترده الطباع النقية وتجافيه الفطر السوية، ومن فهم هذه اللفتة عرف الدور الخطير للبدعة الإضافية التي يمثلها المنخرطون من خارج الصف الصوفي الطرقي القبوري، في مقابل البدعة الحقيقية التي ينبري للتدثر بأسمالها المنتنة أصحاب الطرق والسبل الهالكة والمواسم والموالد الشركية…

ولعل الناظر إلى ما يقع في هذا اليوم من موبقات مهلكات، ومن ظلم وشرك ومروق، وجاهلية وعهر وماخورية وشعوذة وشطح وردح وهز ونطح في هذه المواسم، وفي تلك الموالد، ليدرك حجم هذه النقائص التي يعاف ويأنف ويرغب عن رؤيتها كل ذي فطرة سوية ومروءة ندية، وصبغة نقية، وليقف على أنها حيدة وتمرد وانقلاب وخصومة ومجافاة بينة لسيرة وسنة سيد الخلق، بل كل التمثلات من شطح وحضرة وغناء وتصدية ومكاء لتشهد على أن القوم يحتفلون بيوم موته، لا بيوم ولادته صلى الله عليه وسلم، بله بعثته الطيبة المباركة، والتي كانت قاصمة ظهر لأسلافهم من مشركي جزيرة العرب.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M