هل يريدوننا أن نبقى بدون زواج؟
هوية بريس – متابعة
كتب الدكتور إدريس الكنبوري “حكى لي صديق اليوم أنه كان يتحدث بالأمس مع قريبة له، موظفة وحاصلة على الدكتوراه وتبلغ 35 عاما من العمر، حول مستجدات مدونة الأسرة؛ وفجأة أجهشت بالبكاء، وقالت له: هل يريدوننا أن نبقى بدون زواج؟“، مردفا “ما شعرت به هذه السيدة تشعر به الكثيرات منهن ممن خيبت المدونة آمالهن في بناء أسرة وإنجاب أولاد، ولكن أصواتهن ضائعة في الصحراء لأن أصوات بنات جنسهن من العلمانيات تغطي على أصواتهن، ولذلك من يقول بأن المدونة تستجيب لمطالب نساء المغرب نسأله عن النسبة لا عن المواطنة”.
وأضاف الباحث والروائي المغربي في منشور له على فيسبوك “تعرف المدونة الحالية الزواج في المادة 4 بأنه ميثاق تراض وترابط شرعي بين رجل والمرأة”على وجه الدوام، غايته الإحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة برعاية الزوجين”. هذه المادة ستبقى في النص الجديد للمدونة بعد التعديلات، ولكنها مادة لا تتوافق مع المواد الأخرى، فهي مادة نشاز لأن باقي المواد تجهز عليها وتسخر منها”.
وتابع الكنبوري “طيلة عامين كاملين والمطالبون بتغيير مدونة الأسرة ينادون بضرورة إشراك مختلف الفاعلين و” علماء الاجتماع” في تعديل المدونة، وليس هدفهم بالطبع الإنصات لعلم الاجتماع إنما هدفهم تهميش دور علماء الشريعة. لكن الحقيقة هي أن إشراك علماء اجتماع يخضعون للعلم سيكون مصيبة أكبر بالنسبة لهم من علماء الشريعة، لأن علماء الشريعة على الأقل قد يتذرعون بالاجتهاد، أما عالم الاجتماع الحقيقي فلا يعرف الاجتهاد، بل يعرف الأرقام والمعطيات المجتمعية، ولا يستطيع أن يجتهد في نسبة العزوف عن الزواج ونسبة العوانس ونسبة الطلاق ونسبة الفقر الأسرى، ولو كان هناك عالم اجتماع يقول الحقيقة لطردوه”.
المدونة من زاوية الدين، حسب الكنبوري “خلخلة لمجتمع مسلم، ومن زاوية علم الاجتماع هدم للأسر، ومن زاوية علم النفس تعميم للاكتئاب والعزلة والقلق والانتحار، ومن زاوية علم السياسة إشغال للمواطن بحياته الخاصة وصرفه عن الشأن العام، ومن زاوية الدبلوماسية ركون إلى المنظمات الدولية، ومن زاوية علم السكان شيخوخة المجتمع”.
وأكد في نفس منشوره أنه قبل عام قال “بأن التيار العلماني المطالب بالحريات الفردية سوف يدرج تعديلات في المدونة تنتهي بالاعتراف بالحريات الفردية كأمر واقع، دون أن يحتاج إلى عبارة الحريات الفردية لأنه لا يريد الكلمات بل الوقائع، فالتيار العلماني ليس مدرسة علمية لها مصطلحاتها كما في الشريعة أو الاقتصاد أو القانون، بل هو تيار انتهازي مستعد لتبني أي كلمة مهما كانت إذا كان وراءها المضمون الذي يريد، والدليل القطعي على هذا أنه يستعمل كلمة الاجتهاد لاستهداف مجتمع مسلم، وهي كلمة ليست من قواميسه وغريبة عنه، لكنه يتبناها لأنه يعرف ماذا يصنع بها”.